من طرف بص وطل الثلاثاء يناير 13, 2015 1:46 pm
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مكتبة فقه اللغة العربية
خلق الإنسان
الوجه والجبهة والعين والأنف
● [ ثم الوجه ] ●
ويقال لجماعته المحيا يقال فلان جميل المحيا، فأعلاه قصاص الشعر وهو منتهى منبت الشعر من مقدم الرأس ومن مؤخره يقال ضربه على قصاص شعره ومقاص شعره ومقص شعره.
● [ ثم الجبهة ] ●
وهو موضع السجود. والجبينان ما اكتنف الجبهة من الجانبيها فيما بين الحاجبين مصعدا إلى قصاص الشعر، وللخطوط التي فيها يقال الاسرة، قال أبو كبير:
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه * برقت كبرق العارض المتهلل
والنزعتان ما يتحسر عنه الشعر من أعلى الجبينين حتى يصعد فيالرأس يقال رجل أنزع وامرأة نزعاء وهو النزع والنزعة مثل الشجرة، فإذا لم يكن كذلك وسال الشعر في الوجه فذلك الغمم، وكذلك إذا سال في القفا يقال رجل أغم وامرأة غماء، قال هدبة:
ولا تنكحي إن فرق الدهر بيننا * أغم القفا والوجه ليس بأنزعـا
فإذا انحسر الشعر عن الرأس من مقدمه فذلك الجله والجلا والجلح يقال رجل أجله ورجال جله ورجل أجلى ورجال جلو كما ترى وقد جلي الرأس تجلى جلا شديدا وجله يجله جلها شديدا وجلح يجلح جلي الرأس تجلى جلا شديدا وجله يجله جلها شديدا وجلح يجلح جلحا، قال رؤبة:
براق أصلاد الجبين الاجله * لله در الغانيات المده
يقال مدهه ومدحه لغتان، والجله والجلاد واحد. قال الراجر وهو حميد الأرقط:
بناء صخر مردح بطين * أبوجواد أجلح الجبين
قال وأنشدني محمد بن علقة التيمي من شعر أبيه:
قد أنكرت عصماء شيب لمتي * وأم عمرو جلها في جبهتي
وقال العجاج في الجلا:
وحفظة أكنها ضميري * مع الجلا ولائح القتير
فإذا ارتفع ذلك الانحسار حتى يبلغ اليافوخ فهو الصلع. فإذا تقو بوسط الرأس حتى ينحسر الشعر فهو أيضا الصلح والصلعة مثل بعرة وشجرة محركات كلهن، فإذا جمع مع الصلع ضخما قيل رجل جلحاب ورجل جلحابة، والقسمة أعلى الوجه يقال للرجل إنه لحسن القسمة. قال ابن مكعبر الضبي:
كأن دنانيرا على قسماتهم * وإن كان قد شف الوجوه لقاء
يقال شفه الشئ إذا آذاه والشفيف أصله الاذى. والوجنة ما نتأمن الوجه والاجنة مهموزة ليس عن الاصمعي.
● [ ثم الحجاجان ] ●
والحجاجان العظمان المشرفان على غاري العينين يقال رجل غائر الحجاجين. ورجل مشرف الحجاجين، والحاجبان الشعر النابت على حروف الحجاجين، وفي الحاجبين القرن وهو أن يطول الحاجبان حتى يلتقي طرفاهما. وفيهما الزجج وهو طول الحاجبين ودقتهما وسبوغهما إلى مؤخر العين. يقال نظر إلي بمؤخر عينه مكسور الخاء مخففة وهي لغة وإن شئت ثقلت، وفي الحاجبين البلج وهو أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نفيا من الشعر فذلك البلج وذلك الموضع يسمى بلجة، والعرب تستحب البلج وتمدح به ويكرهون الغمم، يقال رجل أبلج وامرأة بلجاء.
● [ ثم العين ] ●
فجملة العين المقلة وهي شحمة العين تجمع البياض والسواد، وفي المقلة الحدقة وهي السواد الذي في وسط البياض، وفي الحدقة الناظر وهو موضع البصر، وفيه الانسان وليس بخلق له حجم والحجم ما وجدت مسه إنما العين كالمرآة إذا استقبلها شئ رأيت شخصه فيها، وفيها الناظران وهما عرقان على حرفي الانف يسيلان من الموقين إلى الوجه، قال جرير:
وأشفي من تخلج كل حسن * وأكوي الناظرين من الخنان
وفيها الاجفان وهي غطاء المقلة من أعلى وأسفل والواحد جفن، وجماع لحم الاجفان يقال له اللخص، وإذا تغضن أعلى العين من الجفن وكثر تغضن لحمه فذلك اللخص يقال رجل ألخص وامرأة لخصاء، ويقال لخص يلخص لخصا إذا ورم الجفن وغلظ، والتغضن هو التكسر أن يتكسر ما حولها، ويقال كمنت عينه تكمن كمنة شديدة، والجرب كالصدإ يركب باطن الجفن وربما ألبسه أجمع وربما ركب بعضه، وفيها الاشفار وهي حروف الاجفان التي تلتقي عند التغميض والواحد منها شفر، والشعر الذي ينبت فيها الهدبوالواحدة هدبة مخففة، فإذا طالت الاهداب قيل رجل أهدب وامرأة هدباء. ورجل أوطف وامرأة وطفاء وهو مثل الهدب، وكذلك أذن هدباء إذا كانت كثيرة الشعر كل ذلك طول، والمحجر ماخرج من النقاب من الجفن الاسفل لا يكون من الاعلى. وفي العين الحماليق والواحد حملاق وهي نواحيها. وفيها اللحاظ وهو مؤخرها الذي يلي الصدغ. والموق طرفها الذي يلي الانف وهو مخرج الدمع، وبعض العرب يقول مؤق مهموز مرفوع فيجمع فيقول أمآق كما ترى، وبعض العرب يقول مأق مهموز مرفوع آخره وجماعها مثل جماع الاول، وبعض العرب يقول ماق مثل قاض غير مهموز ويجمع مواق مثل قواض. وبعضهم يقول مؤق مهموز مثل معط مجرور القاف فمن قال ذلك قال مآقي العين. ويقال أمق العين. وفي المؤق القمع وهو كدر من لون لحم المؤق وورم فيه يقال قمعت عينه تقمع قمعا، قال الاعشى:
وقلبت مقلة ليست بمقرفة * إنسان عين ومؤقا لم يكن قمعا
وفي العين الحوص وهو ضيق في مؤخرها يقال حوصت ينه تحوص حوصا ورجل أحوص وامرأة حوصاء، والحوص خياطة العين يقال حصن عين صقرك وحص شقاقا في رجلك، وفيها الخوص وهوصغرها وغؤورها يقال خوصت تخوص خوصا، وفيها النجل وهو سعة العين وعظم المقلة وكثرة البياض، وفيها الغطش وهو ضعف في النظر وتغميض العين، ومثله الخفش ونرى أن الخفاش اشتق من ذلك لانه يشق عليه ضوء النهار، وفيها الدوش وهو ضعف البصر وضيق العين يقال دوشت عينه تدوش دوشا، ويقال بعينه هدبدإذا كان بها عشاء، ويقال غشيت عيني سمادير إذا غشيها كالغشاوة من مرض أو جوع أو غير ذلك ومن ذلك يقال اسمدرت عيني تسمدر اسمدرارا، قال الكميت:
أثبعتهم بصري والآل يرفعهم * حتى اسمدر بطرف العين إتآري
يقال أتأرته بصري إذا أتبعته بصرك، ويقال غيق ذلك لامر بصري وهو يغيقه تغيقا أي يجئ به ويذهب ولا يدعه يثبت، قال العجاج:
لا تحسبن الخندقين والحفر * آذي أوراد يغيقن البصر
وقال رؤبة:
غيقن بالمكحـولة السواجي * شيطان كل مترف سداج
الساجية المفتوحة الواسعة يقال سجا البحر إذا اتسع وذهب ماؤه، سداج متبختر في مشيته وهو الكذاب المختلق، وفيها القضأ يقال قضئت عينه تقضأ قضأ ولقد أقضأها الوجع وهو فساد في العين تحمر منه ويسترخي لحم مآقيها ويقال في المثل لا تزوجوا فلانا فإن في حسبه قضأة أي عيبا، وفيها الحذل وقد حذلت تحذل حذلا وهو حمرة وانسلاق وسيلان يكون ذلك من حر أو بكاء وما أشبهه، والانسلاق حمرة تعتاد العين، وقال العجاج:
وما التصابي للعيون الحذل
ويقال في عينه كوكب وهى النقطة تبقى من بياض، ومثلها الودقة مخففة يقال ودقت عينه تيدق ودقا، قال رؤبة:
لا يشتكي صدغيه من داء الودق * ولا بعينيه عواوير البخق
البخق العور يقال بخقت عينه تبخق بخقا ورجل أبخق وامرأة بخقاء، وفيها العوار وهو كالقذى يجدها الرجل من شدة الرمد، وبعض العرب يجعل مكان العوار العائر يقول اكتحل ثلثا حتى ينقطع عنك عائر الرمد، قال رجل من عبد القيس:
ما بال عيني تبيت ساهرة * لا عار طبها ولا حذل
فإذا اشتد الرمد حتى لا يستطيع الرجل أن يرفع طرفه قيل قد استأخذ يستأخذ استيخاذا شديدا وأخذ يأخذ أخذا، قال أبو ذؤيب:
يرمي الغيوب بعينيه ومطرفه * مغض كما كسف المستأخذ الرمد
وفيها الكحل وهو أن يسود مواقع الكحل من العين، والدعج السواد في العين وغيرها يقال ليل أدعج، قال العجاج:
حتى ترى أعناق صبح أبلجا * تسور في أعجاز ليل أدعجا
ورجل أدعج وامرأة دعجاء، وفيها الزرق وهو أن يكون سوادالعين أخضر يقال زرق يزرق زرقا وقد ازرق وقد ازراق، وفي العين الملحة يقال رجل أملح وامرأة ملحاء وهو أشد الزرق الذي يضرب إلى البياض. وفيها الشهلة وهو أن يكون سواد العين بين الحمرة والسواد يقال رجل أشهل وامرأة شهلاء. وفيها السجرة وهو أن يكون العين مشربة حمرة يقال رجل أسجروامرأة سجراء. وكذلك أن يضرب سوادها إلى الحمرة. قال العجير السلولي:
غدت كالقطرة السجراء راحت * أمام مزمزم لجب نفاها
ويقال غدير أسجر إذا كان يضرب ماؤه إلى الحمرة، وفيها الحول والقبل، والقبل أشد من الحول. والحول الذي في إحدى عينيه. والقبل الذي كأن عينيه تقبل إحداهما على الاخرى. ويقال اقبلت عينه واحولت. وفيهما الكمه والعمى والعور. ويقال عورت عينه واعورت وعارت. قال ابن أحمر:
وربت سائل عني حفي * أعارت عينه أم لم تعارا
وإذا انشق الجفن حتى ينفصل حتاره فذلك الشتر يقال ضربه فشتر عينه وهو أشتر وهي شتراء. قال أبو عمرو يقال لححت عينه إذا أصابها التصاق وسلاق ولم يجئ هذا كما قالوا صمت أذنه وشمت ومصت. وفيها الشكلة وهي حمرة تخلط البياض. ومن ثم يقال للمرأة ذات شكل. وقد اشكالت عينه تشكالا شكيلاا. ومن ثم قالوا أشكل عليه أمره أي اختلط. وفيها المره وبعض العرب يقول المرهة وهو أن يكون الحماليق بيضا ليست بكحل يقال رجل أمره وامرأة مرهاء وقد مرهت عينه تمره مرها. قال ذو الرمة:
من الناصعات البيض في غير مرهة * ذوات الشفاه الحو والاعين النجل
وفيها الخزر وهو أن يكون الرجل كأنما بنظر في أحد شقيه يقال للرجل تخازر. ويقال نظر إلي شزرا وذلك إذا نظر إليه عن يمينه وعن شماله ولم يستقبله بنظره. ويقال للرجل إذا طعن عن يمينه وعن شماله طعن شزرا. قال العجاج:
إذا استدرن حول مستدير * لشزره صانع بالمشزور
واليسر طعن قبالة وجهك. واليسر فتل الحبل على اليمين والشزر فتله على الشمال. قال العجاج:
أمره يسرا فإن أعيا اليسر * والتاث إلا مرة الشزر شزر
وفي العين الاغضاء وهو أن يطبق جفنه على حدقته فيقال رأيتهم غضيا، ويقال مررت به كاسفا إذا مر به رخو الطرف ناكسه، وفي العين التدويم وهو أن تدور الحدقة كأنها في فلكة يقال دومت عينه تدوم تدويما، قال رؤبة:
تيماء لا ينجو بها من دوما * إذا علاها ذو انقباض أجذما
ومعنى أجذم أي أسرع، ومن ثم سمي الدوام لدورانه، قال ذو الرمة في التدويم:
يدوم رقراق السراب برأسه * كما دومت في الخيط فلكة مغزل
وفي العين الظفرة وهي جلدة تجري من الموق فإذا غشيت الحدقة ألبستها، ويقال أجد في عيني حثرا وهو خشونة من الرمص ويقال حثرت عينه إذا وجد فيها خشونة ويقال حثرت عينه تحثر حثرا، ومنه حثر العسل يخثر حثرا إذا أخذ يتجبب ليتغير، ويقال حثر فمه إذا حثر فيه الريق، ويقال قدحت عينه وقدحت مشددة فهي قادحة ومقدحة. ويقال جاءنا قادحة عينه يريد غارت وماجت. قال رجل من آل النعمان بن بشير وهو إبراهيم بن النعمان بن بشير الانصاري:
والعين قادحة واليد سابحة * والرجل ضارحة والمتن ملحوب
ومعنى ملحوب ليس عليه لحم، قال زهير:
وعزتها كوالها وكلت * سنابكها وقدحت العيون
ومثله قد حجلت عينه وحجلت خفيف وثقيل، قال أحد بني سلمة الخير وهو ثعلبة بن عمرو العبدي:
فتصبح حاجلة عينه * لحنو استه وصلاه غيوب
وكذلك دنقت عينه فهي مدنقة وهذا كله واحد في العين، ويقال خيل مقدحة إذا كسرت الدال كانت غائرة العيون وإذا فتحت الدال فهي التي قد ضمرت، ويقال للعين إذا ألقت الرمص قذت تقذي قذيا فإذا وقع فيها قذى قلت قذيت تقذى قذى شديدا، وإذا ألقى فيها إنسان قذى فهو يقذيها أشد القذي إذا أردت العمل، وأشد القذى إذا أردت القذى بعينه، ويقال في مثل من الامثال ما أرى مني ما يقذي عينا، ويقال قذى عينه يقذيها تقذية إذا أخرج ما فيها من القذى. ومثل أيضا كل فحل يمذي وكل أنثى تقذي، وبعض العرب يقول مذى يمذي وأمذى في كلام العرب أكثر، وفي العين الشوس وهو أن ينظرالرجل بإحدى عينيه ويميل وجهه في شق العين التي ينظر بها، والرنو إدامة النظر وسكون الطرف وهو الرنوناة يقال ظل فلان رانيا إلى فلانة ولقد أرناني حسن ما رأيت من النظر، قال ابن أحمر:
بنت عليه الملك أطنابها * كأس رنوناة وطرف طمر
وقال العجاج:
فإن يكن ناهي الصبى من سني * والحلم بعد السفه المستن
فقد أرني ولقد أرني * غرا كأرآم الصريم الغـن
ومثله البرشمة والبرهمة، قال الكميت في البرشمة:
ألقطة هدهد وجنود أنثى * مبرشمة ألحمي تأكلونا
وقال الراجز:
والقوم من مبرشم وضامر
وقال العجاج في البرهمة:
بدلن بالناصع لونا مسهما * ونظرا هون الهوينا برهما
والتحميج مثلها، قال أبو العيال الهذلي في التحميج:
وحمج للجبان المو * ت حتى قلبه يجب
والتحميج فتح العينين وتحديد النظر كأنه مبهوت، والرارأة فتح العين واستدارة الحدقة كأنها تموج في العين يقال إن فلانة إذا نظرت في المرآة رأرأت. وإذا كانت المرأة كذلك قيل إن فلانة لرأراء من النساء، قال ذو الاصبع في التحميج والشوس:
أإن رأيت بني أبي * ك محمجين إلي شوسا
ويقال أتاره بصره بغير همز وأتأره مهموز يتئره إذا أتبعه بصره، والشفن النظر في اعتراض يقال شفن يشفن شفونا، قال جندل بن المثنى:
ذي خنزوانات ولماح شفن
والخنزوانة الكبر يقال إن في رأسه كبرا وخنزوانة.
● [ ثم الأنف ] ●
والأنف اسم يجمع كل ما في الأنف، وكذلك المرسن والمعطس يقال للرجل إنه لكريم المرسن، قال العجاج:
وجبهة وحاجبا مزججا * وفاحما ومرسنا مسرجا
وقال الآخر وهو ذو الرمة في المعطس:
وألمحن لمحا من خدود أسيلة * رقاق خلا ما أن تشف المعاطس
ويقال أرغم الله معطسه أي أنفه، وفي الانف القصبة وهو العظم، وفيه المارن وهو ما لان من دون العظم، وفيه الخنابتان وهما حرفا المنخرين، وفيه الوترة وهي الحاجزة بين المنخرين، وفيه الخياشيم وهي العظام الرقاق فيما بين أعلاه إلى الرأس والواحد خيشوم، قال ذو الرمة:
كأنما خالطت فاها إذا وسنت * بعد الرقاد كما ضم الخياشيم
وقال آخر وهو العجاج:
يتركن خيشوم العدو أفطسا * بلية تلوي إذا تـشمسا
وقال أيضا:
عن حرف خيشوم وخد أكلفا
وفيه الاربنة والورثة والعرتمة وهي مقدم الانف، قال رؤبة في العرتمة:
فطال عرك الراغمين العرتما
وقال أبو كبير في الروثة:
حتى انتهيت إلى فراش عزيزة * سوداء روثة أنفها كالمخصف
يعني عقابا، وفراشها عرشها، والمخصف مخرز تخرز به أخفاف الإبل، قال ذو الرمة في الأرنبة:
تثني الخمار على عرنين أرنبة * شماء مارنها بالمسك مرثوم
وفيه الغضروف وبعض العرب يقول الغرضوف وهو من اللحم والعظم وهو في الانسان في ثلاثة مواضع في الانف والاذن وفروع الكتفين، والعرنين معظم الانف كله، قال العجاج:
لنصرعن ليثا يرن مأتمه * معلقا عرنينه ومعصمه
وفي الانف القنا وهو ارتفاعه واحد يداب وسطه وسبوغ طرفه يقال رجل أقنى وامرأة قنواء بينة القنا، قال الشاعر وهو كعب بن زهير:
قنواء في حرتيها للبصير بها * عتق مبين وفي الخدين تسهيل
وفي الانف الشمم وهو ارتفاع القصبة وحسنها وانتصاب الارنبة يقال رجل أشم وامرأة شماء، قال الشاعر:
فشب لها مثل السنان مبرأ * أشم طويل الساعدين جسيم
وفي الانف الذلف وهو صغره وقصره، قال العجاج:
وشجر الهداب عنه فجفا * بسلهين فوق أنف أذلفا
وقال أبو النجم:
للثم عندي بهجة ومودة * وأحب بعض ملاحة الذلفاء
وفي الانف الفغم يقال رجل أفغم وامرأة فغماء وهو طمأنينة مؤخره مما يلي العينين يقال فغم يفغم فغما، وفي الانف الخنس وهو تأخره إلى الرأس وارتفاعه عن الشفة وليس بطويل ولا مشرف يقال إنه لشديد الخنس ورجل أخنس وامرأة خنساء، قال زهير:
فذروة فالجناب كأن خنس * النعاج الطاويات بها الملاء
شبه بياضهن بالملا وهي الثياب البيض، قال العجاج:
كأن تحتي ذا شيات أخنسا * ألجأه لفح الصبا وأدمسا
وقال أبو زبيد:
ولقد مت غير أني حي * يوم بانت بودها خنساء
ويروى حسناء، وفي الانف الخشم يقال رجل أخشم وامرأة خشماء وهو داء يكون في جوف الانف يتغير ريحه منه، وفي الانف الجدع والكشم يقال جدع أنفه وكشم أنفه ويقال عبد أجدع وعبد أكشم، قال جرير:
هذي التي جدعت تيما معاطسها * ثم اقعدي بعدها يا تيم أو قومي
وفي الانف الرقيق وهو مسترق الانف حين لان، قال الشاعر:
سال فقد سد رقيق المنخر
يعني سال مخاطه، والخشام من الانوف العظيم وإن لم يكن مشرفا يقال إن أنف فلان لخشام، قال ذو الرمة:
ويضحي به الرعن الخـشام كأنه * ورءا الثريا شخص أكلف مرقل
وفي الانف الخرم وهو أن ينشق الوترة التي بين المنخرين أو يتخرم الانف من عرضه يقال رجل أخرم وامرأة خرماء.
كتاب خلق الإنسان
تأليف الأصمعي
منتدى نافذة ثقافية - البوابة