منتدى نافذة ثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    أحداث سنة ثلاث وثلاثين ومائتين والف

    بص وطل
    بص وطل
    Admin


    عدد المساهمات : 2283
    تاريخ التسجيل : 29/04/2014

    أحداث سنة ثلاث وثلاثين ومائتين والف Empty أحداث سنة ثلاث وثلاثين ومائتين والف

    مُساهمة من طرف بص وطل الأحد يوليو 01, 2018 4:07 pm

    أحداث سنة ثلاث وثلاثين ومائتين والف Tarek411

    بّسم الله الرّحمن الرّحيم
    مكتبة التاريخ
    عجائب الآثار
    الجزء الأول
    أحداث سنة ثلاث وثلاثين ومائتين والف 1410
    { الفصل الثاني }
    في ذكر حوادث مصر وولاتها واعيانها ووفيات
    من طاعون 1228 وحتى ختام الجزء الأول
    { احداث شهر المحرم سنة 1233 }

    واستهل سنة ثلاث وثلاثين ومائتين والف
    واستهل المحرم بيوم الإثنين ووالي مصر وحاكمها الوزير محمد علي باشا وهو المتصرف فيها قبليها وبحريها بل والاقطار الحجازية وضواحيها وبيده ازمة الثغور الاسلامية ووزيره محمد بك لاظ المعروف بكتخدا بك وهو قائم مقامه في حال غيابه وحضوره والمتصدر في ديوان الاحكام الكلية والجزئية وفصل الخصومات ومباشرة الاحوال نافذ الكلمة وافر الحرمة واغات الباب ابراهيم اغا ومتولي ايضا امر تعديل الاصناف ليوفر على الخزينة ما يأكله المتولي على كل صنف ويخفي امره فيشدد الفحص في المكيل والموزون والمذروع حتى يستخرج المخبأ ولو قليلا فيجمتمع من القليل والكثير من الاموال فيحاسب المتولي مدة ولايته فيجمتع له مالا قدره له على وفاء بعضه الان ذلك شيء قد استهلك في عدة ايدي اشخاص واتباع ويلزم الكبير بإدائه وبقاسي ما يقاسيه من الحبس والضرب وسلب النعمة ومكابدة الاهوال وسلحدار الباشا سليمان اغا عوضا عن صالح بك السلحدار لاستعفائه عنها في العام السابق وهو المسلط على اخذ الاماكن وهدمها وبنائها خانات ورباعا وحوانيت فياتي الى الجهة التي يختار البناء فيها ويشرع في هدمها ويأتيه ارباها فيعطيهم اثمانها كما هي في حججهم القديمة وهو شيء نادر بالنسبة لغلو اثمان العقارات في هذا الوقت لعموم التخرب وكثرة العام وغلاءالمؤن وضيق المساكن بأهلها حتى ان المكان الذي كان يؤجر بالقليل صار يؤجر بعشرة امثال الاجرة القديمة ونحو ذلك ومحمود بك الخازندار وخدمته قبض اموال البلاد والاطيان والرزق وما يتعلق بذلك من الدعاوي والشكاوي وديوانه بخط سويقة اللالا والمعلم غالي كاتب سر الباشا ورئيس الاقباط وكذلك الدفتردار محمد بك صهر الباشا وحاكم الجهة القبلية والروزنامجي مصطفى افندي واغا مستحفظان حسن اغا البهلوان والزعيم علي اغا الشعراوي ومصطفى اغا كرد المحتسب وقد بردت همته عما كان عليه ورجع الحال في قلة الادهان كالاول وازدحم الناس على معمل الشمع فلا يحصل الطالب منه شيئا الا بشق الانفس وكذلك انعدم وجود بيض الدجاج لعدم المجلوب ووقوف العسكر ورصدهم من يكون معه شيء منه من الفلاحين الداخلين الى المدينة من القرى فياخذونه منهم بدون القيمة حتى بيعت البيضة الواحدة بنصفين واما المعاملة فلم يزل امرها في اضطراب بالزيادة والنقص وتكرار المناداة كل قليل وصرف الريال الفرانسة الى اربعمائة نصف فضة والمحبوب الى اربعمائة وثمانين والبندقي الى تسعمائة نصف والمجر الى ثمانمائة نصف واما هذه الانصاف العددية التي تذكر فهي اسماء لاوجود لمسمياتها في الايدي
    وفي ثاني عشره سافر الباشا الى جهة الاسكندرية لمحاسبة الشركاء والنظر في بيع الغلال والمتاجر والمراسلات
    وفي تاسع عشره ارتحلت عساكر اتراك وماربة مجردة الى الحجاز

    { أحداث شهر صفر سنة 1233 }

    واستهل شهر صفر بيوم الاربعاء
    في ثالث عشره وصل الكثير من حجاج المغاربة
    وفي يوم الجمعة سابع عشره وصل جاويش الحاج وفي ذلك اليوم وقت العصر ضربوا عدة مدافع من القلعة لبشارة وصلت من ابراهيم باشا بأنه حصلت له نصرة وملك بلدة من بلاد الوهابية وقبض على اميرها ويسمى عتيبة وهو طاعن في السن
    وفي يوم الثلاثاء حادي عشرينه وصل ركب الحاج المصري والمحمل وامير الحاج من الدلاة

    { أحداث شهر ربيع الاول سنة 1233 }

    واستهل شهر ربيع الاول بيوم الجمعة
    و فيه وصل قابجي من دار السلطنة فعملوا له موكبا وطلع الى القلعة وضربوا له شنكا سبعة ايام وهي مدافع تضرب في كل وقت من الاوقات الخمسة
    وفي هذا الشهر انعدم وجود القناديل الزجاج وبيع القنديل الواحد الذي كان ثمنه خمسة انصاف بستين نصفا اذا وجد

    { أحداث شهر ربيع الثاني سنة 1233 }

    واستهل شهر ربيع الثاني بيوم السبت سنة
    وو فقه ايضا وأول مشير القبطي
    وفي منتصفه سافر اولاد سلطان المغرب والكثير من حجاج المغاربة وكانوا في غاية الكثرة بحيث ازدحمت منهم اسواق المدينة وبولاق وما بينهما من جميع الطرق فكانوا يشترون الاغنام من الفلاحين ويذبحونها ويبيعونها على الناس جزافا من غير وزن وبعد ان يتركوا لأنفسهم مقدار حاجتهم فذهب الكثير للشراء منهم بسب رداءة اللحم الموجود بحوانيت الجزارين ولو وقف عليهم بالثمن الزائد
    وفي اواخره حضر مبشر من ناحية الديار الحجازية يخبر بنصرة حصلت لابراهيم باشا وانه استولى على بلدة تسمى السقراء وان عبد الله ابن مسعود كان بها فخرج منها هاربا الى الدرعية ليلا وان بين عسرك الاتراك والدرعيين مسافة يومين فلما وصل هذا المبشر ضربوا لقدومه مدافع من ابراج القلعة وذلك وقت الغروب من يوم الاربعاء سادس عشرينه

    { أحداث شهر جمادي الاولى سنة 1233 }

    واستهل شهر جمادي الاولى بيوم الاحد
    فيه نودي على طائفة المخالفين للملة من الاقباط والاروام بان يلزموا زيهم من الازرق والاسود ولا يلبسوا العمائم البيض لأنهم خرجوا عن الحد في كل شيء ويتعممون بالشيلان الكشميري الملونة والغالية في الثمن ويركبون الرهونات والبغال والخيول واماهم وخلفهم الخدم بايديهم العصي يطردون الناس عن طريقهم ولايظن الرائي لهم الا انهم من اعيان الدولة ويلبسون الاسلحة وتخرج الطائفة منهم الى الخلاء ويعملون لهم نشابا يضربون عليه بالبنادق الرصاص وغير ذلك فما احسن هذا النهي لو دام 3
    وفي يوم السبت حادي عشرينه حضر الباشا من غيبته بالإسكندرية اواخر النهار فضربوا لقدومه مدافع فبات بقصر شبرا وطلع في صبحها الى القلعة فضربوا بها مدافع ايضا فكانت مدة غيبته بالإسكندرية اربعة اشهر وتسعة ايام
    وفي اواخره وصل هجان من شرق الحجاز ببشارة بأن ابراهيم باشا استولى على بلد كبير من بلاد الوهابية ولم يبق بينه وبين الدرعية الاثمان عشرة ساعة فضربوا شنكا ومدافع
    وفيه وصل هجان حسن باشا الذي بجدة بمراسلة يخبر فيه بعصيان الشريف حمود بناحية يمن الحجاز وانه حاصر من بتلك النواحي من العساكر وقتلهم ولم ينج منهم الا القليل وهو من فر على جواد الخيل
    ووقع فيه ايضا الاهتمام في تجريد عساكر للسفر وارسل الباشا بطلب خليل باشا للحضور من ناحية بحري هو وخلافه وحصل الامر بقراءة صحيح البخاري بالأزهر فقري يومين وفرق على مجاوري الازهر عشرة اكياس وكذلك فرقت دراهم على اولاد المكاتب

    { أحداث شهر جمادي الثانية سنة 1233 }

    واستهل شهر جمادي الثانية
    في منتصفه ليلة الثلاثاء حصل خسوف للقمر في سادس ساعة من الليل وكان المنخسف منه مقدار النصف وحصل الامر ايضا بقراءة صحيح البخاري بالأزهر
    و فيه ورد الخبر بموت الشريف حمود وانه اصيب بجراحة مات بها
    وفي يوم الثلاثاء تاسع عشرينه حصل كسوف للشمس في ثالث ساعة من النهار وكان المنكسف منها مقدار الثلث
    وفي ذلك اليوم ضربت مدافع لوصول بشارة من ابراهيم باشا بأنه ملك جانبا من الدرعية وان الوهابية محصورون وهو ومن معه من العربان محيطون بهم

    { أحداث شهر شعبان سنة 1233 }

    واستهل شهر شعبان
    فيه حضر خليل باشا وحسين بك دالي باشا من الجهة البحرية ونزلوا بدورهم

    { أحداث شهر رمضان سنة 1233 }

    واستهل شهر رمضان بيوم الاحد
    في منتصفه وصل نجاب واخبر بأن ابراهيم باشا ركب الى جهة من نواحي الدرعية لأمر يبتغيه وترك عرضية فاغتنم الوهابية غيابه وكبسوا على العرضي على حين غفلة وقتلوا من العساكر عدة وافرة واحرقوا الجبخانة فعند ذلك قوى الاهتمام وارتحل جملة من العساكر في دفعات ثلاث برا وبحر يتلو بعضهم بعضا في شعبان ورمضان وبرز عرضي خليل باشا الى خارج باب النصر وترددوا في الخروج والدخول واستباحوا الفطر في رمضان بحجة السفر فيجلس الكثير منهم بالأسواق يأكلون ويشربون ويمرون بالشوارع وبأيديهم اقصاب الدخان والتتن من غير احتشام ولا احترام لشهر الصوم وفي اعتقادهم الخروج بقصد الجهاد وغزو الكفار المخالفين لدين الاسلام وانقضى شهر الصوم والباشا متكدر الخاطر ومتقلق

    { أحداث شهر شوال سنة 1233 }

    واستهل شهر شوال بيوم الاثنين
    وكان هلاله عسر الرؤية جدا فحضر جماعة من الاتراك الى المحكمة وشهدوا برؤيته
    و في ذلك اليوم الموافق لثامن عشرى شهر ابيب القبطي او في النيل اذرعه فأخروا فتح سد الخليج ثلاثة ايام العيد ونودي بالوفاء يوم الاربعاء وحصل الجمع يوم الخميس رابعه وحضر فتح الخليج كتخدا بك والقاضي ومن له عادة بالحضور فكان جمعا وازدحاما عظيما من اخلاط العالم في جهة السد والروضة تلك الليلة واشتغلت النار في الحريقة واحترق فيها لأشخاص ومات بعضهم
    و في سادسه يوم السبت خرج خليل باشا المعين الى السفر في موكب وشق من وسط المدينة وخرج من باب النصر وعطف على باب الفتوح ورجع الى داره في قلة من اتباعه في طريقه التي خرج منها
    وفيه انتدب مصطفى اغا المحتسب ونادى في المدينة ويأمر الناس بقطع اراضي الطرقات والازقة حتى العطف والحارات الغير النافذة فأخذ ارباب الحوانيت والبيوت يعملون بأنفسهم في قطع الارض والحفر ونقل الاتربة وحملها من خوفهم من اذيته ولعدم الفعلة والاجراء واشتغال حمير الترابين باستعمالهم في عمائر اهل الدولة فلو كان هذا الاهتمام في قطع ارض الخليج الذي يجري به الماء فإنه لم تقطع ارضه وينقطع جريانه في ايام قليلة لعلو ارضه من الطمي وبما يتهدم عليه من الدور القديمة وما يلقيه على ذلك بهذه الفعلة القاء ما يحفرونه وينقلونه من اتربة لأزقة البيوت القديمة منه فيه ليلا ونهارا
    و في ثامنه ارتحل خليل باشا مسافرا الى الحجاز من القلزم وعساكره الخيالة على طريق البر
    وفي يوم السبت ثالث عشره نزلوا بكسوة الكعبة الى المشهد الحسيني على العادة
    و في يوم الاثنين ثاني عشرينه عمل الموكب لأمير الحاج وهو حسين بك دالي باشا وخرج بالمحمل خارج باب النصر تجاه الهمائل ثم انتقل في يوم الاربعاء الى البركة وارتحل منها يوم الاثنين تاسع عشرينه وسافر الكثير من الحجاج واكثر فلاحي القرى الصعايدة ومن باقي الاجناس مثل المغاربة والقرمان والاتراك انفار قليلة
    و في ذلك اليوم وصل قبجي وعلى يده تقرير لحضرة الباشا على السنة الجديدة وطلع الى القلعة في موكب وقري التقرير بحضرة الجمع وضربت مدافع كثيرة وكذلك وصل قبله قابجي صحبته فرمان بشارة بمولود ولد لحضرة السلطان فعمل له شنك ومدافع ثلاثة ايام في الاوقات الخمسة وذلك في منتصفه

    { أحداث شهر ذي القعدة سنة 1233 }

    واستهل شهر ذي القعدة بيوم الاربعاء
    واقضى والباشا منفعل الخاطر لتأخر الاخبار وطول الانتظار وكل قليل يأمر بقراءة صحيح البخاري بالازهر ويفرق على صغار المكاتب والفقراء دراهم ولضيق صدره واشتغال فكره لايستقر بمكان فيقيم بالقلعة قليلا ثم ينتقل الى قصر شبرا ثم الى قصر الآثار ثم الازبكية ثم الجيزة وهكذا

    { أحداث شهر ذي الحجة سنة 1233 }

    واستهل شهر ذي الحجة الحرام بيوم الجمعة
    وفي سابعه وردت بشائر من شرق الحجاز بمراسلة من عثمان اغا الورداني امير الينبع بأن ابراهيم باشا استولى على الدرعية والوهابية فانسر الباشا لهذا الخبر سرورا عظيما وانجلى عنه الضجر والقلق وانعم على المبشر وعند ذلك ضربوا مدافع كثيرة من القلعة والجيزة وبولاق والازبكية وانتشر المبشرون على بيوت الاعيان لاخذ البقاشيش
    وفي ثاني عشره وصل المرسوم بمكاتبات من السويس والينبع وذلك قبل العصر فاكثروا من ضرب المدافع من كل جهة واستمر الضرب من العصر الى المغرب بحيث ضرب بالقلعة خاصة الف مدفع وصادف ذلك شنك ايام العيد وعند ذلك امر بعمل مهرجان وزينة داخل المدينة وخارجها وبولاق ومصر القديمة والجيزة وشنك على بحر النيل تجاه الترسخانة ببولاق من النجارين والخراطين والحدادين وتقيد لذلك امين افندي المعمار وشرعوا في العمل وحضر كشاف النواحي والاقاليم بعساكرهم واخرجوا الخيام والصواوين والوطاقات خارج باب النصر وباب الفتوح وذلك يوم الثلاثاء سادس عشرينه ونودي بالزينة واولها الاربعاء فشرع الناس في زينة الحوانيت والخانات وابواب الدور ووقود القناديل والسهر واظهروا الفرح والملاعيب كل ذلك مع ماالناس فيه من ضيق الحال والكد في تحصيل اسباب المعاش وعدم ما يسرجون به من الزيت والشيرج والزيت الحار وكذا السمن فانه شح وجوده ولايوجد منه الا القليل عند بعض الزياتين ولا يبيع الزيات زيادة عن الاوقية وكذلك اللحم لايوجد منه الا ما كان في غاية الرداءة من لحم النعاج الهزيل وامتنع ايضا وجود القمح بالساحل وعرصات الغلة حتى الخبز امتنع وجوده بالاسواق ولما انهي الامر الى من لهم ولاية الامر فأخرجوا من شون الباشا مقدارا ليباع في الرقع وقد اكلها السوس ولايباع منها ازيد من الكيلة اكثرها مسوس وكذلك لما شكا الناس من عدم ما يسرج به في القناديل اطلقوا للزياتين مقدار من الشيرج في كل يوم يباع في الناس لوقود الزينة وفي كل يوم يطوف المنادي ويكرر المناداة بالشوارع على الناس بالسهر والوقود والزينة وعدم غلق الحوانيت ليلا ونهارا وانقضى العام بحوادثه ومعظمها مستمر
    فمنها وهو اعظمها شدة الاذية والضيق وخصوصا بذوي البيوت والمساتير من الناس بسبب قطع ايرادهم وارزاقهم من الفائظ والجامكية السائرة والرزق الاحباسية وضبط الانوال التي تقدم ذكرها وكان يتعيش منها الوف من العالم ولما اشتد الضنك بالملتزمين وتكرر عرضحالهم فأمر لهم بصرف الثلث وتحول المصرفجي على بعض الجهات فكان كلما اجتمع لديه قدر يلحقه الطلب بحوالة من لوازم عساكر السفر المجردين وانقضى العام واكثر الناس لم يحصل على شي وذلك لكثرة المصاريف والارساليات من الذخائر والغلال والمؤن وخزائن المال من اصناف خصوص الريال الفراسنة والذهب البندقي والمحبوب الاسلامي بالأحمال وهي الاصناف الرائجة بتلك النواحي واما القروش فلا رواج لها الا بمصر وضواحيها فقط اخبرني احد اعيان كتاب الخزينة عن اجرة حمل الذخيرة على جمال العرب خاصة في مرة من المرات خمسة واربعين الف فرانسة وذلك من الينبع الى المدينة حسابا عن اجرة كل بعير ستة فرانسة يدفع نصفها امير الينبع والنصف الآخر يدفعه امير المدينة عند وصول ذلك ثم من المدينة الى الدرعية ما يبلغ المائة والاربعين الف فرانسة وهو شيء مستمر التكرر والبعوث ويحتاج الى كنوز قارون وهامان واكسير جابرين حيان !
    و منها العمارة التي امر بانشائها الباشا المشار اليه بين السورين وحارة النصارى المعروفة بخميس العدس المتوصل منها الى جهة الخرنفش وذلك بإشارة اكابر نصارى الافرنج ليجتمع بها ارباب الصنائع الواصلون من بلاد الافرنج وغيرهم وهي عمارة عظيمة ابتدؤا فيها من العام الماضي واستمروا مدة في صناعة الآلات الاصولية التي يصطنع بها اللوازم مثل السند الات والمخارط للحديد والقواديم والمناشير والتزجات ونحو ذلك وافردوا لكل حرفة وصناعة مكانا وصناعا يحتوي المكان على الانوال والدواليب والآلات الغريبة الوضع والتركيب لصناعة القطن وانواع الحرير والاقمشة والمقصبات
    و في اواخر هذا العام جمعوا مشايخ الحارات والزموهم بجمع اربعة الاف غلام من اولاد البلد ليشتغلوا تحت ايدي الصناع ويتعلموا وياخذوا اجرة يومية ويرجعوا لأهاليهم اواخر النهار فمنهم من يكون له القرش والقرشان والثلاثة بحسب الصناعة وما يناسبها وربما احتيج الى نحو العشرة الاف غلام بعد اتمامها والمحتاج اليه في هذا الوقت القدر المذكور وهي كرخانة عظيمة صرف عليها مقادير عظيمة من الاموال
    و منها انه ظهر بأراضي الارز بالبحر الشرقي ناحية دمياط حيوان يخرج من البحر الشرقي في قدر الجاموس العظيم ولونه فيرعى الفدان من الزرع ثم يتقيأ اكثره وكان ظهوره من العام الماضي فيجتمع عليه الكثير من اهل الناحية ويرجمونه بالحجارة ويضربون عليه بنادق الرصاص فلا تؤثر في جلده ويهرب الى البحر واتفق انه ابتلع رجلاا لى ان اصيب في عينه وسقط وتكاثر عليه وقتلوه وسلخوا جلده وحشوه تبنا واتوا به الى بولاق وتفرج عليه الباشا والناس واخبرني غير واحد ممن رآه انه اعظم من الجاموس الكبير طوله ثلاثة عشر قدما ولونه لونه وجلده املس و رأسه عظيم يشبه رأس ابن عرس وعيناه في اعلى دماغه واسع الفم وذنبه مثل ذنب السمك وارجله غلاظ مثل ارجل الفيل في اواخرها اربع ظلوف طوال واسفلها كخف الجمل وادخلوه الى بيت الافرنج وانعم به الباشا على بغوص الترجمان الأرمني وهو يبيعه على الافرنج بثمن كبير
    و منها ان امرأة يقال لها الشيخة رقية تتزر بمئزر ابيض وبيدها خيزرانة وسبحة تطوف على بيوت الاعيان وتقرأ وتصلي وتذكر على السبحة ونساء الاكابر يعتقدون فيها الصلاح ويسألن منها الدعاء وكذلك الرجال حتى بعض الفقهاء وتجتمع على الشيخ العالم المعتقد الشيخ تعيلب الضرير ويكثر من مدحها للناس فيزدادون فيها اعتقادا ولها بمنزل خليل بك طوقان النابلسي مكان مفرد تأوي اليه على حدتها واذا دخلت بيتا من البيوت قام اليها الخدم واستقبلوها بقولهم نهارنا سعيد ومبارك ونحو ذلك واذا دخلت على الستات قمن اليها وفرحن بقدومها وقبلن يدها وتبيت معهن ومع الجواري فذهبت يوما إلى دار الشيخ عبد العليم الفيومي وذلك في شهر شوال فتمرضت اياما وماتت فضجوا وتأسفوا عليها واحبوا تغيير ما عليها من الثياب فرأوا شيئا نعجز ما بين افخاذها فظنوه صرة دراهم واذا هو آلة الرجال الخصيتان والذي فوقهما فبهت النساء وتعجبن واخبروا الشيخ تعيلب بذلك فقال استروا هذا الامر وغسلوه وكفنوه وواروه في التراب ووجدوا في جيبه مراة وموسى وملقاطا وشاع امره واشتهر وتناقله الناس بالتحدث والتعجب
    ومنها زيادة النيل في هذا العام الزيادة المفرطة التي لم نسمع ولم نر مثلها حتى غرق الزروع الصيفية مثل الذرة والنيلة والسمسم والقصب والارز واكثر الجنائن بحيث صار البحر وسواحله والملق لجة ماء وانهدم بسببه قرى كثيرة وغرق الكثير من الناس والحيوان حتى كان الماء ينبع بين الناس من وسط الدور واختلط بحر الجيزة ببحر مصر العتيتة حتى كانت المراكب تمشي فوق جزيرة الروضة وكثر عويل الفلاحين وصراخهم على ما غرق لهم من المزارع وخصوصا الذرة الذي هو معظم قوتهم وكثير من اهل البلاد ندبوا بالدفوف
    و منها ان الباشا زاد في هذه السنة الخراج وجعل على كل فدان ستة قروش وسبعة وثمانية وذكر انها مساعدة على حروب الحجاز والخوارج فذهي الفلاحون بهاتين الداهيتين وهي زيادة النيل وزيادة الخراج في غير وقت واوان فإن من عادة الفلاحين واهل القرى اذا انقضت ايام الحصاد والدراوي وشطبوا اما عليهم من مال الخراج لملتزميهم ويكون ذلك مبادي زيادة النيل وارتفع عنهم الطلب وارتحلت كشاف النواحي وقائم مقام الملتزمين والصيارف والمعينون وخلت النواحي منهم فعند ذلك ترتاح نفوسهم وتجتمع حواسهم ويعملون اعراسهم ويجدون ملبوسهم ويزوجون بناتهم ويختنون صبيانهم ويشيدون بنيانهم ويصلحون جسورهم وحبوسهم فإذا اخذ النيل في الزيادة شرعوا في زراعة الصيف الذي هو معظم قوتهم وكسبهم حتى اذا انحسر الماء وانكشفت الاراضي وآن اوان التحضير وزراعة الشتوي من البرسيم والغلة وجدوا ما يسدون به مال التجهية وما يرقعون به احوالهم من بهائم الحرث ومحاريث وتقاوي واجر عمال ونحو ذلك فدهموا هذه السنة بهاتين الآفتين الارضية والسماوية ورحل الكثير عن اهله ووطنه وكان ابتداء طلب هذه الزيادة قبل زيادة النيل ومجيء خبر النصرة فلما ورد خبر النصرة لم يرتفع ذلك
    و منها الاضطراب في المعاملة بالزيادة والنقص والمناداة عليها كل قليل والتنكيل والترك وبلغ صرف البندقي ثمانمائة وثمانين نصفا فضة والفرانسة اربعمائة نصف وعشرة والمحبوب اربعمائة واربعين وهو المصري واما الاسلامبولي فيزيد اربعين والمجر ثمانمائة نصف واما هذه الانصاف وهي الفضة العددية فهي اسماء من غير مسميات لمنعها واحتكارها فلا يوجد منها في المعاملة بأيدي الناس الا النادر جدا ولايوجد بالأيدي في محقرات الاشياء وغيرها الا المجزأ بالخمسة والعشرة والعشرين وتصرف من اليهود والصيارف بالفرط والنقص ومن حصل بيده شيء من الانصاف عض عليه بالنواجذ ولايسمح بإخراج شيء منها الا عند شدة الاضطرار اللازم
    ومنها ان السيد محمد المحروقي انشأ ببركة الرطلي دار وبستانا في محل الاماكن التي تخربت في الحوادث وذلك انه لما طرقت الفرنساوية الديار المصرية واختل النظام وجلا اكثر الناس عن اوطانهم وخصوصا سكان الاطراف فبقيت دور البركة خالية من السكان وكان بها عدة من الديار الجليلة منها دار حسن كتخدا الشعراوي وتابعه عمر جاويش وداره على سمته ايضا ودار علي كتخدا الخربطلي ودار قاضي البهار ودار سليمان اغا ودار الحموي وخلاف ذلك دور كانت جارية في وقف عثمان كتخدا القازدغلي وغيره وهذه الدور هي التي ادركناها بل وسكنا بها عدة سنين وكانت في الزمن الاول عدة دور مختصرة يسكنها اهل الرفاهية من اهالي البلد وكان بها بيت البكرية القديم بالناحية الجنوبية تجاه زاوية جدهم الشيخ جلال الدين البكري وكان الناس يرغبون في سكناها لطيب هوائها وانكشاف الريح البحري بها وليس في اتجاهها من البر الآخر سوى الأشجار والمزارع ويعبرها المراكب والسفائن والقنج في ايام النيل بالمتفرجين والمتنزهين واهل الخلاعة بمزامرهم ومغانيهم ولصدى اصواتهم المطربة طرب آخر فلما انقشع عنها السكان تداعت الدور الى الخراب وبقيت مسكنا للبوم والغراب مدة اقامة الفرنساوية فلما حضر يوسف باشا الوزير في المرة الاولى وذلك سنة اربع عشرة ومائتين والف وانقض الصلح بينه وبين الفرنساوية وحصلت المفاقمة ووقعت الحروب داخل البلدة واحتاطت الفرنساوية بجهات البلد وجرى ما تقدم ذكره في الحوادث السابقة وكان طائفة من الفرنساوية اتوا الى هذه البركة وملكوا التل المعروف بتل ابو الريش واخذوا يرمون بالمدافع والقنابر على اهل باب الشعرية وتلك النواحي فما انجلت الحروب حتى خربت بيوت البركة وما كان بتلك النواحي من الدور التي بظاهرها وبقيت كيمانا فحسن ببال السيد المذكور ان يجعل له سكنا هناك فاحتكر اراضي تلك المساكن من اربابها من مدة سابقة ثم تكاسل عن ذلك واشتغل بتوسعة دار سكنه التي بخطة الفحامين محل دكة الحسبة القديمة حتى اتمها على الوضع الذي قصده ثم شرع في السنة الماضية في انشاء سكن لخصوص نزاهته فشرع في تنظيف الاتربة واصلاح الارض وانشأ دار متسعة وقيعانا وفسحات وهي مفروشة بالرخام وحولها بستان وغرس به انواع الاشجار ودوالي الكروم وهي بمكان حسن كتخدا وما كان على سمته من الدور نحو الثلاثين وانشأ كاتبة السيد عمر الحسيني دارا عظيمة لخصوصه اخذ فيها باقي اراضي الاماكن وزخرفها وانتقل اليها بأهله وعياله وجعلها دارا لسكناه صيفا وشتاء وبنيا خارج ظاهرها حائطا يكون لدورهما سورا وعملا بها بوابة تفتح وتقفل وكان بجوار ذلك جامع متخرب يسمى جامع الحريشي فعمره ايضا السيد محمد لمحروقي واقام حوائطه واعمدته وسقفه وبيضه واقام الخطبة آخر جمعة شهر المحرم

    { من مات في هذه السنة ممن له ذِكر }

    واما من مات في هذه السنة ممن له ذِكر
    فمات شيخ الاسلام وعمدة الانام الفقيه العلامة والنحرير الفهامة الشيخ محمد الشنواني نسبة الى شنوان الغرف الشافعي الازهري شيخ الجامع الازهر من اهل الطبقة الثانية الفقيه النحوي المعقولي حضر الاشياخ اجلهم الشيخ فارس وكالصعيد والدردير والفرماوي وتفقه على الشيخ عيسى البرواي ولازم دروسه وبه تخرج واقرأ الدروس وافاد الطلبة بالجامع المعروف بالفكهاني بالقرب من دار سكناه بخشقدم مهذب النفس مع التواضع والانكسار والبشاشة لكل احد من الناس ويشمر ثيابه ويخدم بنفسه ويكنس الجامع ويسرج القناديل ولما توفي الشيخ عبد الله الشرقاوي اختاروه للمشيخة فامتنع وهرب الى مصر العتيقة بعدما جرى ما تقدم ذكره من تصدر الشيخ محمد المهدي فأحضروه قهرا عنه وتلبس بالمشيخة مع ملازمته لجامع الفاكهاني كعادته واقبلت عليه الدنيا فلم يتهنا بها واعترته الامراض وتعلل بالزخير اشهرا ثم عوفي ثم بآخره بالبرودة وانقطع بالدار كذلك اشهرا ولم يزل منقطعا حتى توفي يوم الاربعاء رابع عشري المحرم وصلي عليه بالأزهر في مشهد عظيم ودفن بتربة المجاورين وله تاليف منها حاشية جليلة على شرح الشيخ عبد السلام عي الجوهرة مشهورة بايدي الطلبة وكان يجيد حفظ القران ويقرا مع فقهاء الجوقة في الليالي وتقلد المشيهة بعده الشيخ العلامة السيد محمد ابن شيخنا الشيخ احمد العروسي من غير منازع وبإجماع اهل الوقت ولبس الخلع من بيوت الاعيان مثل البكري والسادات وباقي اصحاب المظاهر ومن يحب لتظاهر
    و مات العمدة الشيخ محمد بن احمد بن محمد المعروف هو بالدواخلي الشافعي ويقال له السيد محمد لأن اباه تزوج بفاطمة بنت السيد عبد الوهاب البرديني فولد له المترجم منها ومنها جاءه الشرف وهم من محلة الداخل بالغربية وولد المترجم بمصر وتربي في حجر ابيه وحفظ القرآن واجتهد في طلب العلم وحضر الاشياخ من اهل وقته كالشيخ محمد عرفة الدسوقي والشيخ مصطفى الصاوي وخلافه من اشياخ هذا العصر ولازم الشيخ عبد الله الشرقاوي في فقه مذهبه وغيره من المعقولات ملازمة كلية وانتسب له وصار من اخص تلامذته ولما مات السيد مصطفى الدمنهوري الذي كان بمنزلة كتخداه قام مقامه واشتهر به واقرأ الدروس الفقهية والمعقوله وحف به الطلبة وتداخل في قضايا الدعاوي والمصالح بين الناس واشتهر ذكره وخصوصا ايام الفرنساوية حين تقلد شيخه رآسه ديوانهم وانتفع في ايامهم انتفاعا عظيما من تصديه لقضايا نساء الامراء المصرية وغيرهم ومات والده فأحرز ميراثه وكذلك لما قتل عديله الحاج مصطفى البشتيلي في الحرابة ببولاق لا عن وارث فاستولى على تعلقاته واطيانه وبستانه التي ببشتيل واستع حاله واشترى العبيد والجواري والخدم ولما ارتحل الفرنساوية ودخلها العثمانيون انطوى الى السيد احمد المحروقي لأنه كان يراسله سرا بالاخبار حين خرج مع العثمانيين في الكسرة الى الشام فلما رجع فراعاه وراشاه ونوه بذكره عند اهل الدولة وفي ايام الامراء المصريين حين رجعوا الى مصر بعد قتل طاهر باشا في سنة ثمان عشرة واحتوى على رزق واطيان وحصص التزام ولبس الفراوي بالأقبية وركب البغال واحدق به الاشياخ والاتباع وعنده ميل عظيم للتقدم والرياسة ولايقنع بالكثير ولما وقع ما وقع في ولاية محمد علي باشا وانفرد السيد عمر افندي في الرياسة وصار بيده مقاليد الامور ازداد به الحسد فكان هو من اكبر الساعين عليه سرا مع المهدي وباقي الاشياخ حتى أوقعوا به واخرجه الباشا من مصر كما تقدم فعند ذلك صفا لهم الوقت وتقلد المترجم النقابة بعد موت الشيخ محمد بن وفأ وركب الخيول ولبس التاج الكبير ومشت امامه الجاويشية والمقدمون وارباب الخدم وازدحم بيته بأرباب الدعاوي والشكاوي وعمر دار سكنهم القديمة بكفر الطماعين وادخل فيها دورا وانشأ تجاهها مسجدا لطيفا وجعل فيه منبرا وخطبة وعمر دارا ببركة جناق واسكنها احدى زوجاته وداخله الغرور وظن ان الوقت قد صفا له فأول ما بتدأه به الدهر من نكباته ان مات ولده احمد وكان قد ناهز البلوغ ولم يكن له من الاولاد الذكور غيره فوجد عليه وجدا شديدا حتى كان يتكلم بكلام نقمه الناس عليه وعمل ميتما ودفنه بمسجده تجاه بيته وعمل عليه مقاما ومقصورة مثل المقامات التي تقصد للزيارة وكان موته في منتصف سنة تسع وعشرين ووقعت حادثة قومه العسكر على الباشا في اواخر شهر شعبان من السنة المذكورة والمترجم اذ ذاك من اعيان الرؤوس يطلع وينزل في كل ليلة الى القلعة ويشار اليه ويحل ويعقد في قضايا الناس ويسترسل معه الباشا كما تقدم ذكه ذلك و داخله الغرور الزائد ولقد تطاول على كبار الكتبة الاقباط وغيرهم ويراجع الباشا في مطالبه بعد انقضاء الفتنة الى ان ضاق صدر الباشا منه وامر بإخراجه ونفيه الى دسوق وذلك في سنة احدى وثلاثين فأقام بها اشهرا ثم توجه بشفاعة السيد المحروقي الى المحلة الكبرى فلم يزل بها متقلق الحواس منحرف المزاج متكدر الطبع وكل قليل يراسل السيد المحروقي في ان يشفع فيه عند الباشا ليأذن له في الحج مرة يحتج بالمرض ليموت في داره فلم يؤذن له في شيء من ذلك ولم يزل بالمحلة حتى توفي في منتصف شهر ربيع الاول من السنة ودفن هناك وكان رحمه الله يميل الى الرياسة طبعا وفيه حدة مزاج وهي التي كانت سببا لموته بأجله رحمه الله تعالى وايانا
    و مات الصدر المعظم والدستور المكرم الوزير طاهر باشا ويقال انه ابن اخت محمد علي باشا وكان ناظرا على ديوان الكمرك ببولاق وعلى الخمامير ومصارفه من ذلك وشرع في عمارة داره التي بالأزبكية بجوار بيت الشراييبي تجاه جامع ازبك على طرف الميري وهي في الاصل بيت المدني ومحمود حسن واحترق منه جانب ثم هدم اكثرهما وخرج بالجدار الى الرحبة واخذ منها جانبا وادخل فيه بيت رضوان كتخدا الذي يقال له ثلاثة ولية تسمية له باسم العامودين الرخام الملتفين على مكسلتي الباب الخارج وشيد البناء بخرجات في العلو معددة وجعل بابه مثل باب القلعة ووضع في جهتيه العامودين المذكورين وصارت الدار كأنها قلعة مشيدة في غاية من الفخامة فما هو الا ان قارب الاتمام وقد اعتراه المرض فسافر الى الاسكندرية بقصد تبديل الهواء فأقام هناك اياما وتوفي في شهر جمادي الثانية واحضروا رمته في اواخر الشهر ودفنوه بمدفنه الذي بناه محل بيت الزعفراني بجوار السيدة بقناطر السباع وترك ابنا مراهقا فابقاه الباشا على منصب ابيه ونظامه وداره
    و مات الامير ايوب كتخدا الفلاح وهو مملوك الامير مصطفى جاويش تابع صالح الفلاح وكان آخر الاعيان المبجلين من جماعة الفلاح المشهورين وله عزوة واتباع وبيته مفتوح للواردين ويحب العلماء والصلحاء ويتأدب معهم وكان الباشا يجله ويقبل شفاعته وكذلك اكابر الدولة في كل عصر وعلى كل حال كان لابأس به توفي يوم الاربعاء لعشرين من شهر شعبان وقد جاوز سبعين رحمه الله تعالى

    أحداث سنة ثلاث وثلاثين ومائتين والف Fasel10

    عجائب الآثار في التراجم والأخبار
    المؤلف : عبد الرحمن بن حسن الجبرتي
    مجلة نافذة ثقافية ـ البوابة
    أحداث سنة ثلاث وثلاثين ومائتين والف E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 7:12 pm