بص وطل- Admin
- عدد المساهمات : 2283
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
من طرف بص وطل الثلاثاء ديسمبر 11, 2018 9:24 am
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
القانون فى الطب لإبن سينا
الكتاب الثالث : الأمراض الجزئية
الفن الرابع : أحوال الأذن : وهو مقالة واحدة
● [ فصل في القيح والمدة والقروح في الأذن ] ●
أول ما ينبغي أن يقدّمه، تلطيف الغذاء، واستعمال ما يتولد منه الخلط الطيب العذب المحمود من البقول، واللحوم، وإمالة التدبير إلى ما يجب من الكيفية المعتدلة، وإن أوجب المزاج تناول ماء الشعير وما أشبهه فعل، ويخفّف الرياضة، ويميل المادة إلى الأنف والفم بالعطوسات، والغراغر، ثم لا تخلو القروح من أن تكون ظاهرة للحس، أو تكون عميقة لا يوصل إليها بالحس، فالظاهر منها يغسل بخل ماء، أو بسكنجبين وماء، أو بعسل وماء، أو خمر، أو بطبيخ العسل مع الورد والآس، وبعد ذلك، فينفخ في الأذن ما يجفّف مثل الزاج المحرق ونحوه، وقد ينفع الصديدية والقيح دهن الشهدانج، والأولى أن لا يردع ولا يمنع ما لم يفرط، بل يجب أن يغسل، ويجلى بمثل ماء المر بدهن الورد، وأيضاً عصارة ورق الزيتون بالعسل يستعمل قطراً. وأما العميقة، فمنها قريبة العهد، ومنها مزمنة. والقريبة العهد تعالج بمثل شياف ماميثا بالخل، أو بشياف الورد، والمرو بالصبر في العسل، أو الشراب، يجعل في الأذن، وربما يقع تقطير ماء الحصرم فيه، خصوصاً إذا جعل معه عسل، وكذلك عصير ورق الخلاف، أو طبيخه، أو شب يمان محرق ومر، من كل واحد درهم، يسحق بالعسل، ويحتمل في صوفة، أو دم الأخوين، وزبد البحر، والأنزروت، والبورق الأرمني، واللبان، والمر، وشياف ماميثا أجزاء سواء تذر على فتيلة ملفوفة على ميل مغموسة في العسل، وتجعل في الأذن، وإن كان لها وجع، عولجت بخبث الحديد مسحوقاً فيها كثيراء، وخلط بما يجفّف ما يسكن الوجع، وذلك مثل استعمال دهن اللوز مع المرّ، والصبر، والزعفران. وربما احتيج إلى أن يخلط به قليل أفيون، واستعمال الدواء الراسني نافع أيضاً، فإنه مع ما فيه من التجفيف يصحبه قوّة مسكّنة للوجع، وينفع من ذلك مركبات ذكرناها في القراباذين، وقد ينفع منه أقراص أندرون، وينفع أن يؤخذ من نوى الهليلج والعفص محرقين مجموعين بدهن الخيري، ودردريّ البزر، وينفع منه مرهم الاسفيذاج، ومرهم باسليقون مخلوطين قطوراً.
وأما المزمنة من العميقة، فإنها رديئة جداً، ربما أدّت إلى كشف العظام، ويدلّ عليها اتساع المجرى، وكثرة الصديد المنتن، فيحتاج إلى مثل القطران مخلوطاً بالعسل، ومثل مرارة الغراب والسلحفاة بلبن امرأة، أو قردمانا، ونطرون، مجموعين بتين منزوع الحب، يتخذ منه فتائل، وتستعمل بعد تنقية الوسخ، وكذلك في سائر الأدوية. ومن الأدوية القوية في هذا الباب، توبال النحاس مع زرنيخ وعسل وخل، أو صدأ خبث الحديد نفسه مقلياً مسحوقاً، كالغبار بعد تواتر القلي مراراً بخلّ خمر، حتى يصير كالعسل، ويقطر في الأذن، وربما احتيج إلى درهم الزنجار، وذلك إذا أزمن وتوسّخ.
ومما هو متوسط في هذا الباب شبّ محرق مع مثله عسل، وربما زيد فيه التمر، وأقوى من ذلك تركيب بهذه الصفة. ونسخته: يؤخذ زنجار وقشور النحاس من كل واحد أربعة دراهم، عصارة الكرّاث أوقية، عسل ماذي أوقية يستعمل، وإذا كثر القيح جداً، فلا بد من استعمال فتيلة مغموسة في مرارة الثور، أو قطور من بول الصبيان.
وأقواه خبث الحديد المغسول المقلي على الطابق مراراً، إذا طبخ في الخلّ، واستعمل، وإذا كان مع القيح المزمن وجع، وصبّ في الأذن نبيذ صلب مضروب بدهن الورد، أو بماء الكراث، أو ماء السمك المالح، وربما أحوج الوجع إلى صبر، وأفيون، وزعفران يعجن بالعسل، ويجعل فيها، وإذا رأيت الرطوبة احتبست بالأدوية المانعة المجففة فصب في الأذن دهن الورد لتسقط الخشكريشة، ثم أجعل فيها ما ينبت اللحم. ويجب بالجملة أن لا يحبس الصديد، بل يمنع تولده ويجفف قروحها. وكثير من المعالجين المحتالين يحشون الأذن المقيّحة خرقاً تمنع سيلان القيح عنها، ويمنعون نوم العليل من ذلك الجانب لئلا يجد القيح مندفعاً فيه، فيحوج إلى أن يميل نحو اللحم الرخو الذي في أصل الأذن، فيحدث ورماً، ويبّطونه بعد الإنضاج، ويعالجونه فيبرأ سيلان المادة عن الأذن.
● [ فصل في انفجار الدم من الأذن ] ●
قد يكون منه ما يجري مجرى الرعاف في أنه بحراني، وربما كان عن امتلاء أدى إلى انشقاق عرق، أو انقطاعه، أو انفتاحه، وربما كان عن صدمة أو ضربة.
المعالجات:
أما البحراني، فلا يجوز أن يحبس إن لم يؤدّ إلى ضعف وغشي، وأما غير ذلك فإنه يحبس، أما بالقابضات، وأما بالكاويات، وأما بالمبرّدات. أما القابضة، فمثل طبيخ العفص بماء أو خل، وطبيخ العوسج، وربما خلط معه مرّ بخمر عتيق أو خلّ، وكذلك شياف ماميثا وحضض، وطبيخ ورق شجرة المصطكي، أو رمانة طبخت في الخل وعصرت. وأما المبرّدات، فمثل عصارة عصا الراعي، ولسان الحمل مع خمر، أو شياف ماميثا، والأفيون. وأما الكاوية، فكعصارة الباذروج. ومما هو عجيب جداً، أنفحة الأرنب بخل، أو عصارة الكرّاث بالخل. ومما هو مجرّب لذلك، أن تؤخذ كِلْيَتا ثور، وشيء من شحمه، فيملّح، ثم يشوى نصف شية ويعصر ماؤه في الأذن.
● [ فصل في الوسخ في الأذن والسدّة الكائنة منه ] ●
أما العلاج الخفيف له، فأن يقطر فيها دهن اللوز المرّ الجبلي، خاصة ليلاً، ويدخل الحمّام، ويوضع الأذن على الأرض الحارة، ليذوب الوسخ، وربما ينفع من ذلك نفخ الزاج فيها، وأيضاً قردمانا مثقال، بورق أرمني نصف مثقال، تين أبيض ما يعجنه به، ويتخذ منه فتيلة، أو يصبّ فيه مرارة ماعز مع دهن فراسيون مسحوقاً، أو الفراسيون مسحوقاً، أو ماء الفراسيون، أو يُذاب البورق بالخلّ، ويترك حتى يسكن غليانه، ويمرخ بدهن ورد ويقطر، أو يخلط البورق بالتين المنزوع الحب، ويحبّب منه حب صغار، ويوضع في الأذن، وينزع في اليوم الثالث، فيصحبه وسخ كثير، ويعقبه خفة بينة. وربما جعل فيها قردمانا وأنجرة. ومما هو أقوى، عصارة ورق الحنظل قطوراً، ويؤخذ بورق، وزرنيخ بالسوية، ويعجن بالعسل، ويداف بالخل، ويقطر في الأذن، ويصبر عليه ساعة ثم يغسل الموضع بماء العسل، أو بماء حار. والفتائل القوية لا تستعمل إلا بعد الاستفراغ، ومنها فتيلة مغموسة في زيت، ودهن البابونج، ودهن الناردين. فقد زعم قوم أن الكافور شديد النفع من الطرش، ويشبه أن يكون للمراري. وما جرّب زيت العقارب، فإنه يبرئ الصمم. ومما ينفع من السدّة الوسخية فتيلة متّخذة من الحرف والبورق، وتلزم الأذن ثلاثة أيام، ثم تخرج، فيخرج وسخ كثير، وكذلك الفتائل بالعسل.
● [ فصل في السدة العارضة في الأذن ] ●
قد تكون هذه السدّة في الخلقة لغشاء مخلوق على الثقب، وقد تكون لوسخ، وقد تكون لدم جامد، وقد تكون للحم زائد أو ثؤلول، وقد تكون لحصاة أو نواة تقع فيها، أو حيوان يدخلها فيموت فيها، وربما كانت مع خلط لزج يسدّ الثقبة، أو مجاري العصبة، فيحسّ الإنسان كأن أذنه مسدودة دائماً، وربما حدث ذلك بعد ريح شديدة.
المعالجات:
أما ما كان من صفائق أو لحم يسدّ المجرى في أصل الخلقة، فالغائر منه أصعب علاجاً، والظاهر أسهل وأما الباطن، فيحتال له بآلة دقيقة تقطعه، ثم تمنع الإدمال على ما نقوله عن قريب. وإن كان ظاهراً، فينبغي أن يشق بالسكين الشوكي الذي يقوّر به بواسير الأنف، ثم يلقم فتيلة ذرّ عليها قلقطار، وما يجري مجراه مما يمنع نبات اللحم.
وأما إن كانت السدّة من شيء نشب فيه، فيجب أن يتهطر الدهن في الأذن، مثل دهن الورد، أو السوسن، أو الخيري، وإن كان ذلك الناشب مثل حيوان مات فيها، فيصبّ فيها من الأدهان ما يفسخه، ثم يستخرج بمنقبة الأذن برفق، وأما إن كانت السدّة بسبب لحم زائد أو تؤلول، فيجب أن يغسل بماء حار ونطرون، ثم يقطر فيها نحاس محرق وزرنيخ أحمر مسحوقان جداً بالخل حتى يحرق اللحم، ثم تعالج القرحة.
وقد ذكر أن إدمان صبّ مرارة الخنزير فيه نافع منه جداً. والذي يتخيّل إلى الإنسان من أن أذنه مسدودة، ينفع منه تقطير دهن السوسن، أو مرارة الثور في عصارة السلق. ولعصارة الشهدانج وعصارة الحنظل خاصية في سدد الأذن، وإن كانت السدة وسخية، عولجت بما ذكرناه في باب السدد الوسخية ومما ينفع من السدّة الوسخية وغيرها فتيلة متخذة من الحرف والبورق تلزم الأذن ثلاثة أيام، ثم تخرج، ومما هو أقوى من ذلك وينقي أيضاً العصبة أقراص الخربق. ونسختها: يؤخذ من الخربق الأبيض مثقالان، ومن النطرون ستة عشر مثقالاً، ومن الزعفران ثلاثة مثاقيل، يدق ويسحق بخلّ، ويقرّص، ثم إذا احتيج إليها حلت في خلّ وقطرت في الأذن فهو عجيب جداً. وأما السدة التي تكون في الخلقة، فهو أن تخلق الأذن غير مثقوبة ومسدودة الداخل خلقة، وقد يجرب بعمل اليد حتى إن أدّى الكشط والتطريق إلى الصماخ الباطن نفع، وربما لم ينفع بكل حيلة بتّة.
● [ فصل في المرض يعرض للأذن والضربة ] ●
أما بقراط فيرى أن لا تعالج بشيء، وأما من بعده فما يعالجون به، أن يأخذوا أقاقيا، ومراً، وصبراً، وكندراً، ويتخذ منه لطوخ بالخلّ، أو ببياض البيض، أو لبّ الخبز بالعسل.
● [ فصل في حكة الأذن ] ●
يؤخذ ماء الأفسنتين، ويصبّ فيه ببعض الأدهان، أو يغلى الأفسنتين بالدهن ويقطر.
● [ فصل في دخول الماء في الأذن ] ●
قد يدخل الماء في الأذن إذا لم يصبّها المستحم والمغتسل، فيؤذي، ويورم أصل الأذنين، ويوجع وجعاً شديداً.
المعالجات:
مما ينفع من ذلك، أن يمتص بأنبوبته امتصاصاً يجذبه دفعة، ثم يصبّ فيها دهن اللوز الحلو، وربما أخرجه السعال والعطاس، أو يؤخذ عود. من شبث، أو شقة من بردي مقدار شبر واحد، ويلفّ على أحد طرفيه مقدار ثلثه قطنة، ويغمّس في زيت، ويهندم الطرف الآخر في الأذن بما يهندم فيه، ويضجع صاحبه، ويشعل في الطرف المقطن نار، ويترك حتى يشتعل إلى أن تدبّ الحرارة داخل الأذن، فحينئذ يجذب ويخرج دفعة، فيخرج معه ما في الأذن.
ومما ينفع من ذلك، وخصوصاً في الابتداء، أن يؤخذ راحة ماء فيملأ به الأذن، ثم ينقلب على صاحبه وهو يحجل حجلاً حتى يخرج الجميع، وقد يستخرج أيضاً بالزراقة، يدخل رأسها ويجذب عمودها فينجذب معها الماء، وربما أكنى في القليل منه صب الأدهان في الأذن، وصبّ الألبان الفاترة مراراً متتابعة، وخصوصاً إذا بقي وجع وزالت العلة. وإن أوجع ذلك شديد أضمدت الأذن بقشور الخشخاش، وإكليل الملك، والبابونج، والبنفسج، والخطمي، وبزر الكتان، ودقيق الشعير بلبن النساء.
●[فصل في دخول الحيوانات في الأذن وتولد الدود فيها]●
قد يتفطن لدخول الهامة في الأذن بشدة الوجع مع خدش وحركة بمقدار الحيوان، وأما الدود، فيحسّ معه بدغدغة.
المعالجات:
مما يعمّ جميع ذلك، تقطير القطران في الأذن، فإنه يسكن في الحال حركة الحيوان فيها، ويقتلها عن قريب، وخصوصاً الصغير، وكذلك تقطير عصارة قثاء الحمار وحدها، أو مع السقمونيا، وكذلك الكبريت، والزراوند الطويل، والقلقديس، والميعة. ومن الجيد أن يقطر فيها سيلان لحم البقر المشوي، وقد ينفع من ذلك أن يؤخذ الزيت، ويجعل في الأذن، ويجلس في الشمس، ومن العصارات، وخصوصاً اللدود عصارة أصل الكبر، وعصارة أصل الفرصاد، وعصارة الحوك، وهو البادروج، وعصارة ورق الإجاص، وعصارة ورق الخوخ، وعصارة الأفسنتين، أو القنطريون، أو الفراسيون، وعصارة ورق البطم الأخضر، أو ورق الشمشار. أو ورق الصنوبر، وخصوصاً إذا طبخ بخل خمر، وعصارة قثاء الحمار، وعصارة الخربق الأبيض، أو طبيخه، أو الأفتيمون، وعصارة الفوتنج بالسقمونيا، أو عصارة الشيح، أو عصارة المرماخور، أو ماء العسل بشيء عن هذه العصارات، وكذلك عصارة الفجل، وعصارة البصل، وخصوصاً الطلخسار، أو بزر البصل بماء العسل، أو بعض المرارات، وخصوصاً إذا سخنت في جوف رمان بشحمه.
وكذلك طبيخ حب الكبر الطري، أو عصارته، وعصارة الترمس، أو الصبر بالماء الفاتر، أو قسط مسحوق، أو عاقر قرحا، وجميع هذه في الدود أنجع وأقوى.
ومما جرب للدود، أن يؤخذ عن الشراب درهمان، ومن العسل ثلاثة دراهم، ومن دهن الورد درهم واحد، يخلط ببياض بيضتين، ويفتر، ويجعل في الأذن بصوفة مغموسة فيها، يملأ بها الأذن، ويتكئ عليها المتشكي، ولا ينام، ثم يختطف دفعة، فيخرج دود كثير. وقد ينفع من أذى الدود، صحت عصارة الخسّ المر، أو العوسج، أو الأفسنتين، أو طبيخهما، أو سحيق لحاء أصل الكبر، أو ماء المرماخور، أو المرزنجوش، أو البول المعتق.
●[ فصل في الأورام التي تحدث في أصل الأذن ]●
هذه الأورام من جنس الأورام الحادثة في اللحوم الرخوة، وخاصة اللحوم الغددي، ويسمى باريطوس، ويسمى نبات الأذن، وربما بلغ أحياناً من شدة ما يؤلم أن يقتل، ومثل ذلك فقد يتقدمه كثيراً اختلاط العقل، وهو والورم الكائن في الصماخ أقتل للشبان منه للمشايخ، لأنه يكون في المشايخ ألين. وأما الشبان فهم أسخن مزاجاً ومادة، وأورامهم المؤلمة أحدّ كيفية، وأشد إيجاعاً، وأقلّ إمهالاً إلى أن يجع. والأورام التي تكون تحت أصل الأذن، أسلمها ما كان على سبيل بحران حسن العلامات، أما إذا كان عن بحران ليس معه علامة نضج، أو كان سباقاً لوقت البحران فهو رديء. وهذه الأورام بالجملة قد تكون عن مادة حارة صفراوية، أو دموية، وقد تكون عن سوداء، أو من بلغم، ويدلّ على الدموي منها حمرة وثقل، ومدافعة للحس، وضيق في المجاري. ويدلّ على الصفراوي، وعلى الكائن من الدم الرقيق، وجع لذّاع ماشراوي، بلا ثقل، ولا تضييق للمجاري، ولكن مع تلهب شديد. والبلغمي يكون مع تذبّل، ولين، وقلة حمرة. والسوداوي مع صلابة، وقلّة وجع، ومن جنس ما يجب أن يعتني في الأكثر بتبريده وجذبه لا يردعه، إذا كانت المادة المنصبة فضل عضو رئيس، ولا سيما في بحرانات أمراضها، مثل ما يحدث في بحران ليثرغس كثيراً.
وقد أشرنا إلى معرفة هذا في الكتاب الكلي، فيجب إذن أن لا يهتم بعلاجه من حيث يستحق العلاج الورمي قبضاً، وردعاً في الابتداء، ثم تركيباً للتدبير، ثم تحليلاً صرفاً، بل يجب أن تبدأ، وخصوصاً إذا عرض في الحميات، وأوجاع الرأس، فيعان على جذب المادة إلى الورم بكلّ حيلة ولو بالمحاجم، إن كان ليس منجذباً سريع الانجذاب، ويتبغي أن تقلّل المادة بالفصد إن احتيج إليه، وإن كان شديد التحلب والانجذاب. تركناه على الطبيعة، لئلا يحدث وجعاً شديداً، وتتضاعف به الحمى، بل يجب أن يقتصر إن كان هناك وجع شديد على ما يرخي ويسكّن الوجع مما هو رطب حار. وإن كان ابتداؤه بوجع شديد، فاقتصر على التكميد بالماء القراح، وإن كان خفيفاً، فاقتصر على الكماد بالملح، أو على دواء الأقحوان، وعلى الداخليون، ومرهم ماميثا، ومر.
وإن لم يكن شديد الخفة وظهر له رأس، فليستعمل ما يجمع بين تغرية وتهشيش وإنضاج، مثل دقيق الحنطة والكتان مع شارب العسل، أو ماء الحلبة والخطمي، أو البابونج، فإن حدس إنه ليس يتحلل بل يقيح، فالواجب أن يخرج القيح، إما بتحليل لطيف إن أمكن، أو عنيف، ولو بشرط ومص، ومما يخرج القيح منه بعد البط، أو الشرط، دواء أسميلون، ومما هو موافق في هذه العلة لجذبه وتحليله ولخاصية فيه، بعر الغنم بشحم الأوز أو الدجاج، ومن ذلك نورة، وكعك، وشحم البقر الغير المملح.
وأما المزمن، فيحتاج إلى رماد الصدف، والودع مع العسل، أو مع شحم عتيق، أو يؤخذ التين، ويطبخ بماء البحر، أو يستعمل الأشق وحده، أو مع غيره، وكذلك الزفت الرطب، والمقل بوسخ. الكوائر، والميعة السائلة، ومخ الإبل.
فإن صارت خنازير وثبتت، فليتخذ مرهم من هذه العناصر. ونسخته: علك البطم، وزفت، وحب الدهمست، وميويزج، وصمغ عربي، وكمّون، وفلفل، وأصل اللوف، وقنة، وكزبرة، وقردمانا، ورماد قشور أصل الكبر، وعاقرقرحا، وبعر الغنم والماعز، والشحوم، وخصوصاً شحم الخنزير، والماعز، والتيوس الجبلية، خصوصاً للسوداوي. وكذلك أدمغة الدجاج، والقبج، والبقر، ومخاخ البقر، وخصوصاً الوحشية، والأدهان. أما لما هو أسخن مادة، فإن الورد والبنفسج، ولما هو أبرد مادة، دهن السوسن، والشبث، والبابونج، والخروع، وينفع من هذه الأورام إذا عسرت مرهم الريتبانج.
● [ فصل في هرب الأذن من الأصوات العظيمة ] ●
يكون السبب فيه ضعف في القوة النفسانية في الدماغ، أو الفائضة إلى السمع، ولا بدّ من علاج الدماغ بما يقويه على ما علمت.
● [ تم الفن الرابع ] ●
القانون فى الطب لإبن سينا
الكتاب الثالث: الأمراض الجزئية
منتدى حكماء رحماء الطبى - البوابة