بّسم الله الرّحمن الرّحيم
موسوعة تفسير الأحلام
تأويل الاشارات في علم العبارات
تأويل رؤيا السموات
والشمس والقمر والكواكب والليل والنهار
رؤيا السموات
من رأى أنه في السماء الأولى فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه في السماء الثانية يحصل له علم وحكمة.
ومن رأى أنه في السماء الثالثة يحصل له العز والإقبال في الدنيا.
ومن رأى أنه في السماء الرابعة فإنه يتقرب إلى السلطان.
ومن رأى أنه في السماء الخامسة يحصل له فزع وجزع.
ومن رأى أنه في السماء السادسة يحصل له سعادة وجاه.
ومن رأى أنه في السماء السابعة يحصل له جاه ونعمة وعلو قدر.
ومن رأى أنه صعد إلى السماء ووجد بابها مغلوقا فلا خير فيه ويدل على عمله إما برياء أو نقص فيه.
ومن رأى أنه لا يستطيع النظر إلى السماء ونكس رأسه فإنه يعز سلطانه وتغير أموره.
وقال ابن سيرين: من رأى أنه في السماء فإنه يدل على أنه يسافر سفرا عظيما ويجد في ذلك السفر عزا ومرتبة في الدنيا والآخرة.
ومن رأى أنه طار على عرض السماء يكون مثل ذلك.
ومن رأى أنه يسافر مستقيماً إلى أن وصل السماء يدل على وصول شدة ونصرة للرائي.
ومن رأى أنه سار إلى السماء قائما ولم يعد إلى الأرض يدل على انقضاء عمره.
ومن رأى أن راسه وصل السماء يدل على علو المنزل وزيادة الأبهة.
ومن رأى انه سمع من السماء نداء مناد فإنه يكون خيرا.
وقال الكرماني من رأى أنه بني في السماء بناء فإنه يدل على موته.
ومن رأى أنه بنى في السماء بناء من الآجر والجص يدل على أنه يكون مغرورا في الدنيا.
ومن رأى أنه نزل من السماء رمل أو تراب إن كان قليلا يكون جيدا وإن كان كثيراً يكون ضد ذلك.
ومن رأى أنه نزل من السماء نار أو عقرب أو حية أو حجر يدل على نزول عذاب الله على ذلك المكان.
ومن رأى أنه تدلى من السماء دل على أنه يتمسك بدين الله وسنة رسوله.
ومن رأى أنه معلق من السماء بحبل يدل على علو أمره.
ومن رأى ابواب السماء مفتحة يدل على إجابة الدعاء وكثرة الأمطار وجريان المياه لقوله تعالى (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) الآية.
ومن رأى أنه صعد إلى السماء بسلم أو بسبب من الأسباب نال من الملك حظوة ورفعة وإن صعد إليها بلا سلم ولا سبب نال منه خوفا.
ومن رأى أنه غاب في إحدى السموات ولم يدر بنفسه في أي سماء هو ولم يرجع إلى الدنيا فإنه يموت لا محالة لقوله تعالى (إني متوفيك ورافعك إلي).
ومن رأى أنه في السماء ولم يدر متى صعد إليها فإنه يدخل الجنة إن شاء الله تعالى.
ومن رأى أنه وقع من السماء فإن ذلك مكروه في الدين لقوله تعالى (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء) الآية.
ومن رأى ذلك سلطانا أو ذا سلطان فإنه يزول عنه سلطانه ولا يتم له أمره.
ومن رأى أن طائرا طار به إلى السماء ولم يقع فإنه يصيب رفعة وخيراً.
ومن رأى في السماء سراجا فإنه يؤول ذلك بالشمس فإن رآه انطفأ فإن الشمس تكسف.
ومن رأى أن السماء انشقت فإنه اختلاف بين الناس أو كذب على الله لقوله تعالى (تكاد السموات يتفطرن منه) الآية.
وقيل رؤية السموات سفر وغيبة وقيل أمطار لأن العرب تسمى المطر سماء وأنشدوا في ذلك شعراً:
إذا نزل السماء بأرض قوم * رعيناه وإن كانوا غضابا
ومن رأى لون السماء أبيض يكون في ذلك المكان نعمة وخصب، وإن رآه أخضر فهو خير، وإن رآه أصفر فهو داء ومرض، وإن رآه أحمر فهو حرب وسفك دم، وإن رآه أسود فهو قحط وضيق، وإن رأى أن السماء تتلون يكون في ذلك المكان بلاء وفتنة عظيمة.
ومن رأى في السماء علامات حمراء مثل الأعمدة يكون لمثل ذلك المكان قوة ونصرة.
ومن رأى أنه عبد السماء يكون ضالا بلا دين.
ومن رأى أنه نزل من السماء حبات أو دقيق تكون نعمته مزيدة.
ومن رأى أن في السماء أشجارا أو قناديل موقدة أو نحوها يدل على انتقال جماعة من أهل الدنيا إلى الآخرة فإن عرف من ذلك شيئا أو قيل له هذا لفلان فيكون المنتقل هو بعينه.
رؤيا الأفلاك
من رأى أن الفلك دائر فإنه تحسن معيشته وإن رآه واقفا من غير دوران يكون ضد ذلك.
ومن رأى أنه متعلق به متمكن منه فإنه يهم بأمر وينتج فيه وإن لم يتمكن يكون ضد ذلك.
ومن رأى أن الفلك يدور أو يتحرك فإنه يسافر من منزله إلى منزل آخر.
رؤيا البيت المعمور
وهو يؤول على أوجه وقال ابن سيرين: من رأى أنه دخل فيه فإنه يتقدم على قوم ويظهر بالعلم وينجح ويأمن من شر الأعداء.
ومن رأى أن البيت المعمور موضوع على الأرض فإنه يدل على مصاحبة ملك عادل.
ومن رأى انه أقام في البيت المعمور فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه دخل أو فعل فيه شيئا من أنواع العبادات فإنه يدل على حصول مراده.
ومن رأى طريقاً مستقيماً من الأرض إلى البيت المعمور فإنه يدل على كثرة الحجاج في تلك السنة.
ومن رأى أن البيت المعمور مزخرف أو به ما يزين فإنه يؤول بنظام الأمر ونتائج الأحوال في حق العلماء.
رؤيا الشمس
رؤيا الشمس تؤول بالخليفة والسلطان فمن رأى أحدث فيها حادث مما ينكر في اليقظة فيكون عائداً إليها حسب الحادث.
ومن رأى أنه قبض الشمس في السماء بيده أو جعلها في ملكه أو صار شمسا أو صار في مكانها أو أخذ من ضوئها يحصل له السلطنة إن كان يليق به ذلك وإلا يحصل للرائي عظمة وأبهة على مقداره ويتقرب عنده أو يتوب عنه.
ومن رأى أنه أخذ الشمس بيده لكن لا من السماء ولا نور لها ولا شعاع وأنها لم تكن مظلمة يحصل له الفرج من الغموم وإن كانت مظلمة ولم يكن في مكان يحتاج السلطان إلى الرائي في أمر من الأمور.
والشمس تعبر بالوالدة واستدل لذلك بقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام (إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين).
ومن رأى الشمس مضيئة قد طلعت في بيته خاصة يخطب امرأة من أقاربه وإن رآها طلعت في بيت غيره يخطب امرأة من الأجانب وفي كلاهما يحصل له خير ومنفعة من أهل تلك المرأة.
ومن رأى أنه يسجد للشمس يظهر منه خطيئة.
ومن رأى الشمس على الأرض ولا ضوء لها يدل على عزل ملك ذلك المكان.
ومن رآها في يده مظلمة سوداء يحصل للملك وللرائي ما يكرهانه.
ومن رأى الشمس في مبخس وغابت فيه يدل على موت السلطان لا محالة.
ومن رأى الشمس تكلمه فإنه ينال من السلطان عزا وشرفا.
ومن رأى شمسين قد اصطكا فإنهما سلطانان يقتتلان.
ومن رأى أن الشمس طلعت من الأرض وأنارت كما تكون فإن كان مريضا يدل على إفاقته وإن كان له غائب يدل على رجوعه سالما غانما.
ومن رأى أن الشمس طلعت بعد ما غابت فإن كان في أمر ملتبس ينكشف له أو تنفق سلعته وصناعته بعد كسادها أو يراجع زوجته.
ومن رأى أن الشمس طلعت من الغرب أو من غير مطلعها فإنه يكون حادثا يحدث أو تكون آية للرائي إن كان مطيعا فهي تبشير وإن كان عاصياً فهي إنذار.
والشمس تؤول عند المعبرين على ثمانية أوجه خليفة وسلطان ورئيس وعالم كبير وعدل ونذر وبعل امرأة وأمرنير.
ومن رأى الشمس تدور حول السماء وهو ناظر إليها فإنه يكون مرشداً للملك يقتدى برأيه وربما كانت الشمس أميرا عظيم المزية توليته عن الخليفة وربما كانت امرأة جميلة أو جملة من الذهب.
رؤيا القمر
يؤول القمر إما بوزير الخليفة أو بوزير الملك أو بمن يقوم مقامهما فمن رأى أنه أمسك القمر أو جعله في ملكه يدل على أنه يكون وزيرا للملك أو مقربا عنده أو خاصا من خواصه.
ومن رأى أنه حارب القمر يدل على أنه يحصل له المحاربة مع أحد هؤلاء المذكورين.
ومن رأى أنه أقام مقام القمر أو أخذ منه نورا يكون أحد هؤلاء، ومن أخذ القمر لكن لا من السماء ولا نور له ولا شعاع ولم يكن مظلما يدل على الفرج من الغموم، وإن كان مظلما ولم يكن في مكانه يدل على احتياج أحد هؤلاء إلى الرائي في أمر من الأمور.
والقمر إذا كان بدرا يؤول بالملك.
ومن رأى أن القمر انشق نصفين يدل على هلاك الملك أو أحد هؤلاء المذكورين.
ومن رأى أنهما انضما بعد الانشقاق يدل على أن الناس يتظلمون منه ويطلبون العدل وقال بعضهم تمرض زوجته.
ومن رأى أن القمر كلمه يدل على وجدان الولاية ونجاح الحاجة.
ومن رأى القمرين البدرين تحاربا يدل على محاربة ملكين، وإن كانا غير بدرين يدل على محاربة اثنين ممن هو دون الملك.
ومن رأى القمر في يده أو عنده يدل على أنه يخطب امرأة، فإن كان القمر هلالا فإنها تكون المرأة دونه في الأصل والنسب، وإن كان نصف القمر مظلما تكون المرأة من أولاد الموالي، وإن كان بدرا تكون أعلى منه في الأصل والنسب، وإن رأت هذه الرؤيا امرأة يطلبها بعل ويكون حكم ذلك في التعبير على ما تقدم.
وإن رأى القمر نقيا قد طلع في بيته يدل على أنه يحصل له خير من قبل ملكه أو يخطب امرأة ويشترى أمه.
وإن رآه طالعا في بيت أحد غيره يدل على أنه يخطب امرأة من أهل ذلك البيت ويحصل له بسببها خير ومنعة.
وإن رأى القمر منخسفاً يدل على رداءة حال ملك ذلك الزمان أو حال وزير مثل عزل الملك عن مملكته أو الوزير عن وزارته خصوصا إذا انخسف بتمامه.
ومن رأى القمر هلالا طلع من مطلعه لكن لا في أول شهر وبعد طلوعه أخذ نوره في التزايد إلى أن صار بدرا يدل على أن يولد ولد في ذلك المكان ويصير ملكا أو يكون الوزير أو من يقوم مقامه ملكا.
ومن رأى هلالا طالعا من غير مطلعه يدل على وقوع أمر صعب في ذلك المكان يحصل منه للناس غم.
ورؤيا القمر تدل على ولادة ابن لملك ذلك المكان فإن رأى للقمر نوراً زائداً يدل على طول حياة ذلك المولود إن رأى أنه بدر يكون عمره وسطاً، وإن رآه ناقص النور يكون عمره قصيراً.
ومن رأى أنه عبد القمر يكون مشغولا بخدمة ملك أو وزير.
ومن رأى أنه مدن من القمر يدل على أنه يحصل له من ملك أو وزير خير ومنفعة.
ومن رأى أنه أمسك القمر أو جاء القمر إليه يدل على أن تكون زوجته حاملا وتلد ولدا يكون مقربا عند ملك أو عالماً.
ومن رأى أن القمر خرج عن حده أسقطت زوجته ولداً ذكراً وإن لم تكن حاملاً فليس بمحمود.
ومن رأى أنه يأكل من القمر فإنه يغيب أحد المذكورين في صدر هذا الفصل.
ومن رأى أن القمر غاب أو هو على المغيب فقد صار الأمر الذي هو فيه على آخره وكذلك أول الليل أو وسطه أو آخره فقد يمضي من الأمر بقدر ما مضى منه.
ومن رأى القمر ضوئياً فإنه يؤول برضا الوالد وإذا كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده وقيل رؤيا اجتماع الأهلة تؤول بالحج لقوله تعالى (يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج).
ومن رأى هلالاً مفرداً وهو يريه للناس ولم يره غيره فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى هلالاً قد طلع وغاب فإن الأمر الذي هو طالبه لا يتم له.
ورؤيا القمر تؤول على سبعة عشر وجها ملك أو وزير أو نديم الملك أو رئيس أو شريف أو جارية أو غلام أو أمر باطل أو وال أو عالم مفسدا أو رجل معظم أو والد أو والدة أو زوجة أو بعل زوجة أو ولد أو عظمة.
رؤيا الكواكب
أما الداراري فهي سبعة وقد تقدم الكلام في الشمس والقمر، وأما الخمسة الباقية فهي زحل وهو صاحب عذاب الملك، والمشتري وهو صاحب خزانة أمواله، والمريخ وهو صاحب حربه، والزهرة وهي زوجة الملك، وعطارد هو كاتبه، والنجوم المعروفة فهي أعيانه وباقي النجوم جيوش له.
وغير الشمس والقمر من الكواكب إخوة وأخوات.
ومن رأى أنه يملك النجوم فإنه يملك أشراف الناس ويحتوي على قلوبهم.
ومن رأى أنه يضيع شيئا منها فإنه يضيع للناس مثل ذلك.
ومن رأى أنه أصاب منها أو من نورها شيئا فإنه يصيب منفعة بقدر ما أصاب.
ومن رأى النجوم في بيت أو في السماء منيرة فإنه يصيب سلطانا وعز أو يرتفع شأنه.
ومن رأى أنه ينظر النجوم المعروفة فذلك رشد وهداية وصواب في رأي.
ومن رأى أنه يأكل النجوم فإن ذلك غيبة ووقيعة في الناس.
ومن رأى أنه أخذ نجماً فإن كان له امرأة حبلى فإنها تلد ابنة.
ومن رأى أن نجما انقض عليه نجم أصاب سلطانا ورفعة.
ومن رأى أن نجما رمى به فأصابه يلقى من الشيطان شدة ثم ينفرج ما به، وإن أصاب سفينة غرقت أو دابة عطبت.
ومن رأى أن نجما سقط مات سريعا.
ومن رأى أن رأسه عاد نجما فإنه ديون تنجم عليه.
ومن رأى أن نجما سقط في الأرض فإنه سقوط جليل القدر، وإن كان له غائب قدم إليه، وإن كان عنده حامل فتعبير ذلك النجم، أو كان مذكرا تضع ولدا ذكرا وإن كان مؤنثا تضع بنتا.
ومن رأى أن النجوم مجتمعة عنده في داره فإنه يدل على هلاكه.
ومن رأى نجما طلع ثم غاب من غير سير فإن الأمر الذي يطلبه لا يتم له وهو أيضاً بمنزلة الهلاك.
ومن رأى أنه طلع وتم طلوعه وسار فتعبيره ضده.
ومن رأى سهيلا طلع فإنه يدل على الإدبار، ورؤيا الزهرة تدل على الإقبال، ورؤيا المشتري يدل على صفاء العيش إلى آخر العمر، والشعري تؤول بأمر محال لأنها كانت تعبد في الجاهلية وكل ما يعبد سوى الله فهو محال.
وقيل رؤيا النجوم مطلقا تؤول بالسفر لأن المسافرين يهتدون بها في البحر.
رؤيا الليل والنهار
أما الليل والنهار فالمراد بهما الظلمة والنور.
فمن رأى ليلا ليلا مظلما فإنه يدل على الحزن والغم.
ومن رأى ليلة نيرة طيبة والناس يجدون فيها راحة فإنها تؤول بالفرح والسرور والعيش الطيب.
ومن رأى أنه يمشي في ليل مظلم والطريق مبهم عليه وهو يظن أنه على جادة الطريق فإنه يدل على استقامته في طريق الدين.
ومن رأى الليل نهارا نيراً والشمس طالعة فإنه يدل على الخير والمنفعة وحصول المراد ومن رأى بخلافه فتعبيره بخلافه.
ورؤيا الليل تؤول بالضلالة ومن رأى أن الدهر كله ليل لا نهار فيه فإنه غم أهل ذلك المكان وفزع وجزع وخوف والظلمة ظلم لمن كان أهله.
ومن رأى ليلا وبه قمر وكواكب تدور فلا بأس به.
ومن رأى أن داره ظلمة فإنه يسافر سفرا بعيدا، وقيل رؤيا الظلمات تؤول بالتحير في طريق الدين.
ومن رأى أنه كان في الظلمات ثم تبدل بالنور فإنه يدل على التوبة وفتح أبواب الدين.
ومن رأى أنه كان في الظلمات ثم جاء إلى النور ثم رجع إلى الظلمات فإنه يؤول بالنفاق لقوله تعالى (وإذا أظلم عليهم قاموا).
والظلمات تؤول على خمسة أوجه كفر وتحير وتعسير أمر وبدعة ووقوع في ضلالة.
ومن رأى أنه خرج في الظلمات إلى النور وكان من أهل الصلاح فإنه يخرج من الفقر إلى الغنى، وأما النور يعني النهار فإنه يؤول بالهدى، وأول النهار يؤول بأول الأمر الذي يطلبه ونصفه وآخره يقاس على كذلك.
ومن رأى أن الدهر كله نهار فإنه يؤول باستقامة أموره وطول عمره، وربما يستشيره سلطان ويقتدى برأيه.
من رأى أنه في السماء الأولى فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه في السماء الثانية يحصل له علم وحكمة.
ومن رأى أنه في السماء الثالثة يحصل له العز والإقبال في الدنيا.
ومن رأى أنه في السماء الرابعة فإنه يتقرب إلى السلطان.
ومن رأى أنه في السماء الخامسة يحصل له فزع وجزع.
ومن رأى أنه في السماء السادسة يحصل له سعادة وجاه.
ومن رأى أنه في السماء السابعة يحصل له جاه ونعمة وعلو قدر.
ومن رأى أنه صعد إلى السماء ووجد بابها مغلوقا فلا خير فيه ويدل على عمله إما برياء أو نقص فيه.
ومن رأى أنه لا يستطيع النظر إلى السماء ونكس رأسه فإنه يعز سلطانه وتغير أموره.
وقال ابن سيرين: من رأى أنه في السماء فإنه يدل على أنه يسافر سفرا عظيما ويجد في ذلك السفر عزا ومرتبة في الدنيا والآخرة.
ومن رأى أنه طار على عرض السماء يكون مثل ذلك.
ومن رأى أنه يسافر مستقيماً إلى أن وصل السماء يدل على وصول شدة ونصرة للرائي.
ومن رأى أنه سار إلى السماء قائما ولم يعد إلى الأرض يدل على انقضاء عمره.
ومن رأى أن راسه وصل السماء يدل على علو المنزل وزيادة الأبهة.
ومن رأى انه سمع من السماء نداء مناد فإنه يكون خيرا.
وقال الكرماني من رأى أنه بني في السماء بناء فإنه يدل على موته.
ومن رأى أنه بنى في السماء بناء من الآجر والجص يدل على أنه يكون مغرورا في الدنيا.
ومن رأى أنه نزل من السماء رمل أو تراب إن كان قليلا يكون جيدا وإن كان كثيراً يكون ضد ذلك.
ومن رأى أنه نزل من السماء نار أو عقرب أو حية أو حجر يدل على نزول عذاب الله على ذلك المكان.
ومن رأى أنه تدلى من السماء دل على أنه يتمسك بدين الله وسنة رسوله.
ومن رأى أنه معلق من السماء بحبل يدل على علو أمره.
ومن رأى ابواب السماء مفتحة يدل على إجابة الدعاء وكثرة الأمطار وجريان المياه لقوله تعالى (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) الآية.
ومن رأى أنه صعد إلى السماء بسلم أو بسبب من الأسباب نال من الملك حظوة ورفعة وإن صعد إليها بلا سلم ولا سبب نال منه خوفا.
ومن رأى أنه غاب في إحدى السموات ولم يدر بنفسه في أي سماء هو ولم يرجع إلى الدنيا فإنه يموت لا محالة لقوله تعالى (إني متوفيك ورافعك إلي).
ومن رأى أنه في السماء ولم يدر متى صعد إليها فإنه يدخل الجنة إن شاء الله تعالى.
ومن رأى أنه وقع من السماء فإن ذلك مكروه في الدين لقوله تعالى (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء) الآية.
ومن رأى ذلك سلطانا أو ذا سلطان فإنه يزول عنه سلطانه ولا يتم له أمره.
ومن رأى أن طائرا طار به إلى السماء ولم يقع فإنه يصيب رفعة وخيراً.
ومن رأى في السماء سراجا فإنه يؤول ذلك بالشمس فإن رآه انطفأ فإن الشمس تكسف.
ومن رأى أن السماء انشقت فإنه اختلاف بين الناس أو كذب على الله لقوله تعالى (تكاد السموات يتفطرن منه) الآية.
وقيل رؤية السموات سفر وغيبة وقيل أمطار لأن العرب تسمى المطر سماء وأنشدوا في ذلك شعراً:
إذا نزل السماء بأرض قوم * رعيناه وإن كانوا غضابا
ومن رأى لون السماء أبيض يكون في ذلك المكان نعمة وخصب، وإن رآه أخضر فهو خير، وإن رآه أصفر فهو داء ومرض، وإن رآه أحمر فهو حرب وسفك دم، وإن رآه أسود فهو قحط وضيق، وإن رأى أن السماء تتلون يكون في ذلك المكان بلاء وفتنة عظيمة.
ومن رأى في السماء علامات حمراء مثل الأعمدة يكون لمثل ذلك المكان قوة ونصرة.
ومن رأى أنه عبد السماء يكون ضالا بلا دين.
ومن رأى أنه نزل من السماء حبات أو دقيق تكون نعمته مزيدة.
ومن رأى أن في السماء أشجارا أو قناديل موقدة أو نحوها يدل على انتقال جماعة من أهل الدنيا إلى الآخرة فإن عرف من ذلك شيئا أو قيل له هذا لفلان فيكون المنتقل هو بعينه.
رؤيا الأفلاك
من رأى أن الفلك دائر فإنه تحسن معيشته وإن رآه واقفا من غير دوران يكون ضد ذلك.
ومن رأى أنه متعلق به متمكن منه فإنه يهم بأمر وينتج فيه وإن لم يتمكن يكون ضد ذلك.
ومن رأى أن الفلك يدور أو يتحرك فإنه يسافر من منزله إلى منزل آخر.
رؤيا البيت المعمور
وهو يؤول على أوجه وقال ابن سيرين: من رأى أنه دخل فيه فإنه يتقدم على قوم ويظهر بالعلم وينجح ويأمن من شر الأعداء.
ومن رأى أن البيت المعمور موضوع على الأرض فإنه يدل على مصاحبة ملك عادل.
ومن رأى انه أقام في البيت المعمور فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه دخل أو فعل فيه شيئا من أنواع العبادات فإنه يدل على حصول مراده.
ومن رأى طريقاً مستقيماً من الأرض إلى البيت المعمور فإنه يدل على كثرة الحجاج في تلك السنة.
ومن رأى أن البيت المعمور مزخرف أو به ما يزين فإنه يؤول بنظام الأمر ونتائج الأحوال في حق العلماء.
رؤيا الشمس
رؤيا الشمس تؤول بالخليفة والسلطان فمن رأى أحدث فيها حادث مما ينكر في اليقظة فيكون عائداً إليها حسب الحادث.
ومن رأى أنه قبض الشمس في السماء بيده أو جعلها في ملكه أو صار شمسا أو صار في مكانها أو أخذ من ضوئها يحصل له السلطنة إن كان يليق به ذلك وإلا يحصل للرائي عظمة وأبهة على مقداره ويتقرب عنده أو يتوب عنه.
ومن رأى أنه أخذ الشمس بيده لكن لا من السماء ولا نور لها ولا شعاع وأنها لم تكن مظلمة يحصل له الفرج من الغموم وإن كانت مظلمة ولم يكن في مكان يحتاج السلطان إلى الرائي في أمر من الأمور.
والشمس تعبر بالوالدة واستدل لذلك بقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام (إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين).
ومن رأى الشمس مضيئة قد طلعت في بيته خاصة يخطب امرأة من أقاربه وإن رآها طلعت في بيت غيره يخطب امرأة من الأجانب وفي كلاهما يحصل له خير ومنفعة من أهل تلك المرأة.
ومن رأى أنه يسجد للشمس يظهر منه خطيئة.
ومن رأى الشمس على الأرض ولا ضوء لها يدل على عزل ملك ذلك المكان.
ومن رآها في يده مظلمة سوداء يحصل للملك وللرائي ما يكرهانه.
ومن رأى الشمس في مبخس وغابت فيه يدل على موت السلطان لا محالة.
ومن رأى الشمس تكلمه فإنه ينال من السلطان عزا وشرفا.
ومن رأى شمسين قد اصطكا فإنهما سلطانان يقتتلان.
ومن رأى أن الشمس طلعت من الأرض وأنارت كما تكون فإن كان مريضا يدل على إفاقته وإن كان له غائب يدل على رجوعه سالما غانما.
ومن رأى أن الشمس طلعت بعد ما غابت فإن كان في أمر ملتبس ينكشف له أو تنفق سلعته وصناعته بعد كسادها أو يراجع زوجته.
ومن رأى أن الشمس طلعت من الغرب أو من غير مطلعها فإنه يكون حادثا يحدث أو تكون آية للرائي إن كان مطيعا فهي تبشير وإن كان عاصياً فهي إنذار.
والشمس تؤول عند المعبرين على ثمانية أوجه خليفة وسلطان ورئيس وعالم كبير وعدل ونذر وبعل امرأة وأمرنير.
ومن رأى الشمس تدور حول السماء وهو ناظر إليها فإنه يكون مرشداً للملك يقتدى برأيه وربما كانت الشمس أميرا عظيم المزية توليته عن الخليفة وربما كانت امرأة جميلة أو جملة من الذهب.
رؤيا القمر
يؤول القمر إما بوزير الخليفة أو بوزير الملك أو بمن يقوم مقامهما فمن رأى أنه أمسك القمر أو جعله في ملكه يدل على أنه يكون وزيرا للملك أو مقربا عنده أو خاصا من خواصه.
ومن رأى أنه حارب القمر يدل على أنه يحصل له المحاربة مع أحد هؤلاء المذكورين.
ومن رأى أنه أقام مقام القمر أو أخذ منه نورا يكون أحد هؤلاء، ومن أخذ القمر لكن لا من السماء ولا نور له ولا شعاع ولم يكن مظلما يدل على الفرج من الغموم، وإن كان مظلما ولم يكن في مكانه يدل على احتياج أحد هؤلاء إلى الرائي في أمر من الأمور.
والقمر إذا كان بدرا يؤول بالملك.
ومن رأى أن القمر انشق نصفين يدل على هلاك الملك أو أحد هؤلاء المذكورين.
ومن رأى أنهما انضما بعد الانشقاق يدل على أن الناس يتظلمون منه ويطلبون العدل وقال بعضهم تمرض زوجته.
ومن رأى أن القمر كلمه يدل على وجدان الولاية ونجاح الحاجة.
ومن رأى القمرين البدرين تحاربا يدل على محاربة ملكين، وإن كانا غير بدرين يدل على محاربة اثنين ممن هو دون الملك.
ومن رأى القمر في يده أو عنده يدل على أنه يخطب امرأة، فإن كان القمر هلالا فإنها تكون المرأة دونه في الأصل والنسب، وإن كان نصف القمر مظلما تكون المرأة من أولاد الموالي، وإن كان بدرا تكون أعلى منه في الأصل والنسب، وإن رأت هذه الرؤيا امرأة يطلبها بعل ويكون حكم ذلك في التعبير على ما تقدم.
وإن رأى القمر نقيا قد طلع في بيته يدل على أنه يحصل له خير من قبل ملكه أو يخطب امرأة ويشترى أمه.
وإن رآه طالعا في بيت أحد غيره يدل على أنه يخطب امرأة من أهل ذلك البيت ويحصل له بسببها خير ومنعة.
وإن رأى القمر منخسفاً يدل على رداءة حال ملك ذلك الزمان أو حال وزير مثل عزل الملك عن مملكته أو الوزير عن وزارته خصوصا إذا انخسف بتمامه.
ومن رأى القمر هلالا طلع من مطلعه لكن لا في أول شهر وبعد طلوعه أخذ نوره في التزايد إلى أن صار بدرا يدل على أن يولد ولد في ذلك المكان ويصير ملكا أو يكون الوزير أو من يقوم مقامه ملكا.
ومن رأى هلالا طالعا من غير مطلعه يدل على وقوع أمر صعب في ذلك المكان يحصل منه للناس غم.
ورؤيا القمر تدل على ولادة ابن لملك ذلك المكان فإن رأى للقمر نوراً زائداً يدل على طول حياة ذلك المولود إن رأى أنه بدر يكون عمره وسطاً، وإن رآه ناقص النور يكون عمره قصيراً.
ومن رأى أنه عبد القمر يكون مشغولا بخدمة ملك أو وزير.
ومن رأى أنه مدن من القمر يدل على أنه يحصل له من ملك أو وزير خير ومنفعة.
ومن رأى أنه أمسك القمر أو جاء القمر إليه يدل على أن تكون زوجته حاملا وتلد ولدا يكون مقربا عند ملك أو عالماً.
ومن رأى أن القمر خرج عن حده أسقطت زوجته ولداً ذكراً وإن لم تكن حاملاً فليس بمحمود.
ومن رأى أنه يأكل من القمر فإنه يغيب أحد المذكورين في صدر هذا الفصل.
ومن رأى أن القمر غاب أو هو على المغيب فقد صار الأمر الذي هو فيه على آخره وكذلك أول الليل أو وسطه أو آخره فقد يمضي من الأمر بقدر ما مضى منه.
ومن رأى القمر ضوئياً فإنه يؤول برضا الوالد وإذا كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده وقيل رؤيا اجتماع الأهلة تؤول بالحج لقوله تعالى (يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج).
ومن رأى هلالاً مفرداً وهو يريه للناس ولم يره غيره فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى هلالاً قد طلع وغاب فإن الأمر الذي هو طالبه لا يتم له.
ورؤيا القمر تؤول على سبعة عشر وجها ملك أو وزير أو نديم الملك أو رئيس أو شريف أو جارية أو غلام أو أمر باطل أو وال أو عالم مفسدا أو رجل معظم أو والد أو والدة أو زوجة أو بعل زوجة أو ولد أو عظمة.
رؤيا الكواكب
أما الداراري فهي سبعة وقد تقدم الكلام في الشمس والقمر، وأما الخمسة الباقية فهي زحل وهو صاحب عذاب الملك، والمشتري وهو صاحب خزانة أمواله، والمريخ وهو صاحب حربه، والزهرة وهي زوجة الملك، وعطارد هو كاتبه، والنجوم المعروفة فهي أعيانه وباقي النجوم جيوش له.
وغير الشمس والقمر من الكواكب إخوة وأخوات.
ومن رأى أنه يملك النجوم فإنه يملك أشراف الناس ويحتوي على قلوبهم.
ومن رأى أنه يضيع شيئا منها فإنه يضيع للناس مثل ذلك.
ومن رأى أنه أصاب منها أو من نورها شيئا فإنه يصيب منفعة بقدر ما أصاب.
ومن رأى النجوم في بيت أو في السماء منيرة فإنه يصيب سلطانا وعز أو يرتفع شأنه.
ومن رأى أنه ينظر النجوم المعروفة فذلك رشد وهداية وصواب في رأي.
ومن رأى أنه يأكل النجوم فإن ذلك غيبة ووقيعة في الناس.
ومن رأى أنه أخذ نجماً فإن كان له امرأة حبلى فإنها تلد ابنة.
ومن رأى أن نجما انقض عليه نجم أصاب سلطانا ورفعة.
ومن رأى أن نجما رمى به فأصابه يلقى من الشيطان شدة ثم ينفرج ما به، وإن أصاب سفينة غرقت أو دابة عطبت.
ومن رأى أن نجما سقط مات سريعا.
ومن رأى أن رأسه عاد نجما فإنه ديون تنجم عليه.
ومن رأى أن نجما سقط في الأرض فإنه سقوط جليل القدر، وإن كان له غائب قدم إليه، وإن كان عنده حامل فتعبير ذلك النجم، أو كان مذكرا تضع ولدا ذكرا وإن كان مؤنثا تضع بنتا.
ومن رأى أن النجوم مجتمعة عنده في داره فإنه يدل على هلاكه.
ومن رأى نجما طلع ثم غاب من غير سير فإن الأمر الذي يطلبه لا يتم له وهو أيضاً بمنزلة الهلاك.
ومن رأى أنه طلع وتم طلوعه وسار فتعبيره ضده.
ومن رأى سهيلا طلع فإنه يدل على الإدبار، ورؤيا الزهرة تدل على الإقبال، ورؤيا المشتري يدل على صفاء العيش إلى آخر العمر، والشعري تؤول بأمر محال لأنها كانت تعبد في الجاهلية وكل ما يعبد سوى الله فهو محال.
وقيل رؤيا النجوم مطلقا تؤول بالسفر لأن المسافرين يهتدون بها في البحر.
رؤيا الليل والنهار
أما الليل والنهار فالمراد بهما الظلمة والنور.
فمن رأى ليلا ليلا مظلما فإنه يدل على الحزن والغم.
ومن رأى ليلة نيرة طيبة والناس يجدون فيها راحة فإنها تؤول بالفرح والسرور والعيش الطيب.
ومن رأى أنه يمشي في ليل مظلم والطريق مبهم عليه وهو يظن أنه على جادة الطريق فإنه يدل على استقامته في طريق الدين.
ومن رأى الليل نهارا نيراً والشمس طالعة فإنه يدل على الخير والمنفعة وحصول المراد ومن رأى بخلافه فتعبيره بخلافه.
ورؤيا الليل تؤول بالضلالة ومن رأى أن الدهر كله ليل لا نهار فيه فإنه غم أهل ذلك المكان وفزع وجزع وخوف والظلمة ظلم لمن كان أهله.
ومن رأى ليلا وبه قمر وكواكب تدور فلا بأس به.
ومن رأى أن داره ظلمة فإنه يسافر سفرا بعيدا، وقيل رؤيا الظلمات تؤول بالتحير في طريق الدين.
ومن رأى أنه كان في الظلمات ثم تبدل بالنور فإنه يدل على التوبة وفتح أبواب الدين.
ومن رأى أنه كان في الظلمات ثم جاء إلى النور ثم رجع إلى الظلمات فإنه يؤول بالنفاق لقوله تعالى (وإذا أظلم عليهم قاموا).
والظلمات تؤول على خمسة أوجه كفر وتحير وتعسير أمر وبدعة ووقوع في ضلالة.
ومن رأى أنه خرج في الظلمات إلى النور وكان من أهل الصلاح فإنه يخرج من الفقر إلى الغنى، وأما النور يعني النهار فإنه يؤول بالهدى، وأول النهار يؤول بأول الأمر الذي يطلبه ونصفه وآخره يقاس على كذلك.
ومن رأى أن الدهر كله نهار فإنه يؤول باستقامة أموره وطول عمره، وربما يستشيره سلطان ويقتدى برأيه.