بّسم الله الرّحمن الرّحيم موسوعة تفسير الأحلام تأويل الاشارات في علم العبارات تأويل رؤيا الحج ورؤيا والأماكم المقدسة والمساجد والمدارس والأضرحة والكنائس ● [ أولآ: تأويل رؤيا ] ● مكة والمدينة والقدس ومناسك الحج
رؤيا مكة المكرمة حرسها الله تعالى من رأى أنه في مكة فإنه يزور الكعبة. ومن رأى أنه يتوجه إلى مكة بسبب التجارة لا الزيارة فإنه يكون حريصاً على حب الدنيا وقيل زيادة رزق ونعمة. ومن رأى أنه في طريق مكة فإن الله تعالى يرزقه الحج. ومن رأى أنه في مكة وهو مشتغل بالزهد والصلاح والعبادة يحصل له خير ومنفعة في دينه ودنياه، ومن رأى أنه مشتغل فيها بالشر والفساد فإنه ضد ذلك. ومن رأى أن مكة معمورة كثيرة النعم يحصل له خير ونعمة ومال. ومن رأى مكة ضد ذلك فهو ضده، وقيل من رأى أنه بطريق مكة فإن كان مريضاً يطول مرضه وربما يكون قريب الأجل ومآله إلى الجنة. ومن رأى أنه في حرم مكة فإنه آمن من آفات الدينا لقوله تعالى (أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم) الآية وربما يرزق الحج. ومن رأى في الحرم ملكاً عادلاً يشتهر اسمه بالمعروف والاحسان وفعل الخير، وإن كان ظالماً فضده وقيل الدخول إلى حرم السلطان. ومن رأى الكعبة ربما يرى الخليفة أو السلطان. وقيل من رأى أن داره صارت كعبة والناس يزورونها فإنه يلي أمراً يحتاج الناس إليه، وربما يكون إماماً لجماعة أو يرزق خيراً ونعمة. ورؤية الكعبة أمن وإيمان وإسلام وإن رآها مريض فإنه يعافى ويستجاب دعاؤه. ومن رأى أنه يمسح وجهه بالحجر الأسود أو يقبله فإنه يصحب فاضلاً من أهل العلم ويكتسب منه فوائد. ومن رأى أنه تحت ميزاب الكعبة فإنه يحج وتقضي حاجته أو يزور تربة المصطفى عليه السلام. ومن رأى أنه في مقام ابراهيم فإنه يحج ويرجع سالماً. ومن رأى أنه على سطح الكعبة فقد نبذ الاسلام بمعصيته. ومن رأى الكعبة من غير عمل منه في المناسك فإنه متهاون في الدين. ومن رأى أنه طاف بالكعبة وعمل شيئاً من المناسك فإنه صلاح في دينه ودنياه بقدر عمله في المناسك. ومن رأى أنه مستقبل الكعبة شاخص اليها فهو مقبل على صلاح دينه وديناه أو يخدم سلطانا. ومن رأى أنه نقص من المناسك شيئاً على خلاف السنة فإن رأى ذلك حدث في دينه. ومن رأى الكعبة في داره فإنه يكون ذا عز وجلال وحرمة أو ينكح امرأة جليلة القدر من أهل الخير والسداد. ومن رأى الكعبة نقصاً فهو عائد على الخليفة أو الإمام. ومن رأى أنه دخل البيت فإنه آمن لقوله تعالى (ومن دخله كان آمنا). ورؤيا الكعبة على خمسة أوجه خليفة وإمام كبير وإيمان وإسلام وأمن للمؤمنين. ومن رأى أنه عند الصفا فإنه صفاء عيش، ومن رأى أنه يسعى في الخير. ومن رأى أنه واقف بعرفات فإنه تكفير ذنوب وغفران من الله تعالى. ومن رأى أنه بوادي منى فإنه يبلغ مناه، وإن كان من مريضاً فإنه يشفى، وقيل إنه إقلاع عن ذنوب وحصول شفاء على الوجهين لقول بعضهم شعراً: يا غاديا نحو الحجاز ولعلع * عرج على وادي منى والاجرع وانزل بأرض لا يخيب نزيلها * فيها الشفاء لكل قـلب موجـع ومن رأى أنه بأحد الاماكن المعروفة هناك فهو خير على كل حال. ومن رأى أنه حج وعاد من حجه فإنه بلوغ مقصود وتكفير ذنوب وسلوك طريق مستقيم. ومن رأى أنه فعل شيئا من المناسك فهو خير على كل حال، وقيل إن الإحرام تجرد في العبادة أو خروج من ذنوب. ومن رأى أنه في ركب فإنه يدل على حصول رحمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " الجماعة رحمة ". ومن رأى أنه حط مع الركب في محطة فإنه حصول راحة، وإن رأى ان الركب رحل وهو مخلف عنه فيؤول على ثلاثة أوجه عظة واشتياق وبكاء. ومن رأى أنه في قافلة وهو يطلب شيئاً يجده فلا خير فيه، وأما الأماكن المعروفة فربما يفسر غالبها من اشتقاق اسمها كالينبوع فإنه نبع خير وخليص فإنه تخليص من الخلاص وما أشبه ذلك. رؤيا المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام من رأى أنه في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه يدل على مصاحبة التجار وحصول الخير منهم في الدنيا والدين. ومن رأى أنه في حرم النبي عليه السلام فإنه حصول خير. وإن رأى أنه واقف بأبواب الحرم أو بأبواب الحجرة الشريفة وهو يستغفر الله تعالى فانها توبة ومغفرة لقوله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما). ومن رأى أن النور يصعد من ضريح النبي صلى الله عليه وسلم فإنه بهاء في دينه وذاته، ومن رأى أنه بين القبر والمنبر فإنه يدل على أنه من أهل الجنة لقوله عليه السلام: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ". ومن رأى أنه يزور أحد الصحابة فإنه يتبع وصيته، وقيل رؤيا المدينة الشريفة تؤول على سبعة أوجه أمن ورحمة ومغفرة ونجاة وتفريج من هموم وغموم وطيب عيش ووجوب الجنة وهداية إلى طريق الرشاد. ومن رأى أنه بأحد الأماكن التي حولها من المزارات فهو حصول خير على كل حال. ومن رأى حدوث حادث وما لا يليق مثله في اليقظة لا خير فيه. ومن رأى أنه مجاور بأحد الحرمين فإنه يدل على استمراره في العبادة والطاعة. رؤيا بيت المقدس من رأى أنه في الأرض المقدسة فإنه يدل على أنه يأمر بالمعروف، وقيل تطهيره من ذنوب، وقيل حصول بركة، وربما تدل على العبادة. من رأى أنه في البيت المقدس فإنه يكون صاحب ديانة وأمانة وربما يحج وقيل أمن وسلامة. ومن رأى أنه مجاور فإنه قناعة. ومن رأى أنه يدخل باب الرحمة فإنه رحمة وإن رأى أنه بظاهره فلا خير فيه لقوله تعالى (فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب) الآية. ومن رأى أنه بمكان له اسم معين أول من اشتقاق اسمه. رؤية مدينة حبروم التي بها حرم الخليل عليه السلام حصول خير على كل حال، وقيل رؤيا الأرض المقدسة أو البيت المقدس يؤول على أربعة أوجه بركة ومغفرة وقناعة وراحة. رؤيا أفعال الحج وغيره من رأى أنه يجتهد في طلب الحج أو زيارة النبي عليه السلام أو البيت المقدس فإنه يطلب أمراً محموداً ويشكر على فعله لقوله عليه الصلاة والسلام: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مكة والمدينة وبيت المقدس ". وقيل يكون قاصدا ثلاثة أمور قال بعضهم جلال في قدره وكمال في دينه وجمال في فعله لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه مكة بالجلال والمدينة بالكمال والبيت المقدس بالجمال. ومن رأى أنه يقصد المسير إلى أحد الثلاثة مساجد وانه لا يستطيع إلى ذلك ولا قدرة له عليه فإن كان غنيا فإنه يفتقر، وإن كان فقيرا فإنه يتعلق بأمر لا يقدر عليه. ومن رأى أن عنده شيئا من آلة الحجاج وقصد بذلك إقامة ترفه فإنه مجتهد في فعل الخيرات. ومن رأى المحمل الشريف فإنه يؤول على خمسة أوجه أمن وسلامة وملك عادل وحج وراحة. ومن رأى أنه حدث في المحمل حادث فتأويله في الملك.
رؤيا الجوامع والمدارس والمساجد من رأى جامعاً أو مدرسة أو مسجداً فهو أمن. ومن رأى أنه يعمر ذلك يكون عالماً يقتدى به. ومن رأى أنه يعمر مسجداً فإنه يتزوج امرأة دينة. ومن رأى أنه في جامع أو مدرسة أو مسجد وحوله ورد وأزهار وخضرة منثورة يظن فيه السوء وهو بريء من ذلك. ومن رأى أنه دخل مكاناً منها فإنه أمن وراحة وزيادة تقوى، وقيل من رأى أنه يعمر شيئا من ذلك فاما أن يعمره في اليقظة أيضاً أو يعمل عملاً صالحا، وإن كان أهلا أن يتولى أمراً فإنه يتولاه أو يتزوج أحداً أو يتفقه في الدين أو يحج في عامه أو يبني حماماً أو خندقاً أو حانوتاً وما أشبه ذلك. ومن رأى أنه زاد في شيء من ذلك فإنه يفشو في دينه خير كثير من توبة أو يعمل عملا صالحاً أو ينصف من نفسه. ومن رأى أنه في أحد هذه الأماكن وهو جديد ولا يعرف حقيقته فإنه اتساع في آخرته وربما يحج ان كان ما حج قط. ومن رأى أنه دخل من باب أحد منها وخر ساجداً فإنه يرزق توبة ومغفرة لقوله تعالى (وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة تغفر لكم) الآية. ومن رأى أنه أتى مسجداً فوجده مغلقا فإن أموره تعسر عليه، وإن رأى أنه فتح له ودخل فإنه يعين رجلاًفي دينه ويخلصه من الضلالة ويحسن ظنه في الناس. ومن رأى أنه دخل شيئا من ذلك أو ما تقدم من الأماكن المشرفة وهو راكب فإنه يقطع قرابته ويمنعهم رفده. ومن رأى أنه مات في شيء من ذلك فإنه يموت على توبة مقبولة. ومن رأى أنه خادم فيها فإنه يخدم جليل القدر. ومن رأى أن حصير المسجد قد تقطع وعتق فإن أهله قد فسدت بعد صلاحها. ومن رأى أن فيها حادثا ينكر في اليقظة فإنه يؤول على الإجلاء وقيل نقص في دين الرائي. ومن رأى أنه يفعل بأحدهما ما لا يليق فعله فلا خير فيه، وقيل رؤيا الجامع تؤول بالسلطان أو من يقوم مقامه، ورؤيا المدرسة تؤول بالقضاة والعلماء والفقهاء والمسجد يؤول بامرأة جليلة القدر. ومن رأى أنه قائم بمحراب فإنه يدل على قيامه في مهم الملك. ومن رأى أنه جالس فيه فإنه يقرب منه، وقيل رؤيا المحراب خير وصلاح ما لم يكن فيه شين. ورؤيا المحراب على خمسة أوجه إمام مسجد وسلطان وقاض ومحتسب وواسطة خير واما المأذنة فتؤول بالسلطان أو من يقوم مقامه أو بالقاضي. ورؤيا المأذنة تدل على رجل يدعو الناس إلى الخير. ومن رأى أنه عمر مأذنة فإنه يفعل الخير ويجتمع بجماعة من أهل الخير والإسلام بسبب خير. ومن رأى أنه خرب مأذنة فإنه يفعل فعلاً سيئاً يتفرق بسبب ذلك جماعة من أهل الإسلام. ومن رأى أن مأذنة سقطت بلا سبب وخربت فإنه يتفرق أهل ذلك المكان أو يموت مؤذنها. ومن رأى أن مأذنة استحدثت بحارة فإنه رجل جليل القدر يكون هناك. ومن رأى أن رأس المأذنة من نحاس وشبهه فإنه يدل على ظلم سلطان، وإن كان من فضة أو ذهب فإنه سلطان جائر وله مداراة، وإن كان من خشب فإنه سلطان كذاب غدار ليس له قول ولا قرار، وقيل ان كانت المأذنة من حجر فإنه سلطان وإن كانت من لبن فهي ممن يقوم مقامه وإن كانت من خشب فسفيه. ومن رأى أنه وضع طعاما على مأذنة فإنه جور ملك ذلك المكان على الرعية. ومن رأى أن صواري القناديل نصبت على مأذنة فانها زيادة أبهة لحاكم ذلك المكان وإن رآها قلعت فضده. ومن رأى أنه على مأذنة فإنه يتقرب إلى الملك. والمأذنة على أربعة أوجه سلطان ورجل جليل القدر وإمام ومؤذن. ومن رأى أنه على منبر وهو يتكلم بما لا يليق فإنه يشتهر بالمعاصي وربما أنه يصلب. ومن رأى السلطان على منبر قد وقع أو انكسر المنبر تحته فإنه يقع عن مرتبته إما بموت أو بغيره. وإن رأى الخطيب أنه على المنبر يقرأ الخطبة ولم يتمها ونزل من المنبر فإنه يعزل عن خطابته. وإن رأت المرأة أنها تقرأ الخطبة وتتكلم بالعلم والحكمة فانها تفتضح. ومن رأى أنه وقع من المنبر إن كان عالماً أو جاهلاً فإنه رديء في حقه لأنه سقوط حرمة وحصول مذلة. ومن رأى أنه على المنبر إن كان عالما يعلو قدره وإن كان جاهلا يمسك في السرقة ويصلب، وقيل من رأى نفسه تحت منبر فإنه يقهر من ذي سلطان. ومن رأى أنه نام على منبر فهو مقرب لسلطان وفي أمن من جهته وقيل فساد في الدين أو تستعيبه الناس. ورؤيا المنبر على خمسة أوجه سلطان وقاض وإمام وخطيب ومرتبة وقال صعود أحد من أهل الذمة على المنبر دليل على ولاية حاكم فاسد الدين في ذلك المكان. ومن رأى سدة الأذان فتأويلها على ثلاثة أوجه امرأة وخادم ومعيشة ومهما كان فيه من خير أو شر فهو منسوب إلى ذلك. رؤيا ضرائح الأنبياء والصالحين فمن رأى ضريح نبي من الأنبياء فهو حصول خير وبركة، وقيل يكون في شفاعته وإن كان عازبا تزوج وربما تكون توبة. ومن رأى أنه يبحث في ضريح فإنه يكون مجتهداً في عمل صالح مما كان يفعله صاحب الضريح. ومن رأى حادثاً في شيء من ذلك فإنه يشين في الشريعة. وقيل من رأى أنه يزور قبر موسى عليه السلام فإنه وجوب الجنة. ومن رأى أنه يزور ضريح أحد من الأنبياء أو الصحابة أو من الصالحين فإنه فرج همه وغمه وكفارة ذنوبه وقال بعضهم ربما يحج. ومن رأى أنه رأى مزاراً أو معبداً فإنه يكون مجتهداً في طلب الأجر وربما يكون قنوعا. ومن رأى أنه خلق شيئا من هذه الأماكن أو طيبها فإن دينه يزكو وعيشه يطيب وإن كان مريضا فإنه يبرأ وإن رأت ذلك حامل فإنها تأتي بولد. ومن رأى في ذلك حادثا يكره مثله في اليقظة لا خير فيه. ومن رأى بيمارستانا فإنه يدل على رؤية مكان ينتظم به أحوال الناس، وقيل من رأى أنه دخله فإنه يموت شهيداً وربما دل ذلك على غفران الذنوب ورقة القلب والشفقة على خلق الله تعالى. ومن رأى أنه يأكل شيئا من أطعمة مريض البيمارستانات فهو على ثلاثة أوجه مرض أو صحة وربما يكون موت مريض. ومن رأى أحوال أهل البيمارستانات مستقيمة وهم متوجهون إلى العافية فهو حصول خير، ومن رآهم بضد ذلك فهو ضده. ومن رأى حادثا فيه فلا خير فيه للرائي وقيل لمن به، وقال بعضهم رؤيا البيمارستانات تؤول على عشرة أوجه عالم وحكيم وحاكم وراحة وشفاء ومرض وجنون وبواب وموت على شهادة وعتق. رؤيا الصوامع وهي الكنائس وما أشبه ذلك فمن رأى كنيسة أو ديراً أو شبه ذلك فتعبيره رجل كذاب يغر الناس بأفعاله ولا نتيجة في ذلك. ومن رأى أنه فعل في كنيسة ما يخالف أهلها مما لم يخالف الشريعة فهو نكاية ذلك الرجل الموصوف وقيل خير. ومن رأى أنه مقيم في شيء من ذلك فإن كان من أهل الصلاح فهو خير له وإن كان من أهل الفساد فلا خير فيه. وقيل من رأى أنه فعل في كنيسة ما يوافق أهلها فإنه ارتكاب جرائم. ومن رأى أنه حدث في شيء من هؤلاء حادث زين فهو فساد في الدين وإن كان شيئاً فهو ضده وقد تقدم ذكر العبادة والصلاة فيها في أبواب الصلاة والعبادة والله أعلم.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات تأليف خليل بن شاهين الظاهري منتدى قوت القلوب . البوابة