بّسم الله الرّحمن الرّحيم
موسوعة تفسير الأحلام
تأويل الاشارات في علم العبارات
تأويل رؤيا أحوال الإنسان مع الأخرين
وتأويل العدد والخضاب
أحوال الإنسان مع الأخرين
أما العداوة فإنها تدل على المودة.
ومن رأى أن بينه وبين أحد عداوة فإنه يكون بينهما مودة لقوله تعالى (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة).
ومن رأى أن بينه وبين أحد عداوة وهو يصبر لها ويدافع بالتي هي أحسن فإنه يدل على ان ذلك الرجل يصير صديقا ناصحا في المودة لقوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)
وأما الاحسان فهو محمود خصوصا ان كان للعدو فإنه ظفر به.
وقيل رؤيا الاحسان تدل على علو المنزلة والقوة في الدين بقدر ما أحسن وخلاصه من عذاب الآخرة.
وقال بعضهم من رأى أنه يحسن فإنه يدل على إخلاصه في التوحيد والموت على الاسلام ومجازاته من الله تعالى بالجنة لقوله تعالى (هل جزاء الإحسان إلى الإحسان)
وأما التقوى فإنها السبب الاقوى. ورؤيا أهل التقوى خير فمن رأى أنه سلك طريق شيء من ذلك فإنه يسلك الطريق المجيدة ويكون الله تعالى معه في جميع أحواله لقوله تعالى (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)
وأما المعصية فتعبيره ضد ذلك. وربما دلت رؤية من يرتكب شيئا من ذلك على خلل الأمور وانعكاس الأحوال إلا أن يكون من أهل التقوى وتعبير رؤياه بالضد،
وأما السكينة فإنها محمودة لأنها من السكون، وربما دل على السكنى وعدم الحركة فيما لا يحصل به نتيجة، وربما دلت على الضد،
وأما الجريان والعدو سواء كان راكبا أو ماشيا فإنه يدل على الحرص والطمع فإن رأى أنه وقف من جريه أو عدوه فإنه قنوع لا يميل إلى الطمع.
ومن رأى أنه يعدو أو يجري وعرف الامر الذي يطلبه فإنه يدركه عاجلا ويظفر به فإن كان راكبا فإنه يدل على تجديد سفر وقال ان نوى السفر ورأى ذلك يتعوق عنه وأما المشي وسلوك الطريق فيؤول على أوجه.
قيل من رأى أنه يمشي أو تمشي به دابة رويدا رويدا فإنه عز وشرف.
ومن رأى أنه يمشي في تراب فإنه يحصل مالاً عاجلاً أو إن مشى في رمل فإنه في شغل شاغل، وإن مشى على شوك وآلمه فإنه يصاب في بعض أهله.
ومن رأى أنه يمشي في طريق قاصدا مجتهدا فإنه على منهاج الحق والدين وشرائع الاسلام، وربما دل على صلاح نفسه في دين أو دنيا.
ومن رأى أنه ضل عن الطريق أو زاغ عنها فإنه يضل عن الحق ومنهاج الصواب في دينه أو دنياه بقدر ما ضل عن الطريق فإن أصاب الطريق بعد ما ضل أصاب صلاح نفسه، وإن لم يصب الطريق تعسر ذلك عليه.
ومن رأى أنه متحير في طريقه فإنه متحير في طلبه وصلاح نفسه.
ومن رأى أنه في طريق مختلف لا يهتدي إليه فإنه على بدعة في دينه أو على طلب عذر من أمره فإن انفتح له الطريق أصاب رشدا ونال طلبه.
ومن رأى أنه سلك طريقا مظلما فإنه ضلالة في دينه.
ومن رأى أنه يخرج من ظلام إلى نور فإنه يخرج من الضلالة إلى الهدى.
ومن رأى أنه يمشي في طريق فاعترض له ما يحول بينه وبين الطريق من حيوان أو جماد أو نبات فإنه قد بلغ آخر أمره ومطلبه واستقامة الطريق استقامة الدين.
ومن رأى أنه يمشي في الطريق فلا يتعب فإنه يدل على خلاص حقه ممن يتعين في وجهه فإن تعب يكون خلاصه بصعوبة.
ومن رأى أن أحداً استدله من الطريق المستقيم إلى غيره فإن كان له على أحد دين فإن المديون يحتال عليه ويسوفه فإن لم يكن له دين على أحد فإنه يغويه إلى المعصية والخطأ.
ومن رأى أنه يمشي في طريق مظلم وأشكل عليه الطريق وهو يعتقد أنه على الاستقامة فإنه يرجى له الهداية.
ومن رأى طريقا متشعبا وهو لا يدري إلى أيها يذهب فإنه يتحير في دينه ويصاحب من لا دين له.
ومن رأى أنه سالك في طريق ثم مال عنه بقصد فإنه يحتال على عدوه ويخدعه.
ومن رأى أنه كان سالكا في طريق ورأى ذا أبهة فرجع بسببه فإنه يرتكب ما يحصل به نقص في دينه.
ومن رأى أنه سلك في طريق ورأى امرأة فمال عن الطريق فإن الدنيا تكون خدعته.
ومن رأى أنه يمشي في طريق مخفي بالظن فإنه يبتدع في دينه ويكون مغرورا في شغله.
ومن رأى أنه أضل رجلاً طريقه فإنه يدل على فساد دينه لقوله تعالى (وقد خاب من دساها).
ومن رأى أنه تاه عن الطريق فربما يتقرب، وإن رأى أن أحداً دله على الطريق فإنه يدله ويوضع له ما أشكل عليه.
ورؤيا الطريق تؤول على خمسة أوجه دين ومراد وفعل حسن وخير وبركة وراحة.
وأما السقوط فمن رأى أن أحداً سقط عليه فإنه يظفر به عدوه.
ومن رأى أنه سقط من مكان عال مثل الجبل أو الحائط وما أشبه ذلك فإنه يدل على عدم إتمام المقصود.
ومن رأى أنه سقط من ضربة فإنه حصول مصيبة، وإن زل قدمه فكذلك.
ومن رأى أنه خر على وجهه فإنه ان لم ينو به السجود فلا خير فيه، وإن كان في خصومة أو حرب أو منازعة لم يظفر.
ومن رأى أنه سقط من سقف أو حائط أو شجر أو جبل أو نحو ذلك فإن الأمر الذي هو فيه لا يتم له ولا يبلغ منه ما يريده بامتناع ذلك عليه ولا يتم له ما يرجوه ولا يبلغ منه ما يريد، وقد يدل على السقوط لمن عنده خلل في دينه على انهماكه في المعاصي والفتن والأعمال المضلة.
ومن رأى أنه سقط في مسجد أو روضة وما أشبه ذلك وكان بسبب فعل خير أو كان قاصده فإنه دال على ترك الذنوب والمعاصي والاقلاع عن البدع والأهواء. ومن رأى أنه سقط فإنه ليس بمحمود،
وأما الصعود فما كان منه إلى السماء فقد تقدم الكلام عليه في بابه وفصله وكذلك يأتي كل شيء في بابه،
وأما تعبير الصعود جملة ما لم يكن مستويا فهو محمود،
وأما الهبوط فتقدم الكلام أيضاً فيه إذا كان من السماء، وربما كان نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم هبط بعد أن عرج إليها ولم ينقص من شرفه بل زاد شرفه وإذا رأى الهبوط من غير ذلك يأتي ما يدل عليه كل شيء في بابه وفصله.
وقال بعض المعبرين أكره الهبوط لما جربته مرارا فلم أجده محمودا، وربما كان ضعيفا وهبوطا عن القوة، وأما الاتكاء فإنه يدل على التهاون بالأمور، وربما دل على الرياسة لأنه من شأنهم، وأما الزلق فلا خير فيه سواء وقع أو لم يقع.
ومن رأى أنه زلق ووقع اصابته مصيبة، وإن لم يقع أصابه هم وغم، وأما القيام فهو نهوض الأمر.
قيل من رأى أنه قام لأمر فيه دلالة على الخير فإنه ينهض لأمر يحصل منه نتيجة، وإن رأى ضد ذلك فتعبيره ضده.
وأما القعود فقال بعض المعبرين أحب القعود على ما كان مرتفعا وقد جربت ذلك مرارا.
وقال ابن سيرين في المعنى عجبت لمن يعلو على الأرض انملة كيف لا يعلو ذراعا خصوصا ان كان على ما يحسن القعود على مثله في اليقظة.
ومن رأى أنه قعد على الأرض فإنه ثبات في أمره.
وأما الهدية فمن رأى أنه يهدي هدية لأحد وكان نوعها محبوبا فهو صلاح للفاعل والمفعول وكل ينال من صاحبه ما يريده، وإن كان نوع ذلك مكروها فإنه ينال كل منهم من الآخر ما يكرهه.
وقيل من رأى أنه أهدى إليه هدية فإنه يتزوج امرأة طيبة.
ومن رأى أنه أهدى إليه هدية من شيخ أو عجوز فإنه محمود، وإن كان من شاب أو شابة فبخلافه.
وقال بعضهم من رأى أنه أهدى لأحد هدية فردها عليه فإنه يدل على حصول كلام بينهما يكره مثله، وربما كان يرجو منه شيئا.
وأما الهبة فقال أبو سعيد من رأى أنه وهب لأحد هبة فإنه يتفضل عليه إلا هبة العبد فإنه يرسل إليه عدوا، وأما اللجاجة فإنها غير محمودة، وقيل انها فرار.
فمن رأى كأنه يلج في أمر فإنه يفر من أمر هو فيه كائنا ما كان من ولاية أو رياسة أو تجارة أو صناعة أو خصومة،
وأما المصالحة فإنها محمودة.
فمن رأى أنه يدعو غريمه إلى مصالحة من غير قضاء دين فإنه عدو ضال إلى الهدى ومصالحة الغريم على شرط المال نيل خير لقوله تعالى (والصلح خير) وأما الاختبار فإنه أمر يطلب قاصده كشفه.
فمن رأى أنه يختبر أحداً فإنه يقصد أن يفهم ما هو عليه فتعبيره في ذلك ما يظهر منه خيرا أو شرا،
وأما الاستشارة فإنها أمانة.
ومن رأى أنه يستشير أحداً فإنه يأتمنه على أمانة لقوله عليه السلام: المستشار مؤتمن.
وأما استراق السمع فليس بمحمود، وقيل يرتكب ما لا ينبغي له، وربما دل على حصول ما يكره.
وقال بعضهم استراق السمع يؤول على أربعة أوجه خيانة وخوف ومعصية وسماع أمر مكروه، وأما الانتظار قال بعض المعبرين انه هم وغم.
فمن رأى في ذلك ما يحب مثله فلا بأس، وإن رأى ما يكرهه فضد ذلك، وقال بعض المعبرين من رأى أنه ينتظر أمرا فإنه يكون طويل الأمل وأما الاشتياق فإنه يدل على الغربة، وربما دل على فراق محبوب.
وأما البرهان فإنه يدل على الخصومة.
فمن رأى أنه أتى ببرهان على شيء فإنه في خصومة مع انسان وتكون الحجة على خصمه لقوله تعالى (قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين) وأما التدلي فإنه يدل على الورع.
فمن رأى أنه تدلي من مكان مرتفع إلى سطح أو أرض سواء كان بحبل أو غيره فإنه يتورع في أحواله ويزهد عن أحوال الدنيا، وأما التعزية فهي أمن.
فمن رأى كأنه عزى أحداً مصابا فله مثل ماله من الأمن لقوله عليه الصلاة والسلام: من عزى مصابا فله مثل أجره وأجر الله تعالى مقتضى الامن.
ومن رأى أن أحداً يعزيه فإنه ينال بشارة لقوله تعالى (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).
وأما تغيير الاسم فعلى وجهين فإن دعي بغير اسمه وكان الاسم دون اسمه فإنه يظهر به عيب فاحش أو مرض فادح، وإن دعي باسم أحسن من اسمه سواء كان ظاهرا أو مشتقا من معنى حسن فإنه يدل على أنه ينال عزا وشرفا ورفعة على حسب قافية الاسم.
وقيل إن كان الاسم منسوبا إلى الله تعالى بالعبودية كعبد الله وما أشبهه فإنه من عناية الله ونصره.
وإن كان على مسمى تقدم كمحمد ويونس وما أشبه ذلك فيؤول على وجهين فإن كان من أهل الدين والصلاح فبشارة وخير، وإن كان من أهل الفساد والمعصية فيدل على وعيد واستهزاء.
وإن نودي ببعض أسماء الأسقاط من البدو والجهلة كجربوع وصميدة وفهيد وما أشبه ذلك فإنه يدل على الجهل وكثرة الفساد.
وإن نودي بما يسمى به اليهود والنصارى كعريان وحنا وشميلة وما أشبه ذلك فيخاف عليه من سوء الحياة والممات، هذا إذا كان القائل ممن يقبل قوله في اليقظة، وإن كان ممن لا يقبل قوله فلا يعتبر قوله، وأما تزكية المرء نفسه فإنها تدل على اكتساب ماثم وهو لا يصدق لقوله تعالى "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى".
فمن رأى كأن شابا حسنا يزكيه فإنه مذمة عدو، وإن زكاه شيخ فإنه يصيب ذكرا حسنا، وإن كان الشيخ مجهولا ينال بسببه رياسة وأما تزكية الكهل ففقر.
ومن رأى أنه يزكي أحداً معروفا فتعتبر الهيئتان كما تقدم، وأما الثبور فلا خير فيه لأنه مذموم في القرآن لقوله عز وجل إخباراً عن الكافرين (لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً)،
وأما التهاون فلا خير فيه في جميع الأحوال.
وأما التهاون بالكفار فمحمود، والتهاون بالمؤمن مذموم.
فمن رأى أن أحداً تهاون به فإنه يظهر عليه.
وأما الثناء فعلى وجهين ان كان من صديق فهو محمود، وربما يحصل من قبله خير، وإن كان من عدو فهو استهزاء به، وربما تنقلب العداوة مودة.
وأما التناول فإن كان من غيره له وكان المدفوع له حسنا فهو خير ونعمة، وإن كان مذموما تأباه النفس فضده، وإن تأول هو شيئا لغيره فنظير ذلك، وأما الحراسة فأمان وثناء حسن.
فمن رأى أن أحداً يحرسه فإنه يأمن، وإن حرس أحداً فإنه يرزق الجهاد، وقيل الحارس والمحروس يكونان آمنين من شر الشيطان وكيده، وأما الحلف إذا كان صدوقا فيه فإنه ظفر وقول حق، وربما كان زيادة في العبادة والمحبة لله تعالى، وإن كان كذوبا فيه فيدل على الخذلان والذلة، وقيل معصية وفقر لقوله تعالى (ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الله لهم عذابا شديدا)
وأما الشغل فإنه يدل على النكاح، وربما كان تزوج بكر لقوله تعالى (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون) قيل افتضاض الابكار،
وأما السؤال فإنه يدل على التواضع والاجتهاد في طلب العلم، وقال آخرون ان كان الأمر من أمور الدين فمحمود، وإن كان للدنيا فليس بمحمود.
وأما الطلب فمن رأى أنه يطلب شيئا ويجد في طلبه فإنه ينال مناه كما قيل من حث في طلب شيء ناله أو بعضه، وأما الشفاعة فهي زيادة المروءة.
ومن رأى أنه يشفع في انسان فإنه يدل على عزيز مروءته وارتفاع مرتبته وحصول أجر وثواب.
وإن رأى أحداً يشفع فيه فاما ان يكون مذنبا أو مظلوما.
وأما العلو فيؤول على وجهين إن كان من أهل التقوى والخير فإنه جيد في حقه، وإن كان من أهل الفسق والفساد فإنه ان علا وارتفع على أحد فإنه يدل على أنه يعلو في الدنيا ثم يهان ويذل لقوله تعالى إخبارا عن فرعون (إن فرعون علا في الأرض).
وإن رأى مع ذلك عظما فصارت جثته أعظم من جثث الناس فإنه يدل على موته، وأما العفو فمحمود لأنه من أعمال البر والفلاح.
فمن رأى أنه عفا عن مذنب ذنبا يعمل عملا يغفر الله له لقوله تعالى (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم).
ومن رأى أنه عفا عن مذنب فأجره على الله لقوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) وأما العلم الناقص فيدل على الاياس من الوجود ووقوع الحذر في الرؤيا، وأما العقد فهو على أنواع متعددة.
فمن رأى أنه عقد عقدة في قميصه فإنه يدل على عقد التجارة، والعقد على الحبل صحة دين، وعلى المنديل اصابه خادم، وعلى السراويل تزويج امرأة، وعلى الخيط ابرام أمر هو فيه من ولاية أو تجارة أو تزويج.
فإن رأى عقدة على شيء من هذه الأشياء من غير أن يعقدها فإنها تدل على ضيق عقد من قبل السلطان.
فإن رأى انها انحلت بنفسها فإن الله يفرج عنه من حيث لا يحتسب.
وقال بعضهم أكره رؤيا العقد على شيء وأحب حل العقدة فإن العقدة من الهم وحلها من الفرج.
وأما عقد الشيء على ما يخاف ذهابه أو سقوطه من أي نوع كان فيه فإنه محمود وكذلك الاعتقال لقوله عليه السلام: اعقل وتوكل.
وأما التمرجح فمن رأى أنه في مرجوحة فإنه يلعب بدينه، وربما دلت المرجوحة على الرجحان.
وأما اللوم فمن رأى أنه يلوم غيره على أمر فإنه يفعل مثل ذلك فيستحق اللوم لما قيل في المعنى: كم لائم قد لام وهو ملام.
ومن رأى أنه يلوم نفسه على أمر قد فاته فإنه يدخل في أمر مشوش يلام عليه ثم يذهبه الله عنه ويسر به لقوله تعالى: (إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي).
وأما العتاب فيدل على المحبة لأنه لا يعتب إلا من يحب لقول بعضهم: وما عتبي إلا على من أحبه وليس على من لا أحب عتاب.
أما اجتماع الشمل فهو دليل الزوال لقوله تعالى (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت).
وقال بعض المعبرين رؤيا اجتماع الشمل تدل على الفرح والسرور لأنها دعوة بين الناس.
وأما الرهن فإنه يؤول على وجهين إما حاجة وإما طمع، فمن رأى أن أحداً رهن عنده شيئا فإنه يحتاج إليه.
ومن رأى أنه رهن نفسه فإنه يكتسب ذنوبا لقوله تعالى (كل نفس بما كسبت رهينه)، وقيل لا خير في الرهن لما قاله بعضهم من أراد أن يعش نظيفا لا يرهن شيئا ولا يسلف.
وأما البيع ففيه خلاف منهم من قال انه خير من الشراء وقال آخرون الشراء أحسن وقد تقدم البيع والشراء في باب الخدم والعبيد.
وأما الإجارة فالمستأجر في التأويل مخادع لمن يستأجر منه ويغره ويحثه على أمر وإذا خدعه تبرأ منه وتركه.
وأما الشركة فإنها تدل على الانصاف فمن رأى أنه شارك أحداً فإنه يعامله.
وقال بعض المعبرين أكره رؤيا الشركة لأن المثل السائر بين الناس الشركة أربعة أحرف، فإذا رفعت الهاء بقيت شرك وإذا رفعت الكاف بقيت شر فلا خير فيها من حيث الجملة.
تأويل العدد
وأما العدد فمختلف فيه باختلاف المعدود
فإن رأى أنه يعد دراهم فيها اسم الله تعالى فإنه يستفيد علما فإن كان فيها صورة منقوشة فإن يشتغل بالباطل في الدنيا.
وإن رأى كأنه يعد لؤلؤا فإنه يتلو القرآن.
وإن رأى أنه يعد خزفا فإنه يشتغل في الخفاء.
وإن رأى أنه يعد بقرا عجافا فإنه يمر عليه سنون جدبة، وإن كانت سمانا فإنه بضد ذاك.
وإن رأى أنه يعد جمالا مع جوالقها فإن كان سلطانا أو من يقوم مقامه فإنه يصيب من أعدائه أموالا قيمتها توافق حمل الجمالات، وإن كان دهقانا مطر زرعه، وإن كان تاجرا نال ربحا كثيرا.
ومن رأى أنه يعد عددا من الأعداد فإن لكل عدد تأويلا قالوا الواحد توحيد وإيمان بالله عز وجل، والاثنان أبوان أو شاهدا عدل على تصديق الرؤيا والثلاثة وعد صادق لقوله تعالى (ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) والأربعة دعاء مستجاب ومال مجموع، وربما يكون تزويجا، والخمسة دولة مقبلة، وربما يكون الخمس صلوات فإن نقص منها شيئا فهو نقصان في الصلاة.
وقال أيضاً عدد الواحد مبارك، والاثنين خلاص من بلاء وظفر على الأعداء لقوله تعالى (ثاني اثنين إذ هما في الغار).
والثلاثة ليست بمحمودة.
والأربعة مباركة وخير لقوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم).
ورؤيا الخمسة جيدة حميدة.
وأما الستة فهي فعل شيء فيه نتاج لقوله تعالى (خلق السموات والأرض في ستة أيام) وربما كان كلاما حسنا يقيمه صاحب الرؤيا أو اتمام أمر والفراغ من شيء.
وأما السبعة فليست بمحمودة لقوله تعالى (لها سبعة أبواب) وقيل زين أو حج، وربما دلت على الهم في تلك الأيام لحالها.
وقيل ان رأت ذلك امرأة وهي حبلى فإنها تخلص لأن المطلقة إذا ولدت أقامت سبعة ايام.
وأما الثمانية فليست بمحمودة لقوله تعالى (سبع ليال وثمانية أيام حسوما) وقيل يتقرب من سلطان أو رجل كبير، وقيل إن كان العدد على جماعة معينة وهم ممن يشك فيهم فانهم كذلك لقوله تعالى (سبعة وثامنهم كلبهم).
وأما التسعة فليست بمحمودة لقوله تعالى (تسعة رهط يفسدون في الأرض) وقيل بيان وحجة على الأعداء لقوله تعالى (تسع آيات بينات).
وقال بعضهم ان رأى ذلك من في دينه ضعف فربما دل على أن له ميلا إلى الرافضة.
وأما العشرة فإنها مباركة وحصول مراد ديني ودنيوي لقوله تعالى (وأممناها بعشر) وقوله تعالى (تلك عشرة كاملة) وقيل تمام وكمال في الأمور.
وأما الحادي عشر فهو حصول مراد لقوله تعالى (إني رأيت أحد عشر كوكبا) وقيل اخوان.
وأما الثاني عشر فإنه تأخير في حصول المقصود ثم يحصل فيما بعده لقوله تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) وقيل سنة مخصبة.
وأما الثالث عشر فليست بمحمودة لأنه أنحس أيام الأشهر وعقد الأشهر وعقد أيام مشكلة.
وأما الرابع عشر فإنه محمود وحصول مراد، وقيل فرج بعد شدة.
وأما الخامس عشر فإنه عدم تمام المقصود، وقيل خروج من شدة إلى قضاء وحصول خصب وانتصاف.
وأما السادس عشر فإنه يدل على حصول مراد بطول المدة، وقيل تمام أمر.
وأما السابع عشر فإنه يدل على رجوع ما خرج منه في فساد وعاقبته محمودة، وقيل حج واتمامه.
وأما الثمانية عشر فليست بمحمودة، وقيل اتصال بالملوك والعظماء.
وأما التاسع عشر فخصومة مع الناس لقوله تعالى (عليها تسعة عشر) وقيل أعوان سامعون مطيعون.
وأما العشرون فزيادة قوة وظفر على الأعداء وحصول مراد لقوله تعالى (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين).
وأما الثلاثون فتدل على أنه ان كان له مع أحد خصومة ينفصل بسرعة ويظفر بعدوه لقوله تعالى (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا).
وأما الأربعون فإنه تفسير أمر وحيرة وتيه لقوله تعالى (محرمة عليهم أربعين سنة).
وأما الخمسون فليس بمحمود، وقيل تمام عمر صاحب الرؤيا.
وأما الستون فليس بمحمود فإنه لزوم كفارة لقوله تعالى (أو إطعام ستين مسكينا) وقيل سفر لقوله تعالى (غدوها شهر ورواحها شهر).
وأما السبعون فحصول حاجة بتأخير وحصول خوف من جهة السلطان.
وإن كان العدد شيئا مذروعا فإنه غير محمود لقوله تعالى (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا) وقيل استغفار وتملق لمن لا خير فيه ويغفر الله له لقوله تعالى (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم).
وأما الثمانون فتهمة بزنا ويخاف عليه من جلده لقوله تعالى (فاجلدوهم ثمانين جلدة) وقيل اجتماع وبركة.
وأما التسعون فتدل على أن نسوة من الأكابر يخطبونه ويحصل له منهن منفعة، وإن كان من أهل الولاية يحصل له ذلك لقوله تعالى (تسع وتسعون نعجة) وقيل ضيق وعسر.
وأما المائة فظفر على الأعداء وحصول مراد لقوله تعالى (مائة صابرة يغلبوا مائتين)، وربما دل على تهمة بزنا لقوله تعالى (فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة).
ومن رأى أنه عقدت له مائة من الحبوب فحصول خير وبركة وراحة ومعيشة لقوله تعالى (في كل سنبلة مائة حبة)، وقيل يقدم على جماعة.
وأما المائتان فإنه عدم ظفر على العدو لقوله تعالى (يغلبوا مائتين).
وأما الثلاثمائة فحصول مقصود في مدة مديدة لقوله تعالى (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين).
أما الأربعمائة فظفر على الأعداء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: خير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف.
وأما الخمسمائة فتوقف الأمور.
وأما الستمائة ففرح وحصول مراد.
وأما السبعمائة فصعوبة أمور ولكن يحصل في آخر عمره خير.
وأما الثمانمائة فتدل على حصول ظفر وقوة.
وأما التسعمائة فتدل على ظفر الأعداء عليه.
وأما الألف فحصول قوة وظفر ونصره لقوله تعالى (وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله).
وأما الألفان فليسا بمحمودين.
وأما الثلاثة آلاف فإنها تدل على حصول ظفر وقوة لقوله تعالى (بثلاثة آلاف من الملائكة مسومين).
وأما الأربعة آلاف فإنها تدل على حصول نصرة وظفر.
وأما الخمسة آلاف فإنها بركة وفرح لقوله تعالى (خمسة آلاف).
وأما الستة آلاف فإنها تدل على الظفر وحصول المراد.
وأما السبعة آلاف فإنها تدل على توسط حاله من جهة المعيشة وقال بعضهم تعقد عليه أموره.
وأما الثمانية آلاف فإنها تدل على انتظامه.
وأما التسعة آلاف فمحمودة.
وأما العشرة آلاف فإنها تدل على حصول الظفر والنصرة.
وأما العشرون ألفا فإنه يغلب ويظفر على أعدائه.
وأما الثلاثون ألفا فإنه يدل على حصول ظفر بعد مدة طويلة.
وأما الأربعون ألفا فإنه يدل على النصرة.
وأما الخمسون ألفا فإنه يدل على تعب ومشقة وتوقف وعجز في التدبير لقوله تعالى (كان مقداره خمسين ألف سنة).
وأما الستون ألفا فإنه يدل على حصول مراد بعد تعب.
وأما الثمانون ألفا فإنه يدل على الظفر والنصرة.
وأما التسعون ألفا فحصول الظفر لأعدائه.
أما المائة ألف وأكثر فحصول المآب لقوله تعالى (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون).
ومن رأى أنه يعد عددا كثيراً بكفه فإنه يندم على نفقة ينفقها لقوله تعالى (فأصبح يقلب كفيه).
ومن رأى أنه يعد عددا أو يعد له فإن كان ممن يقتضي منصب إمرته فإنها تحصل له ويكون أميرا بقدر عدده، مثلا إن عد عشرة فيؤمر على عشرة، وإن عد أربعين فيكون أميرا على أربعين، وإن عد مائة يكون أمير مائة في المشهور، وإن عد مائتين أو ألوفا فربما دل على كفالة أو مقدمة على جيوش، وإن عد قليلا فتكون الامارة ما بينهما، وأما ان كان ممن يقتضي مناصب دينية فإنه محمود له وثبات في حكمه لأن العدد لأصحاب ذلك لا يكون إلا لمستمر الولاية، وإن كان من أصحاب المناصب الديوانية فيدل على جمع المال وكثرة الحساب والعدد من حيث الجملة بجميع الناس محمود إلا لمن يكون عليه مطالبة.
رؤيا الخضاب
وأما الخضاب بالحناء وغيرها فقال الكرماني رؤيا الحناء إذا كان في وعاء فهو مال وبشارة.
ومن رأى أنه حنى يديه أو رجليه فإنه يزين أهل بيته واقربائه، وربما كان فسادا في الدين، وقيل انه يغطي أمور تتعلق بأهله، وإن كان ليس من شأنه شيء من ذلك فإنه حصول غم وهم ثم يجد الفرج قريبا، وإن كانت الحناء في لحيته فإنه يؤول على ثلاثة أوجه اخفاء الأعمال والطاعات وستر الفقر عن الناس وكبر السن والوقار والخفارة والجهاد في سبيل الله، وإن كانت امرأة فإنها تكون حيلية مكارة، وقيل مصلحة في أمر زوجها، وإن كان بشيء غير الحناء مما يكره في الشريعة فلا خير فيه إلا للعرائس، وقيل ان ذلك أيضاً ليس بمحمود لأنه نوع من الفرح.
ومن رأى أنه اختضب ولم يعلق الخضاب فإنه يغطي من حاله ما يشتهر للناس، فإن علق الخضاب ستر الله عليه ومن رأى أنه يختضب بطين أو ما أشبه ذلك فإنه يغطي حاله بمحال أو يصيبه مكروه ويخرج منه.
ومن رأى أنه يختضب بمكان لا يقتضي خضابه فهو على وجهين إما زينة لمن ينسب إليه ذلك العضو من النسوة، وإن كان من الرجال فأمر يكره إلا أن يكون لأجل ألم فلا بأس به والله تعالى أعلم بالصواب.
أما العداوة فإنها تدل على المودة.
ومن رأى أن بينه وبين أحد عداوة فإنه يكون بينهما مودة لقوله تعالى (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة).
ومن رأى أن بينه وبين أحد عداوة وهو يصبر لها ويدافع بالتي هي أحسن فإنه يدل على ان ذلك الرجل يصير صديقا ناصحا في المودة لقوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)
وأما الاحسان فهو محمود خصوصا ان كان للعدو فإنه ظفر به.
وقيل رؤيا الاحسان تدل على علو المنزلة والقوة في الدين بقدر ما أحسن وخلاصه من عذاب الآخرة.
وقال بعضهم من رأى أنه يحسن فإنه يدل على إخلاصه في التوحيد والموت على الاسلام ومجازاته من الله تعالى بالجنة لقوله تعالى (هل جزاء الإحسان إلى الإحسان)
وأما التقوى فإنها السبب الاقوى. ورؤيا أهل التقوى خير فمن رأى أنه سلك طريق شيء من ذلك فإنه يسلك الطريق المجيدة ويكون الله تعالى معه في جميع أحواله لقوله تعالى (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)
وأما المعصية فتعبيره ضد ذلك. وربما دلت رؤية من يرتكب شيئا من ذلك على خلل الأمور وانعكاس الأحوال إلا أن يكون من أهل التقوى وتعبير رؤياه بالضد،
وأما السكينة فإنها محمودة لأنها من السكون، وربما دل على السكنى وعدم الحركة فيما لا يحصل به نتيجة، وربما دلت على الضد،
وأما الجريان والعدو سواء كان راكبا أو ماشيا فإنه يدل على الحرص والطمع فإن رأى أنه وقف من جريه أو عدوه فإنه قنوع لا يميل إلى الطمع.
ومن رأى أنه يعدو أو يجري وعرف الامر الذي يطلبه فإنه يدركه عاجلا ويظفر به فإن كان راكبا فإنه يدل على تجديد سفر وقال ان نوى السفر ورأى ذلك يتعوق عنه وأما المشي وسلوك الطريق فيؤول على أوجه.
قيل من رأى أنه يمشي أو تمشي به دابة رويدا رويدا فإنه عز وشرف.
ومن رأى أنه يمشي في تراب فإنه يحصل مالاً عاجلاً أو إن مشى في رمل فإنه في شغل شاغل، وإن مشى على شوك وآلمه فإنه يصاب في بعض أهله.
ومن رأى أنه يمشي في طريق قاصدا مجتهدا فإنه على منهاج الحق والدين وشرائع الاسلام، وربما دل على صلاح نفسه في دين أو دنيا.
ومن رأى أنه ضل عن الطريق أو زاغ عنها فإنه يضل عن الحق ومنهاج الصواب في دينه أو دنياه بقدر ما ضل عن الطريق فإن أصاب الطريق بعد ما ضل أصاب صلاح نفسه، وإن لم يصب الطريق تعسر ذلك عليه.
ومن رأى أنه متحير في طريقه فإنه متحير في طلبه وصلاح نفسه.
ومن رأى أنه في طريق مختلف لا يهتدي إليه فإنه على بدعة في دينه أو على طلب عذر من أمره فإن انفتح له الطريق أصاب رشدا ونال طلبه.
ومن رأى أنه سلك طريقا مظلما فإنه ضلالة في دينه.
ومن رأى أنه يخرج من ظلام إلى نور فإنه يخرج من الضلالة إلى الهدى.
ومن رأى أنه يمشي في طريق فاعترض له ما يحول بينه وبين الطريق من حيوان أو جماد أو نبات فإنه قد بلغ آخر أمره ومطلبه واستقامة الطريق استقامة الدين.
ومن رأى أنه يمشي في الطريق فلا يتعب فإنه يدل على خلاص حقه ممن يتعين في وجهه فإن تعب يكون خلاصه بصعوبة.
ومن رأى أن أحداً استدله من الطريق المستقيم إلى غيره فإن كان له على أحد دين فإن المديون يحتال عليه ويسوفه فإن لم يكن له دين على أحد فإنه يغويه إلى المعصية والخطأ.
ومن رأى أنه يمشي في طريق مظلم وأشكل عليه الطريق وهو يعتقد أنه على الاستقامة فإنه يرجى له الهداية.
ومن رأى طريقا متشعبا وهو لا يدري إلى أيها يذهب فإنه يتحير في دينه ويصاحب من لا دين له.
ومن رأى أنه سالك في طريق ثم مال عنه بقصد فإنه يحتال على عدوه ويخدعه.
ومن رأى أنه كان سالكا في طريق ورأى ذا أبهة فرجع بسببه فإنه يرتكب ما يحصل به نقص في دينه.
ومن رأى أنه سلك في طريق ورأى امرأة فمال عن الطريق فإن الدنيا تكون خدعته.
ومن رأى أنه يمشي في طريق مخفي بالظن فإنه يبتدع في دينه ويكون مغرورا في شغله.
ومن رأى أنه أضل رجلاً طريقه فإنه يدل على فساد دينه لقوله تعالى (وقد خاب من دساها).
ومن رأى أنه تاه عن الطريق فربما يتقرب، وإن رأى أن أحداً دله على الطريق فإنه يدله ويوضع له ما أشكل عليه.
ورؤيا الطريق تؤول على خمسة أوجه دين ومراد وفعل حسن وخير وبركة وراحة.
وأما السقوط فمن رأى أن أحداً سقط عليه فإنه يظفر به عدوه.
ومن رأى أنه سقط من مكان عال مثل الجبل أو الحائط وما أشبه ذلك فإنه يدل على عدم إتمام المقصود.
ومن رأى أنه سقط من ضربة فإنه حصول مصيبة، وإن زل قدمه فكذلك.
ومن رأى أنه خر على وجهه فإنه ان لم ينو به السجود فلا خير فيه، وإن كان في خصومة أو حرب أو منازعة لم يظفر.
ومن رأى أنه سقط من سقف أو حائط أو شجر أو جبل أو نحو ذلك فإن الأمر الذي هو فيه لا يتم له ولا يبلغ منه ما يريده بامتناع ذلك عليه ولا يتم له ما يرجوه ولا يبلغ منه ما يريد، وقد يدل على السقوط لمن عنده خلل في دينه على انهماكه في المعاصي والفتن والأعمال المضلة.
ومن رأى أنه سقط في مسجد أو روضة وما أشبه ذلك وكان بسبب فعل خير أو كان قاصده فإنه دال على ترك الذنوب والمعاصي والاقلاع عن البدع والأهواء. ومن رأى أنه سقط فإنه ليس بمحمود،
وأما الصعود فما كان منه إلى السماء فقد تقدم الكلام عليه في بابه وفصله وكذلك يأتي كل شيء في بابه،
وأما تعبير الصعود جملة ما لم يكن مستويا فهو محمود،
وأما الهبوط فتقدم الكلام أيضاً فيه إذا كان من السماء، وربما كان نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم هبط بعد أن عرج إليها ولم ينقص من شرفه بل زاد شرفه وإذا رأى الهبوط من غير ذلك يأتي ما يدل عليه كل شيء في بابه وفصله.
وقال بعض المعبرين أكره الهبوط لما جربته مرارا فلم أجده محمودا، وربما كان ضعيفا وهبوطا عن القوة، وأما الاتكاء فإنه يدل على التهاون بالأمور، وربما دل على الرياسة لأنه من شأنهم، وأما الزلق فلا خير فيه سواء وقع أو لم يقع.
ومن رأى أنه زلق ووقع اصابته مصيبة، وإن لم يقع أصابه هم وغم، وأما القيام فهو نهوض الأمر.
قيل من رأى أنه قام لأمر فيه دلالة على الخير فإنه ينهض لأمر يحصل منه نتيجة، وإن رأى ضد ذلك فتعبيره ضده.
وأما القعود فقال بعض المعبرين أحب القعود على ما كان مرتفعا وقد جربت ذلك مرارا.
وقال ابن سيرين في المعنى عجبت لمن يعلو على الأرض انملة كيف لا يعلو ذراعا خصوصا ان كان على ما يحسن القعود على مثله في اليقظة.
ومن رأى أنه قعد على الأرض فإنه ثبات في أمره.
وأما الهدية فمن رأى أنه يهدي هدية لأحد وكان نوعها محبوبا فهو صلاح للفاعل والمفعول وكل ينال من صاحبه ما يريده، وإن كان نوع ذلك مكروها فإنه ينال كل منهم من الآخر ما يكرهه.
وقيل من رأى أنه أهدى إليه هدية فإنه يتزوج امرأة طيبة.
ومن رأى أنه أهدى إليه هدية من شيخ أو عجوز فإنه محمود، وإن كان من شاب أو شابة فبخلافه.
وقال بعضهم من رأى أنه أهدى لأحد هدية فردها عليه فإنه يدل على حصول كلام بينهما يكره مثله، وربما كان يرجو منه شيئا.
وأما الهبة فقال أبو سعيد من رأى أنه وهب لأحد هبة فإنه يتفضل عليه إلا هبة العبد فإنه يرسل إليه عدوا، وأما اللجاجة فإنها غير محمودة، وقيل انها فرار.
فمن رأى كأنه يلج في أمر فإنه يفر من أمر هو فيه كائنا ما كان من ولاية أو رياسة أو تجارة أو صناعة أو خصومة،
وأما المصالحة فإنها محمودة.
فمن رأى أنه يدعو غريمه إلى مصالحة من غير قضاء دين فإنه عدو ضال إلى الهدى ومصالحة الغريم على شرط المال نيل خير لقوله تعالى (والصلح خير) وأما الاختبار فإنه أمر يطلب قاصده كشفه.
فمن رأى أنه يختبر أحداً فإنه يقصد أن يفهم ما هو عليه فتعبيره في ذلك ما يظهر منه خيرا أو شرا،
وأما الاستشارة فإنها أمانة.
ومن رأى أنه يستشير أحداً فإنه يأتمنه على أمانة لقوله عليه السلام: المستشار مؤتمن.
وأما استراق السمع فليس بمحمود، وقيل يرتكب ما لا ينبغي له، وربما دل على حصول ما يكره.
وقال بعضهم استراق السمع يؤول على أربعة أوجه خيانة وخوف ومعصية وسماع أمر مكروه، وأما الانتظار قال بعض المعبرين انه هم وغم.
فمن رأى في ذلك ما يحب مثله فلا بأس، وإن رأى ما يكرهه فضد ذلك، وقال بعض المعبرين من رأى أنه ينتظر أمرا فإنه يكون طويل الأمل وأما الاشتياق فإنه يدل على الغربة، وربما دل على فراق محبوب.
وأما البرهان فإنه يدل على الخصومة.
فمن رأى أنه أتى ببرهان على شيء فإنه في خصومة مع انسان وتكون الحجة على خصمه لقوله تعالى (قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين) وأما التدلي فإنه يدل على الورع.
فمن رأى أنه تدلي من مكان مرتفع إلى سطح أو أرض سواء كان بحبل أو غيره فإنه يتورع في أحواله ويزهد عن أحوال الدنيا، وأما التعزية فهي أمن.
فمن رأى كأنه عزى أحداً مصابا فله مثل ماله من الأمن لقوله عليه الصلاة والسلام: من عزى مصابا فله مثل أجره وأجر الله تعالى مقتضى الامن.
ومن رأى أن أحداً يعزيه فإنه ينال بشارة لقوله تعالى (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).
وأما تغيير الاسم فعلى وجهين فإن دعي بغير اسمه وكان الاسم دون اسمه فإنه يظهر به عيب فاحش أو مرض فادح، وإن دعي باسم أحسن من اسمه سواء كان ظاهرا أو مشتقا من معنى حسن فإنه يدل على أنه ينال عزا وشرفا ورفعة على حسب قافية الاسم.
وقيل إن كان الاسم منسوبا إلى الله تعالى بالعبودية كعبد الله وما أشبهه فإنه من عناية الله ونصره.
وإن كان على مسمى تقدم كمحمد ويونس وما أشبه ذلك فيؤول على وجهين فإن كان من أهل الدين والصلاح فبشارة وخير، وإن كان من أهل الفساد والمعصية فيدل على وعيد واستهزاء.
وإن نودي ببعض أسماء الأسقاط من البدو والجهلة كجربوع وصميدة وفهيد وما أشبه ذلك فإنه يدل على الجهل وكثرة الفساد.
وإن نودي بما يسمى به اليهود والنصارى كعريان وحنا وشميلة وما أشبه ذلك فيخاف عليه من سوء الحياة والممات، هذا إذا كان القائل ممن يقبل قوله في اليقظة، وإن كان ممن لا يقبل قوله فلا يعتبر قوله، وأما تزكية المرء نفسه فإنها تدل على اكتساب ماثم وهو لا يصدق لقوله تعالى "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى".
فمن رأى كأن شابا حسنا يزكيه فإنه مذمة عدو، وإن زكاه شيخ فإنه يصيب ذكرا حسنا، وإن كان الشيخ مجهولا ينال بسببه رياسة وأما تزكية الكهل ففقر.
ومن رأى أنه يزكي أحداً معروفا فتعتبر الهيئتان كما تقدم، وأما الثبور فلا خير فيه لأنه مذموم في القرآن لقوله عز وجل إخباراً عن الكافرين (لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً)،
وأما التهاون فلا خير فيه في جميع الأحوال.
وأما التهاون بالكفار فمحمود، والتهاون بالمؤمن مذموم.
فمن رأى أن أحداً تهاون به فإنه يظهر عليه.
وأما الثناء فعلى وجهين ان كان من صديق فهو محمود، وربما يحصل من قبله خير، وإن كان من عدو فهو استهزاء به، وربما تنقلب العداوة مودة.
وأما التناول فإن كان من غيره له وكان المدفوع له حسنا فهو خير ونعمة، وإن كان مذموما تأباه النفس فضده، وإن تأول هو شيئا لغيره فنظير ذلك، وأما الحراسة فأمان وثناء حسن.
فمن رأى أن أحداً يحرسه فإنه يأمن، وإن حرس أحداً فإنه يرزق الجهاد، وقيل الحارس والمحروس يكونان آمنين من شر الشيطان وكيده، وأما الحلف إذا كان صدوقا فيه فإنه ظفر وقول حق، وربما كان زيادة في العبادة والمحبة لله تعالى، وإن كان كذوبا فيه فيدل على الخذلان والذلة، وقيل معصية وفقر لقوله تعالى (ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الله لهم عذابا شديدا)
وأما الشغل فإنه يدل على النكاح، وربما كان تزوج بكر لقوله تعالى (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون) قيل افتضاض الابكار،
وأما السؤال فإنه يدل على التواضع والاجتهاد في طلب العلم، وقال آخرون ان كان الأمر من أمور الدين فمحمود، وإن كان للدنيا فليس بمحمود.
وأما الطلب فمن رأى أنه يطلب شيئا ويجد في طلبه فإنه ينال مناه كما قيل من حث في طلب شيء ناله أو بعضه، وأما الشفاعة فهي زيادة المروءة.
ومن رأى أنه يشفع في انسان فإنه يدل على عزيز مروءته وارتفاع مرتبته وحصول أجر وثواب.
وإن رأى أحداً يشفع فيه فاما ان يكون مذنبا أو مظلوما.
وأما العلو فيؤول على وجهين إن كان من أهل التقوى والخير فإنه جيد في حقه، وإن كان من أهل الفسق والفساد فإنه ان علا وارتفع على أحد فإنه يدل على أنه يعلو في الدنيا ثم يهان ويذل لقوله تعالى إخبارا عن فرعون (إن فرعون علا في الأرض).
وإن رأى مع ذلك عظما فصارت جثته أعظم من جثث الناس فإنه يدل على موته، وأما العفو فمحمود لأنه من أعمال البر والفلاح.
فمن رأى أنه عفا عن مذنب ذنبا يعمل عملا يغفر الله له لقوله تعالى (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم).
ومن رأى أنه عفا عن مذنب فأجره على الله لقوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) وأما العلم الناقص فيدل على الاياس من الوجود ووقوع الحذر في الرؤيا، وأما العقد فهو على أنواع متعددة.
فمن رأى أنه عقد عقدة في قميصه فإنه يدل على عقد التجارة، والعقد على الحبل صحة دين، وعلى المنديل اصابه خادم، وعلى السراويل تزويج امرأة، وعلى الخيط ابرام أمر هو فيه من ولاية أو تجارة أو تزويج.
فإن رأى عقدة على شيء من هذه الأشياء من غير أن يعقدها فإنها تدل على ضيق عقد من قبل السلطان.
فإن رأى انها انحلت بنفسها فإن الله يفرج عنه من حيث لا يحتسب.
وقال بعضهم أكره رؤيا العقد على شيء وأحب حل العقدة فإن العقدة من الهم وحلها من الفرج.
وأما عقد الشيء على ما يخاف ذهابه أو سقوطه من أي نوع كان فيه فإنه محمود وكذلك الاعتقال لقوله عليه السلام: اعقل وتوكل.
وأما التمرجح فمن رأى أنه في مرجوحة فإنه يلعب بدينه، وربما دلت المرجوحة على الرجحان.
وأما اللوم فمن رأى أنه يلوم غيره على أمر فإنه يفعل مثل ذلك فيستحق اللوم لما قيل في المعنى: كم لائم قد لام وهو ملام.
ومن رأى أنه يلوم نفسه على أمر قد فاته فإنه يدخل في أمر مشوش يلام عليه ثم يذهبه الله عنه ويسر به لقوله تعالى: (إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي).
وأما العتاب فيدل على المحبة لأنه لا يعتب إلا من يحب لقول بعضهم: وما عتبي إلا على من أحبه وليس على من لا أحب عتاب.
أما اجتماع الشمل فهو دليل الزوال لقوله تعالى (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت).
وقال بعض المعبرين رؤيا اجتماع الشمل تدل على الفرح والسرور لأنها دعوة بين الناس.
وأما الرهن فإنه يؤول على وجهين إما حاجة وإما طمع، فمن رأى أن أحداً رهن عنده شيئا فإنه يحتاج إليه.
ومن رأى أنه رهن نفسه فإنه يكتسب ذنوبا لقوله تعالى (كل نفس بما كسبت رهينه)، وقيل لا خير في الرهن لما قاله بعضهم من أراد أن يعش نظيفا لا يرهن شيئا ولا يسلف.
وأما البيع ففيه خلاف منهم من قال انه خير من الشراء وقال آخرون الشراء أحسن وقد تقدم البيع والشراء في باب الخدم والعبيد.
وأما الإجارة فالمستأجر في التأويل مخادع لمن يستأجر منه ويغره ويحثه على أمر وإذا خدعه تبرأ منه وتركه.
وأما الشركة فإنها تدل على الانصاف فمن رأى أنه شارك أحداً فإنه يعامله.
وقال بعض المعبرين أكره رؤيا الشركة لأن المثل السائر بين الناس الشركة أربعة أحرف، فإذا رفعت الهاء بقيت شرك وإذا رفعت الكاف بقيت شر فلا خير فيها من حيث الجملة.
تأويل العدد
وأما العدد فمختلف فيه باختلاف المعدود
فإن رأى أنه يعد دراهم فيها اسم الله تعالى فإنه يستفيد علما فإن كان فيها صورة منقوشة فإن يشتغل بالباطل في الدنيا.
وإن رأى كأنه يعد لؤلؤا فإنه يتلو القرآن.
وإن رأى أنه يعد خزفا فإنه يشتغل في الخفاء.
وإن رأى أنه يعد بقرا عجافا فإنه يمر عليه سنون جدبة، وإن كانت سمانا فإنه بضد ذاك.
وإن رأى أنه يعد جمالا مع جوالقها فإن كان سلطانا أو من يقوم مقامه فإنه يصيب من أعدائه أموالا قيمتها توافق حمل الجمالات، وإن كان دهقانا مطر زرعه، وإن كان تاجرا نال ربحا كثيرا.
ومن رأى أنه يعد عددا من الأعداد فإن لكل عدد تأويلا قالوا الواحد توحيد وإيمان بالله عز وجل، والاثنان أبوان أو شاهدا عدل على تصديق الرؤيا والثلاثة وعد صادق لقوله تعالى (ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) والأربعة دعاء مستجاب ومال مجموع، وربما يكون تزويجا، والخمسة دولة مقبلة، وربما يكون الخمس صلوات فإن نقص منها شيئا فهو نقصان في الصلاة.
وقال أيضاً عدد الواحد مبارك، والاثنين خلاص من بلاء وظفر على الأعداء لقوله تعالى (ثاني اثنين إذ هما في الغار).
والثلاثة ليست بمحمودة.
والأربعة مباركة وخير لقوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم).
ورؤيا الخمسة جيدة حميدة.
وأما الستة فهي فعل شيء فيه نتاج لقوله تعالى (خلق السموات والأرض في ستة أيام) وربما كان كلاما حسنا يقيمه صاحب الرؤيا أو اتمام أمر والفراغ من شيء.
وأما السبعة فليست بمحمودة لقوله تعالى (لها سبعة أبواب) وقيل زين أو حج، وربما دلت على الهم في تلك الأيام لحالها.
وقيل ان رأت ذلك امرأة وهي حبلى فإنها تخلص لأن المطلقة إذا ولدت أقامت سبعة ايام.
وأما الثمانية فليست بمحمودة لقوله تعالى (سبع ليال وثمانية أيام حسوما) وقيل يتقرب من سلطان أو رجل كبير، وقيل إن كان العدد على جماعة معينة وهم ممن يشك فيهم فانهم كذلك لقوله تعالى (سبعة وثامنهم كلبهم).
وأما التسعة فليست بمحمودة لقوله تعالى (تسعة رهط يفسدون في الأرض) وقيل بيان وحجة على الأعداء لقوله تعالى (تسع آيات بينات).
وقال بعضهم ان رأى ذلك من في دينه ضعف فربما دل على أن له ميلا إلى الرافضة.
وأما العشرة فإنها مباركة وحصول مراد ديني ودنيوي لقوله تعالى (وأممناها بعشر) وقوله تعالى (تلك عشرة كاملة) وقيل تمام وكمال في الأمور.
وأما الحادي عشر فهو حصول مراد لقوله تعالى (إني رأيت أحد عشر كوكبا) وقيل اخوان.
وأما الثاني عشر فإنه تأخير في حصول المقصود ثم يحصل فيما بعده لقوله تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) وقيل سنة مخصبة.
وأما الثالث عشر فليست بمحمودة لأنه أنحس أيام الأشهر وعقد الأشهر وعقد أيام مشكلة.
وأما الرابع عشر فإنه محمود وحصول مراد، وقيل فرج بعد شدة.
وأما الخامس عشر فإنه عدم تمام المقصود، وقيل خروج من شدة إلى قضاء وحصول خصب وانتصاف.
وأما السادس عشر فإنه يدل على حصول مراد بطول المدة، وقيل تمام أمر.
وأما السابع عشر فإنه يدل على رجوع ما خرج منه في فساد وعاقبته محمودة، وقيل حج واتمامه.
وأما الثمانية عشر فليست بمحمودة، وقيل اتصال بالملوك والعظماء.
وأما التاسع عشر فخصومة مع الناس لقوله تعالى (عليها تسعة عشر) وقيل أعوان سامعون مطيعون.
وأما العشرون فزيادة قوة وظفر على الأعداء وحصول مراد لقوله تعالى (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين).
وأما الثلاثون فتدل على أنه ان كان له مع أحد خصومة ينفصل بسرعة ويظفر بعدوه لقوله تعالى (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا).
وأما الأربعون فإنه تفسير أمر وحيرة وتيه لقوله تعالى (محرمة عليهم أربعين سنة).
وأما الخمسون فليس بمحمود، وقيل تمام عمر صاحب الرؤيا.
وأما الستون فليس بمحمود فإنه لزوم كفارة لقوله تعالى (أو إطعام ستين مسكينا) وقيل سفر لقوله تعالى (غدوها شهر ورواحها شهر).
وأما السبعون فحصول حاجة بتأخير وحصول خوف من جهة السلطان.
وإن كان العدد شيئا مذروعا فإنه غير محمود لقوله تعالى (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا) وقيل استغفار وتملق لمن لا خير فيه ويغفر الله له لقوله تعالى (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم).
وأما الثمانون فتهمة بزنا ويخاف عليه من جلده لقوله تعالى (فاجلدوهم ثمانين جلدة) وقيل اجتماع وبركة.
وأما التسعون فتدل على أن نسوة من الأكابر يخطبونه ويحصل له منهن منفعة، وإن كان من أهل الولاية يحصل له ذلك لقوله تعالى (تسع وتسعون نعجة) وقيل ضيق وعسر.
وأما المائة فظفر على الأعداء وحصول مراد لقوله تعالى (مائة صابرة يغلبوا مائتين)، وربما دل على تهمة بزنا لقوله تعالى (فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة).
ومن رأى أنه عقدت له مائة من الحبوب فحصول خير وبركة وراحة ومعيشة لقوله تعالى (في كل سنبلة مائة حبة)، وقيل يقدم على جماعة.
وأما المائتان فإنه عدم ظفر على العدو لقوله تعالى (يغلبوا مائتين).
وأما الثلاثمائة فحصول مقصود في مدة مديدة لقوله تعالى (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين).
أما الأربعمائة فظفر على الأعداء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: خير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف.
وأما الخمسمائة فتوقف الأمور.
وأما الستمائة ففرح وحصول مراد.
وأما السبعمائة فصعوبة أمور ولكن يحصل في آخر عمره خير.
وأما الثمانمائة فتدل على حصول ظفر وقوة.
وأما التسعمائة فتدل على ظفر الأعداء عليه.
وأما الألف فحصول قوة وظفر ونصره لقوله تعالى (وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله).
وأما الألفان فليسا بمحمودين.
وأما الثلاثة آلاف فإنها تدل على حصول ظفر وقوة لقوله تعالى (بثلاثة آلاف من الملائكة مسومين).
وأما الأربعة آلاف فإنها تدل على حصول نصرة وظفر.
وأما الخمسة آلاف فإنها بركة وفرح لقوله تعالى (خمسة آلاف).
وأما الستة آلاف فإنها تدل على الظفر وحصول المراد.
وأما السبعة آلاف فإنها تدل على توسط حاله من جهة المعيشة وقال بعضهم تعقد عليه أموره.
وأما الثمانية آلاف فإنها تدل على انتظامه.
وأما التسعة آلاف فمحمودة.
وأما العشرة آلاف فإنها تدل على حصول الظفر والنصرة.
وأما العشرون ألفا فإنه يغلب ويظفر على أعدائه.
وأما الثلاثون ألفا فإنه يدل على حصول ظفر بعد مدة طويلة.
وأما الأربعون ألفا فإنه يدل على النصرة.
وأما الخمسون ألفا فإنه يدل على تعب ومشقة وتوقف وعجز في التدبير لقوله تعالى (كان مقداره خمسين ألف سنة).
وأما الستون ألفا فإنه يدل على حصول مراد بعد تعب.
وأما الثمانون ألفا فإنه يدل على الظفر والنصرة.
وأما التسعون ألفا فحصول الظفر لأعدائه.
أما المائة ألف وأكثر فحصول المآب لقوله تعالى (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون).
ومن رأى أنه يعد عددا كثيراً بكفه فإنه يندم على نفقة ينفقها لقوله تعالى (فأصبح يقلب كفيه).
ومن رأى أنه يعد عددا أو يعد له فإن كان ممن يقتضي منصب إمرته فإنها تحصل له ويكون أميرا بقدر عدده، مثلا إن عد عشرة فيؤمر على عشرة، وإن عد أربعين فيكون أميرا على أربعين، وإن عد مائة يكون أمير مائة في المشهور، وإن عد مائتين أو ألوفا فربما دل على كفالة أو مقدمة على جيوش، وإن عد قليلا فتكون الامارة ما بينهما، وأما ان كان ممن يقتضي مناصب دينية فإنه محمود له وثبات في حكمه لأن العدد لأصحاب ذلك لا يكون إلا لمستمر الولاية، وإن كان من أصحاب المناصب الديوانية فيدل على جمع المال وكثرة الحساب والعدد من حيث الجملة بجميع الناس محمود إلا لمن يكون عليه مطالبة.
رؤيا الخضاب
وأما الخضاب بالحناء وغيرها فقال الكرماني رؤيا الحناء إذا كان في وعاء فهو مال وبشارة.
ومن رأى أنه حنى يديه أو رجليه فإنه يزين أهل بيته واقربائه، وربما كان فسادا في الدين، وقيل انه يغطي أمور تتعلق بأهله، وإن كان ليس من شأنه شيء من ذلك فإنه حصول غم وهم ثم يجد الفرج قريبا، وإن كانت الحناء في لحيته فإنه يؤول على ثلاثة أوجه اخفاء الأعمال والطاعات وستر الفقر عن الناس وكبر السن والوقار والخفارة والجهاد في سبيل الله، وإن كانت امرأة فإنها تكون حيلية مكارة، وقيل مصلحة في أمر زوجها، وإن كان بشيء غير الحناء مما يكره في الشريعة فلا خير فيه إلا للعرائس، وقيل ان ذلك أيضاً ليس بمحمود لأنه نوع من الفرح.
ومن رأى أنه اختضب ولم يعلق الخضاب فإنه يغطي من حاله ما يشتهر للناس، فإن علق الخضاب ستر الله عليه ومن رأى أنه يختضب بطين أو ما أشبه ذلك فإنه يغطي حاله بمحال أو يصيبه مكروه ويخرج منه.
ومن رأى أنه يختضب بمكان لا يقتضي خضابه فهو على وجهين إما زينة لمن ينسب إليه ذلك العضو من النسوة، وإن كان من الرجال فأمر يكره إلا أن يكون لأجل ألم فلا بأس به والله تعالى أعلم بالصواب.