بّسم الله الرّحمن الرّحيم موسوعة تفسير الأحلام تأويل الاشارات في علم العبارات تأويل رؤيا الحبوب والأطعمة والأشربة والخمور والسكر وقصبه وعسل النحل ● [ أولآ: تأويل رؤيا ] ● الحبوب والتبن والدقيق وما يعمل منه
فصل في رؤيا أنواع الحبوب أما الأرز فيؤول بالمال، فمن رأى أنه يأكل أرزا فإنه يؤول بحصول مال بتعب وتعسير وجمعه أو خزنه أبلغ لكونه أكثر ومطبوخه أقل، وإذا أضيف إليه لبن فليس بمحمود. قال أبو سعيد الواعظ الأرز مال مجموع فيه نصب ومشقة، وقيل طبخ الأرز مال ينمو ويكثر. ومن رأى أنه يقشر الأرز فإنه يجتهد في اتقاء مال من الشبهات، وأما الشعير فإنه مال، وربما كان دراهم لبياضه. فمن رأى أنه أصاب شيئا منه فإنه يصيب مالا. ومن رأى أنه أكل شعيرا يابسا أو رطبا أو مقليا فإنه يصيب خيرا وهو صالح على كل حال. ومن رأى أنه أهدى إليه شعيرا فإنه ينال قوة وصحة جسم ويصيب خيرا. ومن رأى أن له شعيرا وقد فسد فلا خير فيه، وإن وجده قد خلط بتراب فإنه يرخص. وقال أبو سعيد الواعظ الشعير مال في صحة البدن أو ولد قصير العمر فمهما رأى في ذلك يعبر فيما ذكر على قدر ما يقضيه. وقال جعفر الصادق الشعير مال كثير يحصل بالرفق وبيع الشعير يؤول على أن الرائي يختار الدنيا على الآخرة، وأما القمح فإنه مال، وربما كان ذهبا. فمن رأى أنه أصاب قمحا فإنه يصيب ذهبا. ومن رأى أنه يأكل قمحا فإنه فاضل ناسك. ومن رأى أنه يأكل قمحا يابسا أو مطبوخا فلا خير فيه. ومن رأى أن فمه أو بطنه أو جلده ملآن قمحا يابسا فإن عمره قد نفذ فليتق الله. ومن رأى أنه ادخر قمحا ثم أصابه ما أفسده فإنه يحصل مالا ثم لا يجد منه منفعة. وقال إسماعيل بن الأشعث رائي أكل القمح الرطب يرزق توفيقا للطاعات والأشغال الحميدة. ومن رأى أنه يأكل قمحا يابسا أو محمصا فإنه لا خير فيه على أي وجه كان. ومن رأى أنه باع قمحا بثمن قليل فهو جيد في حقه، وإن باعه غاليا فإنه نقص في دينه. ومن رأى أنه يفرق قمحا سواء كان بثمن أو هبة ولم يأخذ له عوضا فإنه صالح إلى العامة. وقال جعفر الصادق رؤيا أكل القمح على ثلاثة أوجه للمتولي عزل ولغيره مضرة وغربة. وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يشتري الحنطة فإنه يدل على اصابة مال مع زيادة العيال. وأما الذرة فتؤول برزق من قبل اليمن، وربما كانت رجلاًمن ذلك المكان والبيع منها ليس بمحمود. وأما الدخن فمال يحصل بتعب ومشقة والبيع فيها نظير الذرة وأكله مذموم. وقال الكرماني الدخن مال قليل سواء كان كثيراً أو قليلا مجموعا أو غير مجموع مطبوخا أو غير مطبوخ، وأما الحمص فإنه غم وهم وتشويش سواء كان رطبا أو يابسا مطبوخا أو غير مطبوخ، وإذا كان مع شيء غيره فهو أخف. وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الحمص الحار تدل على القبلة فيما لا ينبغي. وحكي في المعنى أن رجلاًجاء إلى ابن سيرين فقال له: رأيت كأنني أكلت حمصا حارا فقال له قبلت زوجتك في رمضان وأنت صائم قال نعم. وأما العدس فهو جيد لأن ابن سيرين أحبه لأنه سماط خليل الرحمن عليه السلام. وقال الكرماني رؤيا أكل العدس ليست بمحمودة لأن قوم موسى عليه السلام لما حصل لهم الملل من أكل المن والسلوى سألوا الله في انبات العدس فعاتبهم الله على ذلك. وقال جابر المغربي رؤيا أكل العدس حصول مال من جهة النسوة خصوصا ان كان غير مطبوخ، وإذا كان غير مطبوخ وأكل منه فهو غم، وأما ادخاره فليس بمحمود على أي وجه كان. وأما القرطم فهو مال حلال من جهة أقوام أشراف وأكله فيه خلاف فمنهم من شكره ومنهم من ذمه، وربما كان دراهم لبياضه ولا بأس بجمعه. وأما السمسم فإنه يؤول بالمال المتزايد، فمن رأى أنه أخذ من أحد سمسما فإنه يصل إليه منفعة بقدر ذلك. وقال الكرماني السمسم مال تاجر، وإن كان عتيقا أو متغير الطعم واللون فإنه مال حرام، وربما كان هما وغما. وأما حب الفول فليس بمحمود، وربما كان هما وغما خصوصا لمن أكله. وأما الخردل فهو هم وغم وأكله نقص في المال، وربما كان خصومة أو مصيبة أو مضرة على كل حال. وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الخردل وجمعه وادخاره اصابة مال بمشقة، وإذا أكل منه فإنه يسمع ما لا يرضيه. وأما الحبة السوداء فإنها تؤول بالهم والغم وأكلها يؤول ببعض المال وإعطاؤها لأحد يدل على خصومة معه، وقيل رؤيا الحبوب سواء كانت مطبوخة أو غير مطبوخة هم وغم وتبذيرها على الأرض كسادها وحفظها وادخارها من حيث الجملة يدل على غلو ثمنها. وقال جابر المغربي من رأى أن في شيء من الحبوب سوسا أو نارا أو ما يشبه ذلك فإنه يؤول بزيادة السعر. ومن رأى شيئا من الحبوب في يد أحد وكان ذلك ميتا فأعطاه حبا فإنه يؤول بالرخص. وقيل رؤيا الخردل والحبة السوداء أو ما أشبه ذلك من الحبوب النافعة للأدوية فإنه خير ولا بأس به، وربما كان للمريض صحة وعافية. وإذا رأى أحد حبوبا مخلوطا بعضها مع بعض فإنه يؤول بأنه يخلط في الكلام بحيث أن سامعه لا يفرق بين ما يقول، وقد كره بعضهم رؤيا ذلك لما فيه من الصعوبة عند إفراده من بعضه. وقيل رؤيا الحبوب المخلوطة إذا طبخت فإنها لا بأس بها لما في حبوب عاشوراء من الخير والبركة. فصل في رؤيا الدقيق والعجين والخبز والكعك قال دانيال الدقيق يؤول بالمال الحلال بغير مشقة، ودقيق الشعير استقامة في الدين، ودقيق الدخن مال بمشقة وهو قليل من أخساء الناس. ومن رأى أنه يبيع الدقيق فإنه يدل على بيع دينه بدنياه. وقال أبو سعيد الواعظ إن دقيق الحنطة مال شريف في التجارة ويحصل منه ربح كثير عاجل، وأما دقيق الأرز فهو مال من جهة تعسير، وأما ما يعمل منه فجملة مستكثرة. وأما العجين إذا كان من دقيق الشعير فهو صلاح وسداد في دين العاجن، وإذا كان من دقيق الحنطة فإنه يحصل له مال من تجارة ويكون له نفع كثير هذا إذا تخمر. وأما إذا لم يتخمر وكان فطيرا فليس بمحمود، وإذا حمض فقد فسد في الخسران، وربما دل العجن على السفر إلى الأقارب. وقيل رؤيا العجين سواء كان في وعاء أو غيره فإنه يؤول بضمير الإنسان وعلى ما أضمره من نيل مقصوده فإن كان فطيرا بطؤ عليه الأمر، وإن كان خميرا قرب له، وإن خبز حصل مقصوده. وأما الخبز، فمن رأى أنه وجد رغيفا أو رغيفين أو نصف رغيف فإنه يدل على زوال الغم. ومن رأى أنه وجد نصف رغيف في مكان مجهول وأراد أن يأكله وما قدر فإنه يدل على قرب أجله. ومن رأى أنه وجد نصف رغيف في مكان فإنه يؤول على أنه مضى نصف عمره خصوصا ان كان بيده. ومن رأى أن له خبزا كثيراً ولم يأكل منه فإنه يصل إلى أقربائه مضرة من قبله، وإن أكل منه فهو حصول نعمة ومال بقدره. ومن رأى أنه يأكل خبزا حارا جدا فإنه حصول هم وغم. وقال الكرماني رؤيا أكل الخبز السخن يدل عيش طيب. ومن رأى أنه يأكل خبزا نقبا فإنه يؤول بعدل الملك وانصافه للرعية. ومن رأى أنه يأكل خبزا خشكارا فإنه ضيق في العيش وصلاح في الدين. ومن رأى أنه يأكل خبز الدخن فإنه يؤول بنظير الخشكار. ومن رأى أنه يأكل خبزا من شعير فإنه زهد وقناعة. ومن رأى أنه يأكل خبز الأرز فإنه يدل على حصول مشقة وتوقف أمور. ومن رأى أنه يأكل خبز العدس أو الفول فإنه يدل على الحزن والفقر. وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل خبزا رقيقا فإنه يؤول بسعة العيش، وربما دل على قصر العمر. ومن رأى أنه علق رغيفا بجبهته فإنه يحتاج ويفتقر. وقال إسماعيل بن الأشعث يؤول الخبز على مراتب الإنسان فرؤيا الرغيف للملك تؤول بمدينة وللرئيس بولاية وللتاجر والغنى بألف درهم وللعوام بمائة درهم ولدون ذلك درهم واحد إلى عشرة والرغيف المغشوش ليس بمحمود، والأرغفة الكثيرة مال كثير واخوان وأصحاب وعمر طويل. وقال دانيال ليس في المآكل أكثر من رؤيا الرغيف إذا كان نظيفا لينا لأنه مال حلال ونعمة كثيرة بغير مشقة لأنه فرغ من التعب وما يحصل منه التكلف وصار الآن حاصلا هنيئا مفروغا منه. ومن رأى أنه وهب شيئا من ذلك لاحد فإنه يدل على رخص في ذلك المكان في تلك السنة وغيره يدل على طلب معيشة. ومن رأى أنه يسعى في طلب خبز فإنه يدل على السفر وحصول المال خصوصا ان وجد. وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يأكل خبزا رقاقا فإنه يدل على سعة رزقه. ومن رأى أنه يأكل الخبز بلا أدم فإنه يمرض وحده ويموت كذلك. ومن رأى أنه يأكل الجردق فإنه يكون وسطا في معيشته، وقيل أن رقة الخبز قصر العمر، وربما كان الرقاق من الخبز ربحا قليلا. وحكي أن رجلاً جاء إلى ابن سيرين فقال رأيت كأن في يديي رقاقتين آكل من هذه ومن هذه فقال أنت رجل تجمع بين الأختين والقرص ربح قليل والرغيف ربح كثير. وأما الكعك فمال قليل، وربما كان خيرا ونعمة، وإذا لم يكن يأكل منه فإنه يدخر ماله. وأما الأطرية فإنها مال يجمع بمشقة لكنه قليل ونفعه كذلك. وأما البقسماط فإنه يؤول برزق مدخر، وربما دل على السفر لمن قصده وكلما كان يابسا فهو أجود، وربما دلت رؤياه على إنهاء أمور يأتيه فيها نفع وبقاء وجملة رؤياه محمودة. وأما القرص فإن كان بدهن فهو أبلغ في النعمة وناعمه أحسن من يابسه، وكثرة الحوائج فيه أجود من حيث الجملة، والقرص الواحد ولد عند البعض وتفرقه رزق على جماعة، وقيل رؤيا ما يعمل من الدقيق جملة سواء كان لبنا أو يابسا فإنه خير ونعمة ومنفعة ومال وبركة لأنه عمود الدين وحياة الأنفس وبه يقوي الإنسان على طلب معيشته وطاعة الله تعالى، وربما دل على العلم والإسلام، وربما كان مالا يقوم له حياة الإنسان وهو محمود على أي وجه كان خصوصا لمن أكله. وأما النخالة فإنها تؤول بالاحتياج والقحط والقلة وضيق المعيشة خصوصا لمن كانت معه وأكل منها وكره بعضهم رؤيتها من حيث الجملة على أي وجه كان. وأما التبن فإنه مال جزيل وخير ونعمة وبركة ونيل مطلب وولاية وظفر، وإذا كان في أيام البذار كان أبلغ، وتبن القمح أبلغ. ومن رأى أنه دخل متبنا وعلم أنه ملكه فيؤول بالغنى وحصول مراد الدنيا والآخرة. ومن رأى أنه وقع في متبنه نار فإن الملك يأخذ جميع ماله. ومن رأى أنه يأكل تبنا يحصل له مال بجهل لكونه مشبها بالبهائم. وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا التبن تؤول بمال كثير وقد حكي ان المنصور رحمه الله رأى بالبصرة كأنه راكب على حمار وتحته حمل تبن وهو من فوق الحمل وقد عبر على الجسر بعد ما ضرب الحمار ضربا شديدا حتى عبر فقص رؤياه على المعبرين فقالوا سيأتي لك الأمر وتجمع أموال الدنيا والقصة طويلة وكان الأمر كما عبر. وقال بعض المعبرين أحب رؤيا التبن لأني ما رأيته إلا وقد حصل لي مال على أي وجه كان وشونة التبن تؤول بخزانة المال. ومن رأى أنه يعلف بهيمة بتبن فإنه يسعى في صلاح أموره وما يحصل له به النفع بصرف مال خصوصا ان انتفع بتلك البهيمة. ومن رأى أنه يبذر التبن فيما لا ينبغي له فإنه يصرف ماله بغير استحقاق. وقيل رؤيا جميع الاتبان من حيث الجملة سواء كان تبن قمح أو شعير أو غيره من الحبوب فإنه مال على كل حال خصوصا لمن ملكه أو ادخره أو رآه في داره أو على بابه أو بمحلته وقد أجمع المعبرون على ان رؤيا التبن محمودة جدا، وأما الفور وهو دقيق التين فإنه مال أيضا. وقيل من رأى شيئا من الحيوان يأكل من تبنه فإن من نسب إليه ذلك الحيوان يأكل من ماله ويحتاج المعبر أن يعبر الأكل ان كان لمنفعة فلا بأس به ويكون صرف المال في مستحقه، وإن كان لغير منفعة فهو نقص المال بقدر ما أكل منه. ومن رأى تبنا على وجه ماء فتعبير ذلك الماء ان كان بحرا بالملك أو نهرا فهو رؤياه كما تقدم أو غيره مما ذكرناه في الباب الثامن والثلاثين فيكون تأويل ذلك أن من ينسب إليه ذلك الماء الذي على وجه التبن فهو غشاش ظاهره يخالف باطنه لما هو جار بين الناس: كأنك ماء تحت تبن، وربما كان من جمعه من وجه الماء يحصل له مال ينسب إليه ذلك وفي الجملة ليس بمحمود وكراهية للرائي أبدا.
فصل في رؤيا المشارب من رأى أنه يشرب مشروبا من اناء أو غيره وكان رطبا رائقا فإنه طول حياة ومعيشة ومنفعة، وإن كان سخنا فهو مرض وسقم، وإن كان كدرا فهو هم وغم والكلام على الماء تقدم في فصله في باب الأبحر. ومن رأى أنه يشرب شرابا معروفا فإنه يؤول بحصول خير ممن نسب إليه ذلك في أصل التعبير. ومن رأى أنه يشرب شيئا أصله للدواء فإنه دواء، وإن كان أصله للضرر فلا خير فيه، وربما كان حصول مال بحصول مضرة وشرب ماء البطيخ يؤول على وجهين للضعيف شفاء ولغيره مختلف فيه فمنهم من قال انه مرض ومنهم من قال مال ومنفعة، وأما شرب الأدوية المسهلة فتقدمت في فصلها في الباب الثاني والعشرين، وأما شرب اللبن فإنه يأتي في بابه. قال ابن سيرين من رأى أنه يشرب شرابا حلوا ورائحته طيبة مثل شراب التفاح والاترنج والرمان وما أشبه فإنه يدل على ستة أوجه صفاء في الدين ومنفعة وعلم ومفيد وعمر طويل وعيش وذكر الله تعالى. ومن رأى أنه يشرب شرابا حامضا مثل شراب الريباس وشراب الليمون والنارنج وما أشبه مما يكون معتدل الرائحة فإنه يدل على الغم والحزن والمضرة. ومن رأى أنه يشرب شرابا مرا كريه الرائحة مثل شراب الافسنتين والزوفة وشراب الآس وما أشبه فإنه يدل على الخير والمنفعة وصلاح في الدين والدنيا. ومن رأى أنه يشرب شرابا معتدل الطعم طيب الرائحة مثل شراب العود والبنفسج وشراب الورد وما أشبه فإنه يدل على ذكر جميل وتحسين وثناء بقدر ما شرب منها. وقال جابر المغربي كل شراب يشرب للدواء فإنه يدل على الخير وصلاح الدنيا، وكل شراب حامض متغير الطعم فإنه يدل على الغم والحزن. قال أبو سعيد الواعظ كل شراب أصفر اللون فهو دليل المرض وكل ما يشرب بسهولة فهو دليل شفاء المرض واجتناب الصحيح ما يضر، وإن كان كريه الطعم حتى لا يكاد يسيغه فهو على مرض يسير يعقبه برء، وقيل شراب السويق حسن دين ودليل سفر في طاعة الله لقوله تعالى ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ). وقيل من رأى أنه يشرب شرابا ففزع منه فالأمر الذي هو فيه قد بلغ آخره، وقيل قد نفد عمره فإن بقى البعض فقد بقى له بقية. ومن رأى أنه شرب شرابا مختلطاً بشيء يكرهه فلا خير فيه، وإن كان بشيء يحب فلا بأس. ومن رأى أنه يشرب شرابا مرا من كأس فإنه كأس المنية وفراغ الحياة خصوصا للمريض. قال ابن سيرين شراب الفقاع منفعة من قبل خادمه. ومن رأى أنه يشرب الفقاع فإنه يحصل له الخير والمنفعة من الخادم بقدر ما شرب. ومن رأى أنه أعطى الفقاع لأحد فإنه يدل على حصول المنفعة. ومن رأى أن كوز الفقاع وقع من يده فبدد ما فيه فإنه يدل على حصول مضرة. قال الكرماني شراب الفقاع يدل على القبلة. قال جابر المغربي من رأى أنه شرب فقاعا مطلقا ولم يعرف ما طعمه فإنه يدل على خدمة الأسافل، وإن كان الفقاع حلوا وطعمه طيبا فإنه يدل على حصول المنفعة من الأسافل، وإن كان حامضا فإنه يحصل له مضرة من الأسافل. وقال جعفر الصادق شرب الفقاع يؤول على أربعة أوجه منفعة وخدمة وقبلة وخدمة الأسافل وزوال الغم والهم. وقال خالد الأصفهاني رؤيا شرب ما يصنع من الزبيب كالاقسما والفقاع مال حلال إذا كان حلوا، وإن كان حامضا فمال حرام وشرب السوبية حصول ما فيه شبهة إذا كانت حلوة والحامضة منها مال حرام. وقال بعض المعبرين شرب ما يعمل من السكر والعسل والزبيب وغيره إذا كان حلوا فهو رزق حلال ومنفعة، وإن كان حامضا فهو رزق حرام، وإذا كان مرا جدا فلا خير فيه، وربما يؤول بالمال الحرام عند البعض. وقيل من رأى أنه شرب ماء العنب وطعمه طيب غير متغير فإنه يدل على الخير والبركة كما قال الله تعالى ( يغاث فيه الناس وفيه يعصرون ). فصل في رؤيا الخمور من رأى أنه شرب خمرا وليس من ينازعه فيها فإنه يصيب مالا حراما بقدر ما شرب منها، وقيل إثما كبيراً لقوله تعالى ( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ) الآية. ومن رأى أنه يشرب خمرا فسكر منه فإنه يصيب مالا حراما ويصيب من ذلك المال سلطنة بقدر السكر، وإن سكر من غير خمر فإنه يصيبه هم وخوف شديد لقوله تعالى: ( وترى الناس سكارى ) الآية، وربما دل السكر على الموت خصوصاً للمريض لقوله تعالى ( وجاءت سكرة الموت ). الآية. ومن رأى أنه يشرب الخمر مع قوم يعاطيهم الكأس فإنه يدل على وقوع العداوة بينهم والمنازعة لقوله تعالى ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء )، وربما يرتكب معهم معصية، وربما يصاب في ماله. ومن رأى أنه يتنازع مع أحد على شرب الخمر فإنه يؤول بأنه لا خير فيه. ومن رأى أنه يعصر خمرا فإنه يخدم السلطان ويجري على يده أمور عظام، وربما دلت رؤيا عصر الخمر في الدار على موت بعض أهله. ومن رأى نهرا من خمرة فإنه على وجهين ان دخله أصابه فتنة ومضرة، وإن لم يدخله فيؤول بتغيير رئيسه عليه. ومن رأى خمرا سائلا وهو يسبح فيه أو يخوض فإنه يؤول بحصول فتنة عظيمة وبيع الخمر بيع شيء يحرم، وربما دلت على الربا وعدم المنفعة، ورؤيا شرب الخمر للمتولي عزل. وقال جعفر الصادق رؤيا الخمر تؤول على ثلاثة أوجه حرام وتزوج خفية ونعمة الدنيا، ورؤيا عصره تدل على التقريب إلى الرؤساء وحصول المنفعة منهم، وبائع الخمر يدل على أنه صاحب فتنة وخصومة. وقال أبو سعيد الواعظ الخمر في الأصل مال حرام بلا مشقة، وقيل هو مال سواء كان حلالا أو حراما. ومن رأى أنه يشرب خمرا ممزوجة بالماء فإنه ينال مالا بعضه حلال وبعضه حرام، وربما يصيب مالا في شركة، وربما يأخذ من امرأة مالا ويقع فيه فتنة، والسكر من الخمر غنى دائم يخالطه بطر، وقيل هو سلطان يناله صاحب الرؤيا، وقيل هو دليل أمن الخائف فإن السكران لا يفزع من شيء، ورؤيا الخمر في الخابية إصابة كنز، وأما الحشيش والأفيون فهو نوع مما يخامر بين المرء وعقله فلأجل ذلك أضفناه مع الخمر. فمن رأى شيئا من ذلك فليس بمحمود. ومن رأى أنه يبيع حشيشا أو يسحقه فإنه يؤول على ثلاثة أوجه جنون وارتكاب أمر مهول وضعف في العزم، والأفيون هم وغم وأكله يؤول بالاصرار على المعصية، وربما دل الحشيش والأفيون على مال حرام لا أصل له ولا بقاء. فصل في رؤيا الأنبذة " النبيذ هو ما يتم نقعه سواء صار خمرآ ام لا " والأنبذة عديدة مما تستخرج من أنواعها جملة فالمسكر منها مال حرام دون الخمر وما لا يسكر منها فهو مال حلال فيه تعب ومشقة. ومن رأى أنه يصطنع نبيذا وقد صار خمرا فإنه يسعى في تحصيل مال من وجه حل فلم يتيسر له إلا من وجه حرام. ومن رأى أن له قناة من نبيذ غير مسكر مستمر الجريان فإنه رزق لا ينقطع مدة حياته، وإن رأى في ذلك تعطيلا فلا خير فيه. ومن رأى أنه يرش النبيذ في الأرض فإنه يبذر ماله في غير استحقاق. ومن رأى أنه يبتاع النبيذ المتغير طعمه ورائحته فلا خير فيه. فصل في رؤيا الخل من رأى أنه يأكل الخل فإنه يؤول بالمال الذي يكون فيه خير وبركة وأكله أيضاً خير لقوله صلى الله عليه وسلم: " نعم الادام الخل "، وقيل إذا كان الخل زائد الحموضة فإنه يدل على الغم والخصومة. وقال الكرماني من رأى أنه يأكل الخل بالخبز فإنه يدل على طول عمره وتقويته. وقال جابر المغربي الخل مال ومنفعة أما أكله فغم وتشويش، وبيعه يدل على طلب الخصومة، وربما دل بيع الخل على الحزن. ومن رأى أنه يأكل الخل بالعسل فإنه يؤول بتخليطه الهم والفرح وجميع ما يعمل مما يضاف إليه الخل من الحموضة ما لم يكن فيها حلاوة فإنه يؤول بالهم والحزن، وأما إذا كانت المخللات مضافا إليها شيء من الحلاوة فلا بأس به وهو محمود والله أعلم.
فصل في رؤيا السكر قال ابن سيرين القطعة من السكر كلام لطيف أو قبلة. ومن رأى سكرا كثيراً فإنه يدل على المال والنعمة. وقال جابر المغربي من رأى سكرا كثيراً فتعبيره محمود وبيع السكر خير. ومن رأى أنه وجد سكرا واشتراه فإنه غير محمود. وقال جعفر الصادق السكر يؤول على خمسة أوجه كلام لطيف وقبلة ومنفعة ومال وأولاد بقدر ما رآه من السكر. وقيل من رأى أنه يأكل سكرا فإنه عز ونعمة لأنه من مأكل أهل النعمة والسكر حسن على كل حال سواء كان رآه أو أكله والنبات أبلغ وفيه زيادة لاشتقاق اسمه، ورؤياه للولد نشؤه وللمحاكم ثباته وهو جيد جدا، وقيل رؤيا السكر تحصيل ذهب والأبيض تحصيل الدراهم والسكر الدون دون ذلك وكلما كان مكررا كان أبلغ في الجودة. فصل في رؤيا قصب السكر وما يعمل منه وجملة ما يعمل منه السكر النبات والسكر المكرر والسكر الدون وتقدم تعبير ذلك. وأما الخل فهو رزق حلال ولطالب الأمور حصول المقصود وحل العقد لاشتقاق اسمه خصوصا لمن استعمله أو جمعه. وأما القطر وهو المستخرج من القصب بعد ما ذكر فإنه خير ومنفعة ورزق بسهولة ونمو لما فيه من القطر، وأما القطارة فإنها دون ذلك وهي من نوعه ورؤيتها من حيث الجملة محمودة خصوصا إن أكلها، وربما كان مالا وسعة، وأما المرسل وهو دونها فإنه يؤول بمال من جهة الدولة، وأما القصب خاصة فإنه يؤول بالاطناب في كلام يستحي منه ويستطاب. وقال الكرماني من رأى أنه يمص قصبا فإنه يصير إلى أمر يكثر كلامه فيه ولكن يستحيل منه. فصل في رؤيا عسل النحل هو نعمة وغنيمة والشهد بالغ في حصول المراد. وقال ابو سعيد الواعظ بلغنا أن رجلاًأتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: رأيت في المنام ظلة تنظف السمن والعسل والناس يلعقونها فمستكثر منها ومستقل. فقال أبو بكر رضي الله عنه: دعني يا رسول أعبرها. فقال: أنت من ذلك. فقال ابو بكر: إنما هو القرآن وتلاوته حلاوته والناس يأخذونه فمستكثر ومستقل. وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت كأني في قبة حديد، وإذا عسل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أكثر من ذلك ومنهم من يحسو. فقال أبو بكر رضي الله عنه دعني أعبرها يا رسول الله فقال: أنت من ذلك. فقال: أما قبة الحديد فالإسلام، وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن، وأما الذي يلعق منه اللعقة واللعتين فالذي يتعلم السورة والسورتين، وأما الذي يحسونه فالذين يجمعونه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت يا أبا بكر. وروى أن عبد الله قال يا رسول الله إني رأيت في المنام أن إصبعي هذه تقطر سمنا وهذه تقطر عسلا وإنني ألعقهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقرأ الكتابين. والعسل لأهل الدين حلاوة وتلاوة القرآن وأعمال البر، ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب وإنما قلنا إن العسل يدل على القرآن لأن الله تعالى وصف كليهما بالشفاء فقال في النحل "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس"، وقال في القرآن ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور ) الآية. وقال ابن سيرين الشهد رزق كثير يناله صاحبه من جهة حلال من غير تعب لأن النار لم تمسه والعسل رزق قليل من جهة مكروه لمس النار اياه، وإن رأى عسلا نزل من السماء عاما دلت رؤياه على صلاح الدين وعموم البركة. فمن رأى كأن بيده شهدا موضوعا دلت رؤياه على أن عنده علما شريفا. وإن رأى كأنه يطعمه الناس فإنه يقرأ القرآن بين الناس بنغمة طيبة. وقيل من رأى أنه أكل الشهد والعسل فقد كرهه بعض المعبرين حتى يؤولونه بنكاح الأم. وقال الكرماني من رأى أنه أكل عسلا أو جمعه أو يؤتى به إليه فإنه يصيب مالا وغنيمة وفرحا، وإن كان عبدا عتق، وإن كان مريضا شفي، وربما دل العسل على كلام البر وطلب القرآن والعلم على وجه حسن، وربما دل على النكاح والتزويج. ومن رأى أنه يلعق عسلا من صحفة فإنه ينكح امرأة، وأما الحلواء فإنها تؤول بخير ومنفعة وحلو السكر أبلغ من حلو العسل. فمن رأى أنه يأكل حلواء سكر فإنه عز ورفعة لأنه مأكول أهل الرفعة. ومن رأى أنه يأكل حلواء من عسل فإنه دون ذلك. وقال جعفر الصادق الحلواء مال كثير ودين خالص ولقمة منها تدل على القبلة من ابنه وصديقه أو صاحبه، واللقمة من اللوزينج كلام لطيف وأحسن الحلو ما يكون لونه أبيض، وقيل رؤيا الحلواء اليابسة من حيث الجملة مال قد حازه من تصرف الملك لغيره، وإذا كانت صفراء يكون فيها بعض غم، وأما الخبيص وما أشبهه فإنه رزق حلال، وربما كان تقبيل امرأة واليابس منه مال فيه مشقة والرطب منه مختلف فيه وقد كرهه البعض لما فيه من الصفرة، وقيل انه يدل على المرض، وقيل هو مال كثير ودين خالص واللقمة منه قبلة من ولد أو حبيب، وقيل الخبيصة كلام لطيف حسن في أمر المعاش وكذلك الفالوذج والكثير منه يدل على رزق كثير في قوة وسلطنة ما لم تمسها النار فإن مس النار إياها يدل على تحريم أو كلام أو سلطنة أما ما يوضع فيه الحلواء فيدل على جواز حسان مليحات، وقيل إن جميع ما يعمل من الحلواء على أي وجه كان من أي صنف كان سواء كان من سكر أو عسل أو دبس أو رب خرنوب فإنها محمودة ورزق وخير ومنفعة خصوصا لمن أكله، وأما الدبس فإنه مال ومنفعة. وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل دبسا أبيض نظيفا فإنه يحصل له ولد نجيب، وأما رب الخرنوب فإنه مال وخير ولكن دونه، وربما كان فيه بركة لما هو منسوب إلى جبال الخليل عليه السلام. وقال إن شخصا رأى أن معه حمل جمل حلواء سمسمية من رب الخرنوب وهو متوجه بها نحو الحجارة فباعها واشترى تمرا فتبدد منه فكان عن قريب قد حج وصحبته نوع من المتجر فباعه بمكة وعاد بثمنه مبلغا وأشير عليه بابتياعه متجرا ليحصل فيه ربح فراود نفسه مرارا فأبت فعاد بالمبلغ فانتقب سفل الهودج وتبدد المال وكان سبب امتناعه لما أراده الله من إظهار رؤياه. ومن رأى المن والترنجبين وما أشبه ذلك مما هو حلو من غير حمل فإنه مال حلال من غير منة لقوله تعالى ( وأنزلنا عليهم المن والسلوى ). فصل في رؤيا أشياء مستظرفة تعبر بمفردها في رؤيا القطائف والكنافة : فمن رأى أنه أعطى شيئاً منها مضافاً لها سكر ولوز فإنه كلام حسن خصوصاً إن أكل منه وكثرته مال ونعمة بقدر ما رأى. وقال جعفر الصادق رؤيا أكل القطائف تؤول على أربعة أوجه كلام حسن لطيف ومال حلال ونعمة ومنفعة بلا تعب، والكنافة من نوعه وتعبيرها معناه وما لم يكن فيها سكر فهو دونه، وقيل رؤيا المعاجن المستعملة سواء كانت بسكر أو عسل أو غيرها فلها حكم على ما يأتي مفصلا. ومن رأى أنه يصنع معجونا لأجل مرضه فإنه يعمل عملا يحصل فيه الكسب والمعيشة فإن أعطى ذلك شيئا للناس فإنه يحصل لهم منفعة هذا إذا نفعهم. وقال جابر المغربي رؤيا المعجون ما لم يكن فيه غضاضة فإنه يحصل له خير ومنفعة، وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده، وإن كان في ذلك نفع للرأس والعين فإنه يؤول بحصول منفعة الأكابر، وإن كان منفعة للصدر أو القلب فإنه يحصل له خير ومنفعة من جليل قدر، وإن كان منفعة ذلك عائدا إلى الظهر فإنه حصول خير ومنفعة من جهة الآباء أو من يقوم مقامهم، وإن كان منفعة للبطن أو الجنب فإنه يحصل له منفعة من الأمهات والأولاد، وإن كانت منفعة للفخذ والورك فإنه يحصل له منفعة من أقاربه، وإن كانت منفعة للساق أو الرجل فإنه يحصل له منفعة من السفر، وإن كانت منفعة لجميع البدن فإنه يحصل له منفعة من جميع أهل بيته، وإن رأى الكلاج فإنه رزق من قبل الأعاجم وخير ومنفعة يحصل منها نتاج. وأما الخشتانك المعمول وما أشبه ذلك فإنه مال يملكه من جهة الأكابر خصوصا لمن أكله وكثرته زيادة في النعمة. وأما البسيس سواء كان بسكر أو عسل أو غيره فإنه رزق بسهولة.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات تأليف خليل بن شاهين الظاهري منتدى قوت القلوب . البوابة