منتدى نافذة ثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    حكاية نور الدين وامير المؤمنين

    بص وطل
    بص وطل
    Admin


    عدد المساهمات : 2283
    تاريخ التسجيل : 29/04/2014

    حكاية نور الدين وامير المؤمنين Empty حكاية نور الدين وامير المؤمنين

    مُساهمة من طرف بص وطل السبت فبراير 27, 2021 1:20 pm

    حكاية نور الدين وامير المؤمنين Tota10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    حكايات توتة الملتوتة
    حكاية نور الدين وامير المؤمنين
    حكاية نور الدين وامير المؤمنين 1410

    كان لمحمد بن سليمان الزيني  امير البصرة فى عهد امير المؤمنين هارون الرشيد ، وزيران أحدهما يقال له المعين ابن ساوي والثاني يقال له الفضل بن خاقان وكان الفضل ابن خاقان أكرم أهل زمانه حسن السيرة أجمعت القلوب على محبته، واتفقت العقلاء على مشورته وكل الناس يدعون له بطول مدته لانه محضر خير مزيل الشر والضير وكان الوزير معين بن ساوي يكره الناس ولا يحب الخير وكان محضر سوء، وكان الناس على قدر محبتهم لفضل الدين ابن خاقان يبغضون المعين بن ساوي بقدرة القادر ، وفى يوم من الأيام قال الأمير محمد بن سليمان الزيني لوزيره الفضل بن خاقان: أريد جارية لا يكون في زمانها من هو احكم منها ولا اعلم منها لتكون نديمة لأهل بيتى ، ومعلمة لبناتى ، فأحضر الوزير ابن خاقان النخاسين وابلغهم بطلب الأمير ، وفى يومً من الأيام  ، وكان الأمر قد سافر للقاء امير المؤمنين فى بغداد ، أقبل احد النخاسون على دار الوزير الفضل بن خاقان واخبره بأن الجارية التي طلبها الأمير قد حضرت ، فقال له الوزير: علي بها ، فغاب النخاس ساعة ثم حضر ومعه جارية هى حورية من حور الجنة كأنها القمر ، وعليها أحسن ما يكون من الثياب ، فلما رآها الوزير التفت إلى النخاس وقال له: هذا جمالها ، فما علمها ، فقال النخاس: قد تعلمت الخط والنحو واللغة والطب والتقويم ، وقصص الأولين ، فقال الوزير: هذا مراد الأمير ، فكم ثمنها ، فقال النخاس: وقف سعرها على عشرة آلاف دينار يا سيدى . فأمر الوزير بإحضار الأموال من ماله الخاص حتى يعود الأمير من سفره ، فدفعها الى مالك الجارية وأتى بالجارية إلى قصره لحين عودة الأمير ، وأخلى لها مقصورة ورتب لها كل ما تحتاج إليه من طعام وشراب وغيره ، وكان للوزير الفضل بن خاقان ولد كأنه البدر إذا أشرق بوجه يدعى نور الدين ، فلما نظرت زوجة الوزير الى الجارية استحسنتها وسألتها عن اسمها ، فقالت: درة الزمان يامولاتى ، فقالت للوزير: ارى ان تخفى امر درة الزمان عن الأمير وتزوجها من نور الدين وتبحث للأمير عن غيرها فالجوارى كثيرة ، واعطيك ثمنها من مالى ، ففزع الوزير وقال لها: ويلك أنا ما لي حاجة بثمنها ولكن اخاف أن تروح روحي ومالي ، فقالت له: يا سيدي ما سبب ذلك ، فقال لها: أما تعلمين أن وراءنا هذا العدو الذي يقال له: المعين بن ساوي، ومتى سمع هذا الأمر تقدم إلى الأمير وقال له: إن وزيرك خانك واشترى الجارية لأبنه ، وها هي الجارية فينتقم الأمير منى . فقالت له زوجته: لا تعلم الأمير بأمرها ، فإن سألك عنها ولم تشترى غيرها فأرسلها اليه ، وان اشتريت غيرها ، فقدم له من اشتريتها وزوج هذه من نور الدين ، فأعجب الوزير قولها واخفى امر درة الزمان ، وأنسى الله تعالى الأمير أمر الجارية بعد ان احضر لأهل بيته من تعلمهم امر دينهم وتحكى لهم الحكايات . وأما المعين بن ساوي فإنه بلغه الخبر ولكنه لم يقدر أن يتكلم لعظم منزلة الوزير الفضل بن خاقان عند الأمير فلما مضت سنة على وجود درة الزمان فى قصر الوزبر الفضل بن خاقان زوجها من ابنه نور الدين ، ولكن الوزير فضل الدين بن خاقان ضعفت صحته والم به المرض طلب ابنه ، فلما حضر بين يديه قال له: يا ولدي أن الرزق مقسوم والأجل محتوم ومالي عندك وصية إلا تقوى الله ثم نطق الشهادتين وشهق شهقة فكتب من أهل السعادة فعند ذلك امتلأ القصر بالصراخ ووصل الخبر إلى الأمير وسمعت أهل المدينة بوفاة الفضل بن خاقان فبكت عليه الصبيان في مكاتبها ونهض ولده علي نور الدين وجهزه وحضرت الأمراء والوزراء وأرباب الدولة وأهل المدينة مشهده وكان ممن حضروا الجنازة الوزير المعين بن ساوي ، فنظر الى نور الدين ، فتزكر امر الجارية ، فذكر بها الأمير ، وان الوزير بن خاقان قد فضل ابنه على الأمير واخذ يمدح له فيها ويذكر له علمها وجمالها ، فنادى الأمير على قائد جنده وقال له: انزل بجندك إلى دار ابن خاقان واهدموها وآتوني بمن فيها مكبلين ، فقالوا: السمع والطاعة، وذهب القائد لأعداد جنده للمسير إلى علي نور الدين وكان عند الأمير حاجب يقال له علم الدين مضجر وكان من مماليك الفضل بن خاقان والد نور الدين فلما سمع أمر الأمير ، اسرع وركب جواده وسار إلى أن أتى بيت نور الدين فطرق الباب فخرج له نور الدين فلما رآه عرفه وأراد أن يسلم عليه فقال: يا سيدي ما هذا وقت سلام ولا كلام فقال نور الدين: ما الخبر ، فقال: انهض وفز بنفسك أنت وامك والجارية فإن المعين بن ساوي نصب لكما شركاً ومتى وقعتما في يده قتلكما وقد أرسل إليكما الأمير قائد جنده ومعه أربعين ضارباً بالسيف والرأي عندي أن تهربوا قبل أن يحل الضرر بكم ، فدخل نور الدين على درة الزمان وامه وأعلمهما بذلك واخذهما واسرع فلم يأخذ من ماله سواء كيس به مائة دينار ، وأرسل الله عليهم ستره فمشوا إلى ساحل البحر فوجدوا مركباً تجهز للسفر والريس واقف في وسط المركب يقول: من بقي له حاجة من وداع أو زوادة أو نسي حاجته فليأت بها فإننا متوجهون ، ثم قال ريس المركب لجماعته: هيا حلوا الطرف واقلعوا الأوتاد ، فقال نور الدين: إلى أين يا ريس ، فقال: إلى دار امير المؤمنين بغداد. ونشروا القلوع فساع بهم المركب وطاب لهم الريح . حتى وصلوا بغداد ، فإنصرف ركاب المركب كل الى مقصده وبقى نور الدين وامه ودرة الزمان جلوس على شاطىء النهر ، حتى لمح نور الدين بستان لقصر يطل على النهر ، فذهب اليه ودخل البستان ، فوجد ابوب اقصر مغلقة ، فإفترشوا نجيل الأرض وناموا على احد الأبواب ، وكان البستان يسمى بستان النزهة وتاقصر يقال له قصر الفرج وهو للخليفة هارون الرشيد وكان الخليفة إذا ضاق صدره يأتي إلى البستان ويدخل ذلك القصر فيقعد فيه وكان القصر له ثمانون شباكاً معلقاً فيه ثمانون قنديلاً وفي وسطه شمعدان كبير من الذهب فإذا دخله الخليفة أمر الجواري أن تفتح الشبابيك وأمر إسحق النديم والجواري أن يغنوا ما يشرح صدره ويزول همه، وكان للبستان خولي شيخ كبير يقال له الشيخ إبراهيم ، فلما كان ذلك اليوم خرج الشيخ إبراهيم الخولي لقضاء حاجة عرضت له فوجد فوجد نور الدين وامه ودرة الزمان نائمين في البستان عند باب القصر ، فقال فى نفسه: أما عرفوا أن الخليفة قد منع دخول البستان إلا لحاشيته وخدمه وعبيده ، ولكنه تنبه الى انهم قد يكونوا غرباء ، فقطع جريدة خضراء وخرج إليهم ليضربهم فيهربوا قبل ان يشاهدهم الجند فيقتلونهم لدخولهم البستان ، ولكن الخولى رق قلبه فتراجع عن ضربهم ، فإستيقظ نور الدين ، فوجد الشيخ ابراهيم امامه ،  فاستوى قاعداً وايقظ امه وزوجته ، فقال له الشيخ: يا ولدي من اين أنتم ، فقال له: يا سيدي نحن غرباء هربنا من ظلم ظالم ، وفرت الدمعة من عينيه ، فقال الشيخ إبراهيم: هيا يا بنى ، تعالى وإحكى لى حكايتك ، فدخلوا تحت عريشة فوجدوا فيها الأثمار صنوان والأطيار تغرد بالألحان على الأغصان، والهزار يترنم والقمر ملأ بصوته المكان والشحرور كأنه في تغريده إنسان والأثمار قد أينعت أثمارها من كل مأكول ومن فاكهة زوجان والمشمش ما بين كافوري ولوزي ومشمش خراسان والبرقوق كأنه لون الحسان والقراصية تذهل عقل كل إنسان والتين ما بين أحمر وأبيض وأخضر من أحسن الألوان والزهر كأنه اللؤلؤ والمرجان والورد كأنه خدود الحسان والبنفسج كأنه الكبريت دنا من النيران والآس والمنتور والخزامى مع شقائق النعمان، وتكالمت تلك الأوراق بمدامع الغمام وضحك ثغر الأقحوان وصار النرجس ناظر إلى ورد بعيون السودان والأترج كأنه أكواب والليمون كبنادق من ذهب وفرشت الأرض بالزهر من سائر الألوان وأقبل الربيع فأشرق ببهجته المكان والنهر في خرير والطير في هدير والريح في صفير والطقس في اعتدال والنسيم في اعتلال ، فجلسوا على المقاعد فى العريشة واخذ نور الدين يحكى حكايته ، فرق قلب الشيخ ابراهيم فقال له: هذا البستان والقصر لأمير المؤمنين هارون الرشيد ، وانتم ضيوفى ولكم حق الضيافة ثلاثة ايام ، لعل امير المؤمنين يقبل خلالها الى القصر فأخبره بحكايتك ،  ، ففرح نور الدين فرحآ شديدآ ، وفى اليوم الثالث للضيافة اقبل امير المؤنين الى القصر ، فأخبره الشيخ إبراهيم بحكاية نور الدين وظلم امير البصرة له ، فأراد امير المؤمنين ان يستوثق من ان هذا الشخص هو نور الدين ابن الفضل بن خاقان ، فقال الخليفة لوزير جعفر البرمكى: أكتب يا جعفر : بعد البسملة أما بعد فهذا كتاب امير المؤمنين هارون الرشيد بن المهدي إلى محمد بن سليمان الزيني المشمول بنعمتي الذي جعلته نائباً عني في بعض ملكي ، إذا وصلك كتابى هذا فأرسل نور الدين ابن الفضل بن خاقان الوزير مع حامل هذا الكتاب وعجل بإرساله ، فإن كان حامل هذا الكتاب هو الشخص المطلوب ارساله ، وهو نور الدين بن خاقان الوزير فأنزع نفسك من الأمارة فقد عزلتك لظلمك ووليته على ما كنت وليتك عليه سابقاً فلا تخالف أمري والسلام ، فلما انتهى جعفر من الكتاب وختم الكتاب بخاتم امير المؤمنين واغلقه ، قال امير المؤمنين للشيخ ابراهيم: اخبر هذا الشاب بأن يعود الى البصرة بهذا الكتاب ويسلمه لوالى البصرة ، ويترك امه وزوجته فى رعايتك حتى يعود ، فإنصرف الشيخ ابراهيم ، فقال جعفر: زكاء مولاى امير المؤمنين ، تحار فيه العقول ، وعدل بنى العباس اقام ملكهم ، وانطلق نور الدين بكتاب امير المؤمنين الى البصرة ، وقد تنكر فى ثياب احد الصيادين  لكى لا يقبضوا عليه قبل ان يوصل الكتاب ، وطلب الدخول على الأمير والى البصرة لأنه يحمل اليه كتاب من امير المؤمنين ، ولما دخل على الأمير وسلمه الكتاب ، قال له: ولكن نور الدين بن خاقان الوزير قد هرب من البصرة ولا نعلم له مكان ، فقال له نور الدين: هرب من الظلم ثم عاد ليسلمك كتاب امير المؤمنين ، ثم نزع ما يخفى ملامحه فظهرت هيئته امام الأمير ، فقال الوزير المعين بن ساوي: اقبض عليه يا مولاى فهو هارب من العدالة ، ولا يعلم امير المؤمنين امره ، وارسل الى امير المؤمنين بكتاب تخبره فيه ، بهروب نور الدين وغرقه فى نهر دجلة عند هروبه بالجارية بعد ان سرقها ، واخفى وصول كتاب امير المؤمنين اليك ، فإن امير المؤمنين لم يرسل معه حاجباً أو وزيراً لكنه جاء وحده ، فإقتنع الأمير بحيلة الوزير  فأمر أن يقبضوا على نور الدين ويضعوا في رجليه قيداً وصاح على السجان وكان هذا السجان يقال له قطيط، فقال له: يا قطيط أريد أن تأخذ هذا وترميه في مطمورة من المطامير التي عندك في السجن، وتعاقبه بالليل والنهار فقال له السجان: سمعاً وطاعة فأدخل السجان نور الدين في السجن وقفل عليه الباب ، ولكنه امر بإكرامه وفرش له سجادة واعطاه مخدة وفك قيده وأحسن إليه، وكان كل يوم يرسل الوزير إلى السجان ويأمر بضربه والسجان يظهر أنه يعاقبه، وهو يلاطفه ولم يزل كذلك مدة ثلاثين يوماً . فلما كان اليوم الحادي والثلاثون ارسل الخليفة جعفر البرمكي الى البصرة ليستطلع الأمر ، فلما أقبل جعفر توجه الى دار أمارة البصرة ، واسرع بالدخول على أمير البصرة ، فلما ابصره الأمير دب فى قلبه الفزع وإرتبك ، فقال له جعفر: ما حال حامل كتاب أمير المؤمنين ، واين نور الدين بن خاقان . فقال الأمير وهو يتلعثم ، أما نور الدين فقد هرب بعد ان سرق جاريتى درة الزمان ، وأما كتاب امير المؤمنين فلم يصلنى من امير المؤمنين كتاب ، فتركه جعفر ونزل فى قصر الضيافة ليستطلع الأمر ، وعلى غفله من الامير محمد بن سليمان الزيني ذهب علم الدين مضجر حاجب الأمير الى دار الضيافة واخبر جعفر بأمر نور الدين وانه سجين فى السجن عند قطيط ، فلما سمع جعفر كلامهم أسرع بالتوجه الى السجن ، ففتح له قطيط السجن واخرج له نور الدين ، فتوجه به جعفر الى الأمير واخبره ان امير المؤمنين قد عزله وولى نور الدين أبن خاقان محله منذ اكثر من شهر ، وامر جعفر قائد الحرس بالقبض على محمد بن سليمان الزيني والوزير المعين بن ساوي وارسالهما مقيدين الى امير المؤمنين لينظر فى امرهم ، واجلس نور الدين بن خاقان على كرسى الأمير وجمع له رجال الدولة وقاضى القضاة والأعيان ، ليدينوا له بالطاعة امام جعفر قبل ان يغادر ، وبعد ثلاثة أيام امر جعفر بالعودة الى بغداد ، فطلب منه ابن خاقان ان يصحبه الى بغداد لأحضار اهله فوافق جعفر ، فلما دخل نور الدين على أمير المؤمنين ، قدم له فروض السمع والطاعة ثم قال: قد غمرتنى نعم امير المؤمنين وفضله الذى يعجز لسانى عن وصفه ، ولكن طمعى فى جود امير المؤمنين وكرمه ، جعلنى اتطلع لحاجة اجدها عندى واخاف ان اظهرها ، فقال له هارون الرشيد: تكلم فقد امنتك ، فقال: اطمع فى ان يجعلنى امير المؤمنين مساعدا للشيخ ابراهيم واخلفه فى عمله كخولى على البستان ، ورجال كثر واحق منى بالأمارة ، فنظر هارون الرشيد الى جعفر وابتسم وقال: اترفض الأمارة من اجل ان تكون خولى فى بستان ، فقال: ما يكون لى ان ارفض نعمة انعم بها امير المؤمنين على احد رعاياه ، ولكنى اطمع فى كرم امير المؤمنين ، فقال له هارون: قد امرت بتعينك خولى للبستان ، وامرت رئيس حرس قصر الفرج بأن يخصص لك حجرة داخل القصر تقيم فيها مع اهلك ، ففرح نور الدين فرحآ شديدآ واخذ يثنى على امير المؤمنين ، ويمدح بنى العباس ، وجعفر ينظر الى  وهارون ويتعجب ، فقال هارون لجعفر: يريد ان ينام وهو مرتاح البال يا برمكى.

    حكاية نور الدين وامير المؤمنين Fasel10

    الحكايات مقتبسة من الف ليلة وليلة
    إعداد مدير منتدى توتة وحدوتة
    منتدى توته وحدوتة - البوابة
    حكاية نور الدين وامير المؤمنين E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 1:44 pm