بص وطل- Admin
- عدد المساهمات : 2283
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
من طرف بص وطل السبت نوفمبر 20, 2021 10:09 am
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مكتبة السيرة والتاريخ
تاريخ الخلفاء للسيوطيي
أبو بكر الصديق رضي الله عنه [ الخاتمة ]
● [ ما روي عن أبي بكر من الأحاديث المسندة ] ●
قال النووي في تهذيبه : روى الصديق عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مائة حديث و اثنين و أربعين حديثا و سبب قلة روايته ـ مع تقدم صحبه و ملازمته النبي صلى الله عليه و سلم ـ أنه تقدمت وفاته قبل انتشار الأحاديث و اعتناء التابعين بسماعها و تحصيلها و حفظها
قلت : و قد ذكر عمر رضي الله عنه في حديث البيعة السابق أن أبا بكر لم يترك شيئا أنزل في الأنصار أو قد ذكره رسول الله صلى الله عليه و سلم في شأنهم إلا ذكره و هذا أدل دليل على كثرة محفوظه من السنة و سعة علمه بالقرآن و روى عنه عمر و علي و ابن عوف و ابن مسعود و حذيفة و ابن عمر و ابن الزبير و ابن عمر و ابن عباس و أنس و زيد بن ثابت و البراء بن عازب و أبو هريرة و عقبة بن الحارث و عبد الرحمن ابنه و زيد بن أرقم و عبد الله بن مغفل و عقبة بن عامر الجهني و عمران بن حصين و أبو برزة الأسلمي و أبو سعيد الخدري و أبو موسى الأشعري و أبو الطفيل الليثي و جابر بن عبد الله و بلال و عائشة ابنته و أسماء ابنته و من التابعين أسلم مولى عمر و واسط البجلي و خلائق
و قد رأيت أن أسرد أحاديثه هنا على وجه وجيز مبينا عقب كل حديث من خرجه و سأفردها بطرقها في مسند إن شاء الله تعالى
الأول : حديث الهجرة الشيخان و غيرهما
الثاني : حديث البحر [ هو الطهور ماؤه الحل ميتته ] الدار قطني
الثالث : حديث [ السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ] أحمد
الرابع : حديث [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل كتفا ثم صلى و لم يتوضأ ] البزار و أبو يعلى
الخامس : حديث [ لايتوضأن أحدكم من طعام أكله حل له أكله ] البزار
السادس : حديث [ نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ضرب المصلين ] أبو يعلى البزار
السابع : حديث [ أن آخر صلاة صلاها النبي صلى الله عليه و سلم خلفي في ثوب واحد ] أبو يعلى
الثامن : حديث : [ من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ] أحمد
التاسع : حديث [ أنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا و لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ] البخاري و مسلم
العاشر : حديث [ من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا تخفروا الله في عهده فمن قتله طلبه الله حتى يكبه في النار على و جهه ] ابن ماجة
الحادي عشر : حديث [ ما قبض نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته ] البزار
الثاني عشر : حديث [ ما من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله إلا غفر له ] أحمد و أصحاب السنن الأربعة و ابن حبان
الثالث عشر : حديث [ ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه ] الترمذي
الرابع عشر : حديث [ لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدا ] أبو يعلى
الخامس عشر : حديث [ إن الميت ينضج عليه الحميم ببكاء الحي ] أبو يعلى
السادس عشر : [ اتقوا النار و لو بشق تمرة فإنها تقيم العوج و تدفع ميتة السوء و تقع من الجائع موقعها من الشبعان ] أبو يعلى
السابع عشر : حديث [ فرائض الصدقات بطوله ] البخاري و غيره
الثامن عشر : حديث عن أبي ملكية قال : [ كان ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق فيضرب بذراع ناقته فينيخها فقالوا له : أفلا أمرتنا نناولكه ؟ فقال : إن حبي رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرني أن لا أسأل الناس شيئا ؟ ] أحمد
التاسع عشر : حديث [ أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أسماء بنت عميس حين نفست بمحمد بن أبي بكر أن تغتسل و تهل ] البزار و الطبراني
العشرون : [ سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الحج أفضل ؟ فقال : العج و الثج ] الترمذي و ابن ماجة
الحادي و العشرون : حديث [ أنه قبل الحجر و قال : لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبلك ما قبلتك ] الدارقطني
الثاني و العشرون : حديث [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان ] الحديث أحمد
الثالث و العشرون : حديث [ ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنة و منبري على ترعة من ترع الجنة ] أبو يعلى
الرابع والعشرون : حديث [ انطلاقه صلى الله عليه و سلم إلى دار أبي الهيثم ابن التيهان بطوله ] أبو يعلى
الخامس و العشرون : حديث [ الذهب بالذهب مثلا بمثل و الفضة بالفضة مثلا بمثل والزائد و المستزيد في النار ] أبو يعلى و البزار
السادس و العشرون : حديث [ ملعون من ضار مؤمنا أو مكربه ] الترمذي
السابع و العشرون : حديث [ لا يدخل الجنة بخيل و لا خب و لا خائن و لا شيء الملكة و أول من يدخل الجنة المملوك إذا أطاع الله و أطاع سيده ]
الثامن و العشرون : حديث [ الولاء لمن أعتق ] الضياء المقدسي في المختارة
التاسع و العشرون : حديث [ لا نورث ما تركناه صدقة ] البخاري
الثلاثون : حديث [ إن الله إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم من بعده ] أبو داود
الحادي و الثلاثون : حديث [ كفر بالله من تبرأ من نسب و إن دق ] البزار
الثاني والثلاثون : حديث [ أنت و مالك لأبيك ] قال أبو بكر و إنما يعني بذلك النفقة البيهقي
الثالث والثلاثون : حديث [ من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمها الله على النار ] البزار
الرابع والثلاثون : حديث [ أمرت أن أقاتل الناس ] الحديث الشيخان و غيرهما
الخامس و الثلاثون : حديث [ نعم عبد الله و أخو العشيرة خالد بن الوليد و سيف من سيوف الله سله الله على الكفار و المنافقين ] أحمد
السادس والثلاثون : حديث [ ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر ] الترمذي
السابع و الثلاثون : حديث [ من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا حتى يدخله جهنم و من أعطى أحدا حمى الله فقد انتهك من حمى الله شيئا بغير حقه فعليه لعنة الله ] أحمد
الثامن و الثلاثون : حديث [ قصة ماعز و رجمه ] أحمد
التاسع و الثلاثون : حديث [ ما أصر من استغفر و إن عاد في اليوم سبعين مرة ] الترمذي
الأربعون : حديث [ أنه صلى الله عليه و سلم شاور في أمر الحرب ] الطبراني
الحادي و الأربعون : حديث [ لما نزلت من يعمل سوءا يجز به ] الحديث الترمذي و ابن حبان و غيرهما
الثاني وال أربعون : حديث [ إنكم تقرؤن هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم } ] الحديث أحمد و الأربعة و ابن حبان
الثالث و الأربعون : حديث [ ما ظنك باثنين الله ثالثهما ] الشيخان
الرابع و الأربعون : حديث [ اللهم طعنا و طاعونا ] أبو يعلى
الخامس و الأربعون : حديث [ شيبتني هود ] الحديث الدارقطني في العلل
السادس و الأربعون : حديث [ الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل ] الحديث أبو يعلى و غيره
السابع و الأربعون : حديث [ قلت : يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت و إذا أمسيت ] الحديث الهيثم بن كليب في مسنده و هو عند الترمذي و غيره من مسند أبي هريرة
الثامن و الأربعون : حديث [ عليكم بلا إله إلا الله و الاستغفار فإن إبليس قال : أهلكت الناس بالذنوب و أهلكوني بلا إله إلا الله و الاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء فهم يحسبون أنهم مهتدون ] أبو يعلى
التاسع و الأربعون : حديث [ لما نزلت : { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } قلت : يا رسول الله و الله لا أكلمك إلا كأخي الهرم السرار ] البزار
الخمسون : حديث [ كل ميسر لما خلق له ] أحمد
الحادي و الخمسون : حديث [ من كذب علي متعمدا أورد علي شيئا أمرت به فليتبوأ بيتا في جهنم ] أبو يعلى
الثاني و الخمسون : حديث [ ما نجاة هذا الأمر ـ الحديث ـ في لا إله إلا الله ] أحمد و غيره
الثالث و الخمسون : [ أخرج فناد في الناس من شهد أن لا إله إلا الله و جبت له الجنة فخرجت فلقيني عمر ] الحديث أبو يعلى و هو محفوظ من حديث أبي هريرة غريب جدا من حديث أبي بكر
الرابع و الخمسون : حديث [ صنفان من أمتي لا يدخلان الجنة المرجئة و القدرية ] الدارقطني في العلل
الخامس و الخمسون : حديث [ سلوا الله العافية ] أحمد و النسائي و ابن ماجة و له من طرق كثيرة عنه
السادس و الخمسون : حديث [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أمرا قال : اللهم خر لي و اختر لي ] الترمذي
السابع و الخمسون : حديث [ دعاء الدين اللهم فارج الهم ] الحديث البزار و الحاكم
الثامن و الخمسون : حديث [ كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ] و في لفظ [ لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام ] أبو يعلى
التاسع و الخمسون : حديث [ ليس شيء من الجسد إلا و هو يشكو ذرب اللسان ] أبو يعلى
الستون : حديث [ ينزل الله ليلة النصف من شعبان فيغفر فيها لكل بشر ما خلا كافرا أو رجلا في قلبه شحناء ] الدارقطني
الحادي و الستون : حديث [ إن الدجال يخرج بالمشرق من أرض يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة ] الترمذي و ابن ماجة
الثاني و الستون : حديث [ أعطيت سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ] الحديث أحمد
الثالث و الستون : حديث الشفاعة بطوله في تردد الخلائق إلى نبي بعد نبي أحمد
الرابع و الستون : حديث [ لو سلك الناس واديا و سلكت الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار ] أحمد
الخامس و الستون : حديث [ قريش ولاة هذا الأمر برهم تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم ] أحمد
السادس و الستون : حديث أنه صلى الله عليه و سلم أوصى بالأنصار عند موته و قال : [ اقبلوا من محسنهم و تجاوزوا عن مسيئهم ] البزار و الطبراني
السابع و الستون : حديث [ إني لأعلم أرضا يقال لها عمان ينضح بناحيتها البحر بها حي من العرب لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم و لا حجر ] أحمد و أبو يعلى
الثامن و الستون : حديث أن أبا بكر مر بالحسن و هو يلعب مع الغلمان فاحتمله على رقبته و قال : بأبي شيبة بالنبي ليس شبيها بعلي البخاري و قال ابن كثير : و هو في حكم المرفوع لأنه في قوة قوله إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يشبه الحسن
التاسع و الستون : حديث [ أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يزور أم أيمن ] مسلم
السبعون : حديث قتل السارق في الخامسة أبو يعلي و الديلمي
الحادي و السبعون : حديث قصة أحد الطيالسي و الطبراني
الثاني و السبعون : حديث [ بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ رأيته يدفع عن نفسه شيا و لا أرى شيئا قلت : يا رسول الله ما الذي تدفع ؟ قال : الدنيا تطولت لي فقلت : إليك عني فقالت لي : أما إنك لست بمدركي ] البزار هذا ما أورده ابن كثير في مسند الصديق من الأحاديث المرفوعة و قد فاته أحاديث أخرى نتبعها لتكملة العدة التي ذكرها النووي
الثالث و السبعون : حديث [ اقتلوا الفرد كائنا ما كان من الناس ] الطبراني في الأوسط
الرابع و السبعون : حديث [ انظروا دور من تعمرون و أرض من تسكنون و في طريق من تمشون ] الديلمي
الخامس و السبعون : حديث [ أكثروا من الصلاة علي فإن الله وكل بقبري ملكا فإذا صلى رجل من أمتي قال لي ذلك الملك : إن فلان ابن فلان صلى عليك الساعة ] الديلمي
السادس و السبعون : حديث [ الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما و الغسل يوم الجمعة كفارة ] الحديث العقيلي في الضعفاء
السابع و السبعون : حديث [ إنما حر جهنم على أمتي مثل الحمام ] الطبراني
الثامن و السبعون : حديث [ إياكم و الكذب فإن الكذب مجانب للإيمان ] ابن لال في مكارم الأخلاق
التاسع و السبعون : حديث [ بشر من شهد بدرا بالجنة ] الدار قطني في الأفراد
الثمانون : حديث [ الدين راية الله الثقيلة من ذا الذي يطيق حملها ] الديلمي
الحادي و الثمانون : حديث [ سورة يس تدعى المعمة المطعمة ] الحديث الديلمي و البيهقي في الشعب
الثاني و الثمانون : حديث [ السلطان العادل المتواضع ظل الله و رمحه في الأرض و يرفع له في كل يوم و ليلة عمل ستين صديقا ] أبو الشيخ و العقيلي في الضعفاء و ابن حبان في كتاب الثواب
الثالث و الثمانون : حديث [ قال موسى لربه : ما جزاء من عزى الثكلى ؟ قال : أظله في ظلي ] ابن شاهين في الترغيب و الديلمي
الرابع و الثمانون : حديث [ اللهم أشدد الإسلام بعمر بن الخطاب ] الطبراني في الأوسط
الخامس و الثمانون : حديث [ ما صيد صيد و لا عضدت عضاة و لا قطعت وشيجة إلا بقلة التسبيح ] ابن راهويه في مسنده
السادس و الثمانون : حديث [ لو لم أبعث فيكم لبعث عمر ] الحديث الديلمي
السابع و الثمانون : حديث [ لو اتجر أهل الجنة لا تجروا بالبز ] أبو يعلى
الثامن و الثمانون : حديث [ من خرج يدعو إلى نفسه أو إلى غيره و على الناس إمام فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين فاقتلوه ] الديلمي في التاريخ
التاسع و الثمانون : حديث [ من كتب عني علما أو حديثا لم يزل يكتب له الأجر ما بقي ذلك العلم أو الحديث ] الحاكم في التاريخ
التسعون : حديث : [ من مشى حافيا في طاعة الله لم يسأله يوم القيامة عما افترض عليه ] الطبراني في الأوسط
الحادي و التسعون : حديث [ من سره أن يظله الله من فور جهنم و يجعله في ظله قلا يكن على المؤمنين غليظا و ليكن بهم رحيما ] ابن لال في مكارم الأخلاق و أبو الشيخ و ابن حبان في الثواب
الثاني و التسعون : حديث [ من أصبح ينوي لله طاعة كتب الله له أجر يومه و إن عصاه ] الديلمي
الثالث و التسعون : حديث [ ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب ] الطبراني في الأوسط
الرابع و التسعون : حديث [ لا يدخل الجنة مفتر ] الديلمي و لم يسنده
الخامس و التسعون : حديث [ لا تحقرن أحدا من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله كبير ] الديلمي
السادس و التسعون : حديث [ يقول الله : إن كنتم تريدون رحمتي فارحموا خلقي ] أبو الشيخ و ابن حبان و الديلمي
السابع و التسعون : حديث [ سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الإزار فأخذ بعضلة الساق فقلت : يا رسول الله زدني ؟ فأخذ بمقدم العضلة فقلت : زدني قال : لا خير فيما هو أسفل من ذلك قلت : هلكنا يا رسول الله قال أبا بكر سدد و قارب تنج ] أبو نعيم في الحيلة
الثامن و التسعون : حديث [ كفي و كف علي في العدل سواء ] الديلمي و ابن عساكر
التاسع و التسعون : حديث [ لا تغفلوا التعوذ من الشيطان فإنكم إن لم تكونوا ترونه فإنه ليس عنكم بغافل ] الديلمي و لم يسنده
المائة : حديث [ من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة ] الطبراني في الأوسط
الحادي و المائة : حديث [ من أكل هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنا مسجدنا ] الطبراني في الأوسط
الثاني و المائة : حديث رفع اليدين في الافتتاح و الركوع و السجود و الرفع البيهقي في السنن
الثالث و المائة : حديث [ إنه أهدى جملا لأبي جهل ] الإسماعيلي في معجمه
الرابع و المائة : حديث [ النظر إلى علي عبادة ] ابن عساكر
● [ ما ورد عن الصديق من تفسير القرآن ] ●
أخرج أبو القاسم البغوي عن ابن أبي مليكة قال : سئل أبو بكر عن آية فقال : أي أرض تسعني أو أي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم يرد الله
و أخرج أبو عبيدة عن إبراهيم التيمي قال : سئل أبو بكر عن قوله تعالى : { وفاكهة وأبا } ؟ فقال : أي سماء تظلني و أي أرض تقلني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم
و أخرج البيهقي و غيره عن أبي بكر أنه سئل عن الكلالة ؟ فقال : إني سأقول فيها برأيي فإن يكن صوابا فمن الله و إن يكن خطأفمني و من الشيطان أراه ما خلا الولد و الوالد فلما استخلف عمر قال : إنني لأستحي أن أرد شيئا قاله أبو بكر
و أخرج أبوالنعيم في الحلية عن الأسود بن هلال قال : قال أبو بكر لأصحابه : ما تقولون في هاتين الآيتين : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا } { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } ؟ قالوا : ثم استقاموا فلم يذنبوا و لم يلبسوا إيمانهم بخطيئة قال : لقد حملتموهما على غير المحمل ثم قال : قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يميلوا إلى إله غيره و لم يلبسوا إيمانهم بشرك
و أخرج ابن جرير عن عامر بن سعد البجلي عن أبي بكر الصديق في قوله تعالى : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } قال : النظر إلى وجه الله تعالى
و أخرج ابن جرير عن أبي بكر في قوله تعالى : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا } قال : قد قالها الناس فمن مات عليها فهو ممن استقام
ما روي عنه من الآثار الموقوفة : قولا أو قضاء أو خطبة أو دعاء
أخرج اللالكائي في السنة عن ابن عمر قال : جاء رجل إلى أبي بكر فقال : أرأيت الزنا بقدر ؟ قال : نعم قال : فإن الله قدره علي ثم يعذبني قال : نعم يا ابن اللخناء أما و الله لو كان عندي إنسان أمرت أن يجأ أنفك
و أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن الزبير أن أبا بكر قال و هو يخطب الناس : يا معشر الناس : استحيوا من الله فو الذي نفسي بيده إني لظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء مغطيا رأسي استحياء من الله
و أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن عمر بن دينار قال : قال أبو بكر : استحيوا من الله فو الله إني لأدخل الكنيف فأسند ظهري إلى الحائط حياء من الله
و أخرج أبو داود في سننه عن أبي عبد الله الصنابحي أنه صلى وراء أبي بكر الصديق المغرب فقرأ في الركعتين الأوليتين بأم القرآن و سورة من قصار المفصل و قرأ في الثالثة { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } الآية
و أخرج ابن أبي خثمة و ابن عساكر عن ابن عيينة قال : كان أبو بكر إذا عزى رجلا قال : ليس مع العزاء مصيبة و ليس مع الجزع فائدة الموت أهون مما قبله و أشد مما بعده اذكروا فقد رسول الله صلى الله عليه و سلم تصغر مصيبتكم و أعظم الله أجركم
و أخرج ابن أبي شيبة و الدارقطني عن سالم بن عبيد ـ و هو صحابي ـ قال : كان أبو بكر الصديق يقول لي : قم بيني و بين الفجر حتى أتسحر
و أخرج عن أبي قلابة و أبي السفر قالا : كان أبو بكر الصديق يقول : أجيفوا الباب حتى نتسحر
و أخرج البيهقي و أبو بكر بن زياد النيسابوري في كتاب الزيادات عن حذيفة بن أسيد قال : لقد أدركت أن أبا بكر و عمر و ما يضحيان إرادة أن يستن بهما
و أخرج أبو داود عن ابن عباس قال : شهدت على أبي بكر الصديق أنه قال : كلوا الطافي من السمك
و أخرج الشافعي في الأم عن أبي بكر الصديق أنه كره بيع اللحم بالحيوان
و أخرج البخاري عنه أنه جعل الجد بمنزلة الأب يعني في الميراث
و أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن عطاء عن أبي بكر قال : الجد بمنزلة الأب ما لم يكن أب دونه و ابن الابن بمنزلة الابن ما لم يكن ابن دونه
و أخرج عن القاسم أن أبا بكر أتي برجل انتفى من أبيه فقال أبو بكر : اضرب الرأس فإن الشيطان في الرأس
و أخرج عن ابن أبي مالك قال : كان أبو بكر إذا صلى على الميت قال : اللهم عبدك أسلمه الأهل و المال و العشيرة و الذنب عظيم و أنت غفور رحيم
و أخرج سعيد بن منصور في سننه عن عمر أن أبا بكر قضى بعاصم بن عمر بن الخطاب لأم عاصم و قال : ريحها و شمها و لطفها خير له منك
و أخرج البيهقي عن قيس بن أبي حازم قال : جاء رجل إلى أبي بكر فقال : إن أبي يريد أن يأخذ مالي كله يجتاحه فقال لأبيه : إنما لك من ماله ما يكفيك فقال : يا خليفة رسول الله أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنت و مالك لأبيك ؟ فقال : نعم و إنما يعني بذلك النفقة
و أخرج أحمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن أبا بكر و عمر كانا لا يقتلان الحر بالعبد
و أخرج البخاري عن ابن أبي مليكة عن جده أن رجلا عض يد رجل فأندر ثنيته فأهدرها أبو بكر
و أخرج ابن أبي شيبة و البيهقي عن عكرمة أن أبا بكر قضى في الأذن بخمس عشرة من الإبل و قال : يواري شينها الشعر و العمامة
و أخرج البيهقي و غيره عن أبي عمران الجوني أن أبا بكر بعث جيوشا إلى الشام و أمر عليهم يزيد بن أبي سفيان قال : إني موصيك بعشر خلال : لا تقتلوا امرأة و لا صبيا و لا كبيرا هرما و لا تقطع شجرا مثمرا و لا تخربن عامرا و لا تعقر شاة و لا بعيرا إلا لمأكله و لا تفرقن نخلا و لا تحرقنه و لا تغلل و لا تجبن
و أخرج أحمد و أبو داود و النسائي عن أبي برزة الأسلمي قال : غضب أبو بكر من رجل فاشتد غضبه جدا فقلت : يا خليفة رسول الله اضرب عنقه قال : ويلك ! ما هي لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم
و أخرج سيف في كتاب الفتوح عن شيوخه أن المهاجر بن أبي أمية ـ و كان أميرا على اليمامة ـ رفع إليه امرأتان مغنيتان غنت إحداهما بشتم النبي صلى الله عليه و سلم فقطع يدها و نزع ثنيتها و غنت الأخرى بهجاء المسلمين فقطع يدها و نزع ثنيتها فكتب إليه أبو بكر : بلغني الذي فعلت في المرأة التي تغنت بشتم النبي صلى الله عليه و سلم فلولا ما سبقتني فيها لأمرتك بقتلها لأن حد الأنبياء ليس يشبه الحدود فمن تعاطى ذلك من مسلم فهو مرتد أو معاهد فهو محارب غادر و أما التي تغنت بهجاء المسلمين : فإن كانت ممن يدعي الإسلام فأدب و تعزير دون المثلة و إن كانت ذمية فلعمري لما صفحت عنه من الشرك أعظم و لو كنت تقدمت إليك في مثل هذا لبلغت مكروها فأقبل الدعة و إياك و المثلة في الناس فإنها مأثم و منفرة إلا في قصاص
و أخرج مالك و الدارقطني عن صفية بنت أبي عبيد أن رجلا وقع على جارية بكر و اعترف فأمر به فجلد ثم نفاه إلى فدك
و أخرج أبو يعلى عن محمد بن حاطب قال : جيء إلى أبي بكر برجل قد سرق و قد قطعت قوائمه فقال أبو بكر : ما أجد لك شيئا إلا قضى فيك رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أمر بقتلك فإنه كان أعلم بك فأمر بقتله
و أخرج مالك عن القاسم بن محمد أن رجلا من أهل اليمن أقطع اليد و الرجل قدم فنزل على أبي بكر فشكا إليه أن عامل اليمن ظلمه فكان يصلي من الليل فيقول أبو بكر : وأبيك ما ليلك بليل سارق ثم إنهم افتقدوا حليا لأسماء بنت عميس امرأة أبي بكر فجعل يطوف معهم و يقول : اللهم عليك بمن بيت أهل هذا البيت الصالح فوجدوا الحلي عند صائغ زعم أن الأقطع جاءه به فاعترف الأقطع أو شهد عليه فأمر به أبو بكر فقطعت يده اليسرى و قال أبو بكر : و الله لدعاؤه على نفسه أشد عندي عليه من سرقته
و أخرج الدار قطني عن أنس أن أبا بكر قطع في مجن قيمته خمسة دراهم
و أخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي صالح قال : لما قدم أهل اليمن زمان أبي بكر و سمعوا القرآن جعلوا يبكون فقال أبو بكر : هكذا كنا ثم قست القلوب قال أبو نعيم : أي قويت و اطمأنت بمعرفة الله تعالى
و أخرج البخاري عن ابن عمر قال : قال أبو بكر : ارقبوا محمدا صلى الله عليه و سلم في أهل بيته و أخرج أبو عبيد في الغريب عن أبي بكر قال : طوبى لمن مات في النانأة أي في أول الإسلام قبل تحرك الفتن
و أخرج الأربعة و مالك عن قبيصة قال : جاءت الجدة إلى أبو بكر الصديق تسأله ميراثها فقال : مالك في كتاب الله شيء و ما علمت لك في سنة نبي الله صلى الله عليه و سلم شيئا فارجعي حتى أسأل الناس فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة : حضرت رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطاها السدس فقال أبو بكر : هل معك غيرك ؟ فقام محمد بن مسلمة فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذه لها أبو بكر
و أخرج مالك و الدارقطني عن القاسم بن محمد : أن جدتين أتتا أبا بكر تطلبان ميراثهما أم أم و أم أب فأعطى الميراث لأم الأم فقال له عبد الرحمن بن سهل الأنصاري ـ و كان ممن شهد بدرا و هو أخو بني حارثة ـ : يا خليفة رسول الله أعطيت التي لو أنها ماتت لم يرثها فقسمه بينهما
و أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن عائشة رضي الله عنها حديث امرأة رفاعة التي طلقت منه و تزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير فلم يستطع أن يغشاها و أرادت العود إلى رفاعة فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم [ لا حتى تذوقي عسيلته و يذوق عسيلتك ] و هذا القدر في الصحيح و زاد عبد الرزاق : فقعدت ثم جاءته فأخبرته أنه قد مسها فمنعها أن ترجع إلى زوجها الأول و قال : اللهم إن كان أنمى بها أن ترجع إلى رفاعة فلا يتم لها نكاحه مرة أخرى ثم أتت أبا بكر و عمر في خلافتهما فمنعاها
و أخرج البيهقي عن عقبة بن عامر أن عمرو بن العاص و شرحبيل بن حسنة بعثاه بريدا إلى أبي بكر برأس بنان بطريق الشام فلما قدم على أبي بكر أنكر ذلك فقال له عقبة : يا خليفة رسول الله فإنهم يصنعون ذلك بنا قال : أفيستنان بفارس و الروم لا يحمل إلي رأس ؟ إنما يكفي الكتاب و الخبر
و أخرج البخاري عن قيس بن أبي خازم قال : دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها : زينب فرآها لا تتكلم فقال : ما لها لا تتكلم ؟ فقالوا : حجت مصمتة : قال لها : تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية فتكلمت فقالت : من أنت ؟ قال : امرؤ من المهاجرين قالت : أي المهاجرين ؟ قال : من قريش قالت : من أي قريش ؟ قال : إنك لسؤول أنا أبو بكر قالت : ما بقاؤنا على الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية ؟ قال : بقاؤكم عليه ما استقامت أئمتكم قالت : و ما الأئمة ؟ قال : أو ما كان لقومك رؤوس و أشراف يأمرونهم فيطيعونهم ؟ قالت : بلى قال : فهم أولئك الناس
و أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج و كان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ قال أبو بكر : ما هو ؟ قال : كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية ـ و ما أحسن الكهانة ـ إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني هذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه
و أخرج أحمد في الزهد عن ابن سيرين قال : لم أعلم أحدا استقاء من طعام أكله غير أبي بكر و ذكر القصة
وأخرج النسائي عن أسلم أن عمر اطلع على أبي بكر و هو آخذ بلسانه فقال : هذا الذي أوردني الموارد
و أخرج أبو عبيد في الغريب عن أبي بكر أنه مر بعبد الرحمن بن عوف و هو يماظ جارا له فقال : لا تماظ جارك فإنه يبقى و يذهب عنك الناس
المماظة : المنازعة و المخاصمة
و أخرج ابن عساكر عن موسى بن عقبة أن أبا بكر الصديق كان يخطب فيقول :
الحمد لله رب العالمين أحمده و أستعينه و نسأله الكرامة فيما بعد الموت فإنه قد دنا أجلي و أجلكم و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالحق بشيرا و نذيرا و سراجا منيرا لينذر من كان حيا و يحق القول على الكافرين
و من يطع الله و رسوله فقد رشد و من يعصهما فقد ضل ضلالا مبينا أوصيكم بتقوى الله و الاعتصام بأمر الله الذي شرع لكم و هداكم به فإن جوامع هدي الإسلام بعد كلمة الإخلاص السمع و الطاعة لمن ولاه الله أمركم فإنه من يطع الله و أولي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فقد أفلح و أدى الذي عليه من الحق و اتباع الهوى فقد أفلح من حفظ من الهوى و الطمع و الغضب و إياكم و الفخر و ما فخر من خلق من تراب ثم إلى التراب يعود ثم يأكله الدود ثم هو اليوم حي و غدا ميت ؟ فاعملوا يوما بيوم و ساعة بساعة و توقوا دعاء المظلوم و عدوا أنفسكم في الموتى و اصبروا فإن العمل كله بالصبر و احذروا و الحذر ينفع و اعملوا و العمل يقبل و احذروا ما حذركم الله من عذابه و سارعوا فيما وعدكم الله من رحمته و افهموا و تفهموا و اتقوا و توقوا فإن الله قد بين لكم ما أهلك به من كان قبلكم و ما نجى به من نجى قبلكم قد بين لكم في كتابه حلاله و حرامه و ما يحب من الأعمال و ما يكره فإني لا آلوكم و نفسي و الله المستعان و لا قوة إلا بالله و اعلموا أنكم ما أخلصتم لله من أعمالكم فربكم أطعتم و حظكم حفظتم و اغتبطتم و ما تطوعتم به لدينكم فاجعلوه نوافل بين أيديكم تستوفوا لسلفكم و تعطوا جرايتكم حين فقركم و حاجتكم إليها ثم تفكروا عباد الله في إخوانكم و صحابتكم الذين مضوا قد وردوا على ما قدموا عليه و حلوا في الشقاء و السعادة فيما بعد الموت إن الله ليس له شريك و ليس بينه و بين أحد من خلفه نسب يعطيه به خيرا و لا يصرف عنه سوءا إلا بطاعته و اتباع أمره فإنه لا خير في خير بعده النار و لا شر في شر بعده الجنة أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم وصلوا على نبيكم صلى الله عليه و سلم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و أخرج الحاكم و البيهقي عن عبد الله بن حكيم قال : خطبنا أبو بكر الصديق فحمد الله و أثنى عليه بما هو له أهل ثم قال : أوصيكم بتقوى الله و أن تثنوا عليه بما هو له أهل و أن تخلطوا الرغبة بالرهبة فإن الله تعالى أثنى على زكريا و أهل بيته فقال : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } ثم اعلموا عباد الله أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم و أخذ على ذلك مواثيقكم و اشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي و هذا كتاب الله فيكم لا يطفأ نوره و لا تنقضي عجائبه فاستضيئوا بنوره و انتصحوا كتابه و استضيئوا منه ليوم الظلمة فإنه إنما خلقكم لعبادته و وكل بكم كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون و تروحون في أجل قد غيب عنكم علمه فإن استطعتم أن تنقضي الآجال و أنتم في عمل الله فافعلوا و لن تستطيعوا ذلك إلا بإذن الله سابقوا في آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم فتردكم إلى أسوأ أعمالكم فإن قوما جعلوا آجالهم لغيرهم و نسوا أنفسهم فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم فالوحا الوحا ثم النجاء النجاء فإن وراءكم طالبا حثيثا أمره سريع
و أخرج ابن أبي الدنيا و أحمد في الزهد و أبو نعيم في الحلية عن يحيى بن أبي كثير أن أبا بكر كان يقول في خطبته : أين الوضاء الحسنة وجوههم المعجبون بشبابهم ؟ أين الملوك الذين بنوا المدائن و حصنوها ؟ أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب ؟ قد تضعضع أركانهم حين أخنى بهم الدهر و أصبحوا في ظلمات القبور ! الوحا الوحا ثم النجاء النجاء
و أخرج أحمد في الزهد عن سلمان قال : أتيت أبا بكر فقلت : اعهد إلي فقال : يا سلمان اتق الله و اعلم أنه سيكون فتوح فلا أعرفن ما كان حظك منها ما جعلته في بطنك أو ألقيته على ظهرك و اعلم أنه من صلى الصلوات الخمس فإنه يصبح في ذمة الله و يمسي في ذمة الله تعالى فلا تقتلن أحدا من أهل ذمة الله فتخفر الله في ذمته فيكبك الله في النار على وجهك
و أخرج عن أبي بكر رضي الله عنه قال : يقبض الصالحون الأول فالأول حتى يبقى من الناس حثالة كحثالة التمر و الشعير لا يبالي الله بهم
و أخرج سعيد بن منصور في سننه عن معاوية بن قرة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يقول في دعائه : اللهم اجعل خير عمري آخره و خير عملي خواتمه و خير أيامي يوم لقائك
و أخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال : بلغني أن أبا بكر كان يقول في دعائه : اللهم إني أسألك الذي هو خير لي في عاقبة الأمر اللهم اجعل آخر ما تعطيني من الخير رضوانك و الدرجات العلى من جنات النعيم
و أخرج عن عرفجة قال : قال أبو بكر : من استطاع أن يبكي فليبك إلا فليتباك
و أخرج عن عزرة عن أبي بكر قال : أهلكهن الأحمران : الذهب و الزعفران و أخرج عن مسلم بن يسار عن أبي بكر قال : إن المسلم ليؤجر في كل شيء حتى في النكبة و انقطاع شسعه و البضاعة تكون في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في غبنه
و أخرج عن ميمون بن مهران قال : أتي أبو بكر بغراب وافر الجناحين فقلبه ثم قال : ما صيد من صيد و لا عضدت من شجرة إلا بما ضيعت من التسبيح
و أخرج البخاري في الأدب و عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الصنابحي أنه سمع أبا بكر يقول : إن دعاء الأخ لأخيه في الله يستجاب
و أخرج عبد الله في زوائد الزهد عن عبيد بن عمير عن لبيد الشاعر أنه قدم على أبي بكر فقال : ألا كل شيء ما خلا الله باطل فقال : صدقت فقال : و كل نعيم لا محالة زائل فقال : كذبت عند الله نعيم لا يزول فلما ولى قال أبو بكر : ربما قال الشاعر الكلمة من الحكمة
● [ كلمات له دالة على شدة خوفه من الله ] ●
أخرج أبو أحمد الحاكم عن معاذ بن جبل قال : دخل أبو بكر حائطا و إذا بدبسي في ظل شجرة فتنفس الصعداء ثم قال : طوبى لك يا طير تأكل من الشجر و تستظل بالشجر و تصير إلى غير حساب يا ليت أبا بكر مثلك
و أخرج ابن عساكر عن الأصمعي قال : كان أبو بكر إذا مدح قال : اللهم أنت أعلم مني بنفسي و أنا أعلم بنفسي منهم اللهم اجعلني خيرا مما يظنون و اغفر لي ما لا يعلمون و لا تؤاخذني بما يقولون
و أخرج أحمد في الزهد عن أبي عمران الجوني قال : قال أبو بكر الصديق : لوددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن
و أخرج أحمد في الزهد عن مجاهد قال : كان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع قال : و حدثت أن أبا بكر كان كذلك
و أخرج عن الحسن قال : قال أبو بكر : و الله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل و تعضد
و أخرج عن قتادة قال : بلغني أن أبا بكر قال : وددت أني خضرة تأكلني الدواب
و أخرج عن ضمرة بن حبيب قال : حضرت الوفاة ابنا لأبي بكر الصديق فجعل الفتى يلحظ إلى وسادة فلما توفي قالوا لأبي بكر : رأينا ابنك يلحظ إلى وسادة فدفعوه عن الوسادة فوجدوا تحتها خمسة دنانير أو ستة فضرب أبو بكر بيده على الأخرى يرجعه و يقول : إنا لله و إنا إليه راجعون يا فلان ما أحسب جلدك يتسع لها
و أخرج عن ثابت البناني أن أبا بكر كان يتمثل بهذا الشعر :
( لا تزال تنعي حبيبا حتى تكونه ... و قد يرجو الفتى الرجا يموت دونه )
و أخرج ابن سعد عن ابن سيرين قال : لم يكن أحد بعد النبي صلى الله عليه و سلم أهيب لما لا يعلم من أبي بكر و لم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب لما لا يعلم من عمر و إن أبا بكر نزلت فيه قضية فلم يجد لها في كتاب الله أصلا و لا في السنة أثرا فقال : أجتهد رأيي فإن يكن صوابا فمن الله و إن يكن خطأ فمني و أستغفر الله
● [ ما ورد عن تعبير الرؤيا ] ●
أخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن المسيب قال : رأت عائشة رضي الله عنها كأنه وقع في بيتها ثلاثة أقمار فقصتها على أبي بكر ـ و كان من أعبر الناس ـ فقال : إن صدقت رؤياك ليدفنن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثا فلما قبض النبي صلى الله عليه و سلم قال : يا عائشة هذا خير أقمارك
و أخرج أيضا [ عن عمر بن شرحبيل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيتني أردفت غنم سود ثم أردفتها غنم بيض حتى ما ترى السود فيها فقال أبو بكر : يا رسول الله أما الغنم السود فإنها العرب يسلمون و يكثرون و الغنم البيض الأعاجم يسلمون حتى لا يرى العرب فيهم من كثرتهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كذلك عبرها الملك سحرا ]
و له [ عن ابن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : رأيتني على بئر أنزع فيها فوردتني غنم سود ثم ردفها غنم عفر فقال أبو بكر : دعني أعبرها ] فذكر نحوه
و أخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين قال : كان أعبر هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر
و أخرج ابن سعد [ عن ابن شهاب قال : رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رؤيا فقصها على أبي بكر فقال : رأيت كأني استبقت أنا و أنت درجة فسبقتك بمرقاتين و نصف قال : يا رسول الله يقبضك الله إلى مغفرة و رحمة و أعيش بعدك سنتين و نصفا ]
و أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن أبي قلابة أن رجلا قال لأبي بكر الصديق : رأيت في النوم أني أبول دما قال : أنت رجل تأتي امرأتك و هي حائض فاستغفر الله و لا تعد
فائدة : أخرج البيهقي في الدلائل عن عبد الله بن بريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرو بن العاص في سرية فيهم أبو بكر و عمر فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو ألا ينوروا نارا فغضب عمر فهم أن يأتيه فناه أبو بكر و أخبره أنه لم يستعمله رسول الله صلى الله عليه و سلم عليك إلا لعلمه بالحرب فهدأ عنه
و أخرج البيهقي [ من طريق أبي معشر عن بعض مشيختهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إني لأؤمر الرجل على القوم فيهم من خير منه لأنه أيقظ عينا و أبصر بالحرب ]
أخرج خليفة بن خياط و أحمد بن حنبل و ابن عساكر [ أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي بكر : أنا أكبر أو أنت ؟ قال : أنت أكبر و أكرم و أنا أسن منك ] مرسل غريب جدا فإن صح عد هذا الجواب من فرط ذكائه و أدبه و المشهور أن هذا الجواب للعباس و قد وقع أيضا لسعيد بن يربوع أخرجه الطبراني و لفظه [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له : أينا أكبر ؟ قال : أنت أكبر و أخير مني و أنا أقدم ]
و أخرج أبو نعيم أن أبا بكر قيل له : يا خليفة رسول الله ألا تستعمل أهل بدر ؟ قال : إني أرى مكانهم و لكني أكره أن أدنسهم بالدنيا
و أخرج أحمد في الزهد عن إسماعيل بن محمد أن أبا بك قسم قسما فسوى فيه بين الناس فقال عمر : تسوي بين أصحاب بدر و سواهم من الناس فقال أبو بكر : إنما الدنيا بلاغ و خير البلاغ أوسعه و إنما فضلهم في أجورهم
أخرج أحمد في الزهد عن أبي بكر بن حفص قال : بلغني أن أبا بكر كان يصوم الصيف و يفطر الشتاء
و أخرج ابن سعد عن حيان الصائغ قال : كان نقش خاتم أبي بكر [ نعم القادر الله ]
فائدة أخرج الطبراني عن موسى بن عقبة قال : لا نعلم أربعة أدركوا النبي صلى الله عليه و سلم و أبناءهم إلا هؤلاء الأربعة : أبو قحافة و ابنه أبو بكر الصديق و ابنه عبد الرحمن و أبو عتيق بن عبد الرحمن و اسمه محمد
و أخرج ابن منده و ابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما أسلم أبو أحد من المهاجرين إلا أبو أبي بكر
● فائده :
أخرج ابن سعد و البزار بسند حسن عن أنس قال كان أسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر الصديق و سهيل بن عمرو ابن بيضاء
فائدة : أخرج البيهقي في الدلائل عن أسماء بنت أبي بكر قالت لما كان الفتح خرجت ابنة لأبي قحافة فلقيتها الخيل ـ و في عنقها طوق من ورق ـ فاقتطعه إنسان من عنقها فلما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد قام أبو بكر و قال : أنشد بالله و الإسلام طوق أختي فو الله ما أجابه أحد ثم قال : الثانية فما أجابه أحد ثم قال : يا أخته احتسبي طوقك فو الله إن الأمانة اليوم في الناس لقليل
فائدة : رأيت بخط الحافظ الذهبي :
من كان فرد زمانه في فنه : أبو بكر الصديق في النسب عمر بن الخطاب في القوة في أمر الله عثمان بن عفان في الحياء علي في القضاء أبي بن كعب في القراءة زيد بن ثابت في الفرائض أبو عبيدة بن الجراح في الأمانة ابن عباس في التفسير أبو ذر في صدق اللهجة خالد بن الوليد في الشجاعة الحسن البصري في التذكير وهب بن منبه في القصص ابن سيرين في التعبير نافع في القراءة أبو حنيفة في الفقه ابن إسحاق في المغازي مقاتل في التأويل الكلبي في قصص القرآن الخليل في العروض فضيل بن عياض في العبادة سيبويه في النحو مالك في العلم الشافعي في فقه الحديث أبو عبيدة في الغريب علي بن المديني في العلل يحيى بن معين في الرجال أبو تمام في الشعر أحمد بن حنبل في السنه البخاري في نقد الحديث الجنيد في التصوف محمد بن زكريا الرازي في الطب أبو معشر في النجوم إبراهيم الكرماني في التعبير ابن نباتة في الخطب أبو الفرج الأصبهاني في المحاضرة أبو القاسم الطبراني في العوالي ابن حزم في الظاهر أبو الحسن البكري في الكذب الحريري في مقاماته ابن منده في سعة الرحلة المتنبي في الشعر الموصلي في الغناء الصولي في الشطرنج الخطيب البغدادي في سرعة القراءة علي بن هلال في الخط عطاء السليمي في الخوف القاضي الفاضل في الإنشاء الصمعي في النوادر أشعب في الطمع معبد في الغناء ابن سينا في الفلسفة
كتاب : تاريخ الخلفاء
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطيي
منتدى ميراث الرسول - البوابة