بّسم الله الرّحمن الرّحيم مكتبة علوم القرآن أسرار ترتيب القرآن سور العاديات والقارعة والتكاثر والفيل وقريش والماعون ● [ سورة العاديات ] ●
أقول: لا يخفى ما بين قوله في الزلزلة: (وأَخرَجتِ الأَرضُ أَثقالها) وقوله في هذه السورة: (إِذا بُعثرَ ما في القبور) من المناسبة والعلاقة.
● [ سورة القارعة ] ●
قال الإمام: لما ختم الله سبحانه السورة السابقة بقوله: (إِنَّ ربَهُم بِهِم يَومئذٍ لخَبير) فكأنه قيل: وما ذاك? قال: هي القارعة قال: وتقديره: ستأتيك القارعة على ما أخبرت عنه بقوله: (إِذا بُعثِرَ ما في القبور).
● [ سورة التكاثر ] ●
أقول: هذه السورة واقعة موقع العلة لخاتمة ما قبلها، كأنه لما قال هناك: (فأُمهُ هاوية) قيل: لم ذلك? فقال: لأنكم (أَلهاكُم التكاثُر) فاشتغلتم بدنياكم، وملأنم موازينكم بالحطام، فخفت موازينكم بالآثام، ولهذا عقبها بسورة العصر، المشتملة على أن الإنسان في خُسر، بيان لخسارة تجارة الدنيا، وربح تجارة الآخرة، ولهذا عقبها بسورة الهمزة، المتوعد فيها من جمع مالاً وعدّده، يحسب أن ماله أخلده فانظر إلى تلاحم هذه السور الأربع، وحست اتساقها.
● [ سورة الفيل ] ●
ظهر لي في وجه اتصالها بعد الفكرة: أنه تعالى لما ذكر حال الهمزة اللمزة، الذي جمع مالاً وعدده، وتعزز بماله وتقوى، عقب ذلك بذكر قصة أصحاب الفيل، الذين كانوا أشد منهم قوة، وأكثر أموالاً وعتوا، وقد جعل كيدهم في تضليل، وأهلكهم بأصغر الطير وأضعفه، وجعلهم كعصف مأكول، ولم يغن عنهم مالهم ولا عزهم ولا شوكتهم، ولا فيلهم شيئاً فمن كان قصارى تعزُّزه وتقوِّيه بالمال، وهَمز الناس بلسانه، أقرب إلى الهلاك، وأدنى إلى الذلة والمهانة.
● [ سورة قريش ] ●
هي شديدة الاتصال بما قبلها، لتعلق الجار والمجرور في أولها بالفعل في آخر تلك ولهذا كانتا في مصحف أبي سورة واحدة.
● [ سورة الماعون ] ●
أقول: لما ذكر تعالى في سورة قريش: (الذي أطعمَهُم مِن جوعٍ) ذكر هنا ذم من لم يُحض على طعام المسكين ولما قال هناك: ( فليعبدوا رب هذا البيت) ذكر هنا من سها عن صلاته.
أسرار ترتيب القرآن تأليف : السيوطي منتديات الرسالة الخاتمة ـ البوابة