منتدى نافذة ثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    من تحامق وليس بأحمق وتجان وليس بمجنون

    بص وطل
    بص وطل
    Admin


    عدد المساهمات : 2283
    تاريخ التسجيل : 29/04/2014

    من تحامق وليس بأحمق وتجان وليس بمجنون Empty من تحامق وليس بأحمق وتجان وليس بمجنون

    مُساهمة من طرف بص وطل الثلاثاء فبراير 16, 2016 5:37 pm

    من تحامق وليس بأحمق وتجان وليس بمجنون Magane10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    عقلاء المجانين للنيسابوري
    من تحامق وليس بأحمق
    وتجان وليس بمجنون
    من تحامق وليس بأحمق وتجان وليس بمجنون 1410
    من تحامق لينال غنى
    سمعت أبا نصر محمد بن مزاحم البدخشي، قدم علينا حاجاً، قال: سمعت سعيد بن علي بن عطاف الطاحي بالبصرة يقول: كان عندنا رجل عاقل أديب فهم شاعر يقال له عامر وكان مع أدبه محروماً مجازفاً، فقال لي رجل من أصحابي إن صديقك عامراً قد جن، فجعلت أطلبه حتى ظفرت به في بعض القرى والصبيان حوله يضحكون، فقلت له: يا عامر مذ كم صرت بهذه الحال ، فأنشد يقول:
    جننت نفسي لكي أنال غنى * فالعقل في ذا الزمان حرمان
    يا عاذلي لا تلم أخا حمق * تضحك منه فالحمق ألوان
    وعلى هذا علي بن صلوة القصرى كان ممن يجيد الشعر وكان محروماً لا يؤبه له، ومن جيد شعره:
    لسان الهوى في مقلتي لك ناطق * يخبـر عني أنني لك وامق
    ولي شاهد من ضر جسمي معـدل * وقلب عليل في ودادك خافق
    وما كنت أدري قبل حبك ما الهـوى * ولكن قضاء اللّه في الخلق سابق
    ثم تحامق وأخذ في الهزل فحسنت حاله وراج أمره حتى أن الملوك والأشراف أولعوا به، ومن قوله:
    غياث بن عبد اللّه يطعم ضيفه * رؤوس الجدايا طبخها بأرياجها
    وهذا مجال في الطعام لأنما * رؤوس الجدايا حقها سكباجها
    وما أشبه ذلك: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن الجنيد يقول سمعت محمد بن زكريا الغلابي يقول: مر بعض الأدباء بمجنون يتكلم، فتأمل كلامه، فإذا هو رصين يدور على الأصول، فقال له ما حملك على التحامق ، فقال:
    لما رأيت الحظ حظ الجاهل * ولم أر المغـبون مثل العاقل
    دخلت عيشاً من كرام نائل * فصرت من عقلي على مراحل
    أنشدنا أبو نصر محمد بن أحمد التميمي بسرخس:
    إن كنت تهوى أن تنال المالا * فالبس من الحمق غداً سربالاً
    من تحامق وليس بأحمق وتجان وليس بمجنون Fasel10
    من تحامق ليرخي وقتاً ويطيب عيشاً
    أخبرنا أبو عبد الله محمد بن صالح الأندلسي المعافري قال: أخبرنا بكر بن حماد السهربي قال حدثنا صالح بن علي النصيبيني قال: قلت لزيد ابن سعيد العبدي: مالي أراك نكرت حالك وزيك ، قال: جددت فشقيت ثم تحامقت فارحت واسترحت.
    أخبرنا أبو الحسن المظفر بن محمد بن غالب الهمداني برباط قراوة قال أنشدنا محمد بن إبراهيم بن عرفة الأسدي نفطويه قال أنشدنا العباس ابن محمد الرودي الشافعي:
    وانزلني طول النوى دار غربة * إذا شئت لاقيت امرءاً لا أشاكله
    فحامقته حتى يقال سجـية * ولو كان ذا عقل لكنت اعاقله
    أنشدنا أبو جعفر محمد بن علي بن الطيان القمي هذا الشعر
    تحامق تطب عيشاً ولاتك عاقلاً * فعقل الفتى في ذا الزمان عدوه
    فكم قد رأينا ذا نهي صار خاملاً * وذا حمق في الحمق منه سموه
    ولأبي الربيع محمد بن علي الصفار البلخي.
    طاب عيش الرقيع في ذا الزمان * والجهول الغفول والصفعان
    فاغتنم حمقك الذي أنت فيه * تحظ بالمكرمات والاحسان
    وأنشدني أبو منصور مهلهل بن علي الغنوي:
    الروح والراحة في الحمق * وفي زوال العقل والخرق
    فمن أراد العيش في راحة * فليلزم الجهل مع الحمق
    ورأيت في بعض الكتب:
    إذا كان الزمان زمان حمق * فإن العقل حرمان وشـوم
    فكن حمقاً مع الحمق فإني * أرى الدنيا بدولتهم تدوم
    من تحامق وليس بأحمق وتجان وليس بمجنون Fasel10
    من تحامق لينجو من بلاء وآفة
    حدثنا أبو أحمد بن قريش بن سليمان سنة ثمان وثلاثين بمرو الروذ قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباس الديري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أبي طاوس عن أبيه قال: لما وقعت الفتنة زمن عثمان رضي الله عنه قال رجل لأهله أوثقوني فإني مجنون كيلا أوذيكم، فأوثقوه، فلما قتل عثمان رضي الله عنه قال خلوا عني فقد صحوت والحمد الله الذي عافاني من قتل عثمان.
    سمعت الحسن بن عمران الحنظلي، بهراة، يقول حدثنا أبو عبد الله محمد بن حفص الفارسي حدثنا منصور بن سعيد الرازي. حدثنا قاسم ابن محمد بن عريب من ولد أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: ادخل عبادة المخنث على الواثق والناس يضربون ويقتلون في الامتحان قال فقلت والله لئن امتحنني قتلني فبدأته فقلت اعظم الله أجرك أيها الخليفة فقال فيمن ، فقلت: في القرآن قال ويحك وهل القرآن يموت ، قلت نعم كل مخلوق يموت فإذا مات القرآن في شعبان فبايش يصلي الناس في رمضان ، فقال: اخرجوه فإنه مجنون ..
    أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمود بن عبد الله قراءة عليه قال: حدثنا عبد الله بن محمود البغدادي قال حدثنا محمد بن يحيى البصري قال: دعا المنصور أبا حنيفة والثوري ومسعراً وشريكا ليوليهم القضاء، فقال أبو حنيفة: أنا أتحامق فيكم فأقال وأتخلص، وأما مسعر فيتجان ويتخلص، وأما سفيان فيهرب، وأما شريك فيقع، فلما دخلوا عليه قال أبو حنيفة رحمه الله أنا رجل مولى ولست من العرب ولا تكاد العرب ترضى بأن يكون عليهم مولى ومع ذلك فإني لا أصلح لهذا الأمر، فإن كنت صادقاً في قولي فلا أصلح له، وإن كنت كاذباً فلا يجوز لك أن تولي كاذباً دماء المسلمين وفروضهم. وأما سفيان فأدركه المشخص في طريق فذهب لحاجته فانصرف المشخص ينتظر فراغه فبصر سفيان سفينة فقال للملاح إن مكنتني من سفينتك وإلا ذبحت بغير سكين. تأول قول النبي صلى الله عليه وسلم من جعل قاضياً فقد ذبح بغير سكين فأخفاه الملاح تحت السارية. وأما مسعر بن كدام فدخل على المنصور فقال له: هات يدك، كيف أنت وأولادك ودوابك ، فقال: أخرجوه فإنه مجنون. وأما شريك فقال المنصور تقلد فقال أنا رجل خفيف الدماغ، فقال تقلد وعليك بالمعصيد والنبيذ الشديد حتى يرجح عقلك، فتقلد، فهجره الثوري، وقال أمكنك الهرب فلم تهرب.
    حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى، واللفظ له، قال حدثنا محمد ابن المسيب بن إسحاق الأرغياني قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: كتب الخليفة إلى عبد الله بن وهب في قضاء مصر، فتجنن نفسه ولزم بيته، فاطلع عليه راشد بن سعد وهو يتوضأ في صحن داره، فقال أبا محمد ألا تخرج إلى الناس فتقضي بينهم بكتاب الله وسنة رسول الله فقد جننت نفسك ولزمت بيتك. فرفع إليه رأسه وقال: إلى ههنا انتهى عقلك ، أما علمت إن العلماء يحشرون مع الأنبياء وإن القضاة يحشرون مع السلاطين.
    حدثنا أبو القاسم منصور بن العباس الفقيه ببوشنج قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن السلمي قال: دعا الخليفة أيام المحنة محمد بن مقاتل الرازي وأبا الصلت عبد السلام بن صالح الفهندري فقال لمحمد بن مقاتل: ما تقول في القرآن ، قال أقول: التوراة والانجيل والزبور والفرقان فإن هذه الأربعة مخلوقة وأشار إلى أصابعه الأربع، فنجا، فقال لأبي الصلت ما تقول ، قال تعز يا أمير المؤمنين قال عمن ويلك ، قال عن (قل هو الله أحد) فإنه مات. قال فكيف ، قال إن كان مخلوقاً فإنه يموت ، فقال مجنون اخرجوه، فاخرج فنجا.
    أخبرنا يوسف بن أحمد بن محمد بن قيس السنجري قال أخبرني عبد الله بن محمد الدينوري قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم البستي عن أبيه قال سمعت يحيى بن معين يقول: لما ادخلت على الخليفة قال لي ما تقول في القرآن ، قلت مخلوق، عنيت به قرآن بنت تمام.
    حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أحمد بن علك الجوهري، بمرو، قال حدثنا يحيى بن ساسويه بن عبد الكريم قال حدثنا علي بن حجر قال: أخبرنا شعيب بن صفوان عن أبي معشران رجلاً آلى بيمين أن لا يتزوج حتى يستشير مئة نفس، لما قاسى من بلاء النساء، فاستشار تسعة وتسعين نفساً وبقي واحد، فخرج على أن يسأل اول من نظر إليه فرأى مجنوناً قد اتخذ قلادة من عظم وسود وجهه وركب قصبة فسلم عليه وقال: مسألة، فقال سل ما يعنيك وإياك وما لا يعنيك، فقلت مجنون والله ثم قلت: إني أصبت من النساء بلاء وآليت أن لا أتزوج حتى استشير مئة نفس وأنت تمام المئة، فقال: اعلم أن النساء ثلاث، واحدة لك وواحدة عليك، وواحدة لا لك ولا عليك، فأما التي لك فشابة طرية لم تمس الرجال فهي لك لا عليك إن رأت خيراً حمدت وإن رأت شراً قالت كل الرجال على مثل هذا، وأما التي عليك فأمرأة ذات ولد من غيرك فهي تسلخ الزوج وتجمع لولدها، وأما التي لا لك ولا عليك فأمرأة قد تزوجت قبلك فإن رأت خيراً قالت هكذا يجب وإن رأت شراً حنت إلى زوجها الأول. فقلت نشدتك الله ما الذي غير من أمرك ما أرى ، قال ألم اشترط عليك أن لا تسأل عما لا يعنيك، فأقسمت عليه، فقال إني رشحت للقضاء فاخترت ما ترى على القضاء.
    وأخبرنا أبو موسى بن الحصين قراءة عليه قال حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق المهرجاني، حدثنا أبو علي سهل بن علي ببغداد في الدار قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أخي الأصمعي قال: سمعت عمي يقول: أخبرت إن الحجاج بن يوسف لما فرغ من أمر عبد الله بن الزبير قدم إلى المدينة فلقي شخصاً خارجاً من أهل المدينة، فلما رآه الحجاج قال له: يا شيخ من أهل المدينة أنت ، قال نعم قال الحجاج من أيهم ، قال من بني فزارة، قال كيف حال أهل المدينة ، قال شر حال ، قال ومم ، قال لما لحقهم من البلاء بقتل ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الحجاج ومن قتله ، قال قتله الفاجر اللعين حجاج بن يوسف عليه لعاين الله وصلبه من قلة المراقبة لله، فقال الحجاج، وقد استشاط غضباً: وإنك يا شيخ ممن أحزنه ذلك واسخطه ، قال الشيخ أي والله اسخطني ذلك سخط الله على الحجاج وأخزاه ، قال الحجاج: أو تعرف الحجاج إن رأيته ، فقال أي والله إني به لعارف فلا عرفه الله خيراً ولا وقاه ضيراً، فكشف الحجاج عن لثامه وقال لتعلم أنك أيها الشيخ يسيل دمك الساعة، فلما أيقن بالهلاك تحامق وقال هذا والله العجب أما والله يا حجاج لو كنت تعرفني ما قلت هذه المقالة، أنا العباس بن أبي ثور المصروع اصرع في كل شهر خمس مرات وهذا أول جنوني، فقال الحجاج انطلق فلا شفاك الله ولا عافاك.
    من تحامق وليس بأحمق وتجان وليس بمجنون Fasel10
    من تجان وتحامق وهو صحيح العقل
    وهم ضروب، فمنهم من تعاطى ذلك ليرى شأنه ويستره على الناس سمعت أبا موسى عمران بن محمد بن الحصين يقول: سمعت إبراهيم بن الحارث الكرماني يقول سمعت أحمد الدورقي يقول قال مالك بن دينار: رأيت بالمصيصة شيخاً في عنقه غل وسلسلة والصبيان يرمونه وهو يقول:
    إن من قد أرى على صور النا * س وإن فتشوا فليسوا بناس
    قال فتقدمت إليه فقلت أمجنون أنت ? قال أنا مجنون الجوارح لا مجنون القلب ثم مر وأنشأ يقول:
    واريت أمري بالجنون عـن الورى * كيما أكون بواحدي مشغول
    يا من تعجب في الأنام لمنطقي * ماذا أقول ومنطقي مجهول
    سمعت أبا نصر منصور بن عبد الله الأصبهاني يقول سمعت أبا بكر ابن طاهر الأبهري يقول سمعت عمران بن علي الرقي يقول: كان إبان ابن سيار الرقي رئيس القراء والفقراء بالرقة وكان مع ذلك أهل علم فأكل الذئب بنياً له وكان واحده، وكان مشغوفاً به، ولم يتمالك، وهام على وجهه، فغاب ملياً ثم عاد وقد برم بالناس. فجنن نفسه، وجعل لا تطمئن به دار ولا يستقر به قرار، فخبرت بشأنه فأتيته بأصحاب لي، فألفيته في الجامع يكلم بعض الأساطين، فقلت يا إبان أجننت ، قال نعم عندك وعند اضرابك. فقلت كيف ، فأنشد يقول:
    جننت عن عقلي لديكم وما * قلبي واللّه بمجنون
    أجن مني وإله الورى * من اشترى دنياه بالدين
    وكنت قد ابتعت ضيعة من بعض السلاطين فعلمت انه يعنيني فتسورت ووالله ما عاودته بعد.
    وقال الفرزدق أمر عمرو بن هند ملك العرب لطرفة وجرير المتلمس بكتابين إلى عامله بالبحرين بإهلاكهما وهما لا يشعران فمرا برجل على قارعة الطريق يحدث ويتفلى ويأكل، فقال المتلمس بالله ما رأيت أحمد من هذا، فقال الرجل وما رأيت من حمقي، أخرج خبيثاً وأدخل طيباً، وأقتل عدواً، أحمق والله مني من حمل حتفه بيده. ففك المتلمس كتابه فإذا فيه أما بعد فإذا أتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً فرمى بالكتاب وأنشد يقول:
    قذفت بهذا القط من جنب كافر * كذلك أرمي كل قط مطلل
    وقال لطرفة: فك كتابك، فقال: هو لا يجتريء على إهلاكي، فذهب بالكتاب فإذا فيه إذا أتاك طرفة فاقطع أكحله ولا تشده حتى يموت ففعل وأنشد طرفة يقول:
    كل خليل كنت خاللته * لا ترك الله له واضحه
    كلهم أروغ من ثعلب * ما أشبه الليلة بالبارحة
    من تحامق وليس بأحمق وتجان وليس بمجنون Fasel10
    ضروب الجد والعقل ودولة الحمق والجهل
    سمعت محمد بن أحمد بن سعيد الرازي يقول سمعت العباس بن حمزة يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول سمعت هشام بن عبد الله الرازي يقول سمعت أبا يوسف القاضي يقول ثلاثة: مجنون، ونصف مجنون وعاقل، فأما المجنون فأنت منه في راحة، وأما نصف المجنون فأنت منه في تعب، وأما العاقل فقد كفيت مؤنته.
    أنشد أبو ذر القراطيسي:
    الحمد لله كم في الدهر من عجب * ومن تغير أحوال وحالات
    لا تنظرن إلى عقل ولا أدب * إن الجـدود قريبات الحماقات
    واسترزق الله مما في خزائنه * فكل ما هو آت مرة آت
    قال عبيد الله بن سعيد الكاتب: دخل بعض الشعراء على ابن شوذب وهو الذي يضرب به المثل في كثرة الأموال، فأتى برعيل من الخيل فتأملها وقال أخرجوا منها ذلك المرعزي، ثم أتى بقطيع من الغنم لا تذبحوا ذلك الأدهم. وكان الشاعر قد مدحه بقصيدة فلما رأى ذلك خرج من عنده ولم ينشده، وأنشد يقول.
    لا يعرف الضأن من المعزى * ويحسب الأدهم مرعزّى
    صفت له الدنـيا وضاقت لنا * تلك لعمري قسمة ضئزى
    أنشد أبو الفضل العباس بن القاسم الطبري:
    قل لدهر على المكارم غطى * يا قبيح الفعال جهم المحيا
    كم رفيع حططته عن يفاع * ورقيع الحقته بالثـريا
    وأنشد أبو بكر أحمد بن عمران السوادي:
    زمان قد تفرغ للفضول * يسوّد كل ذي حمق جهول
    فإن أحـببتم فيه ارتفاعاً * فكونوا جاهلين بلا عقول
    وللامام الشافعي رحمه الله:
    إن امرأ رزق اليسار ولم يصـب * حمداً ولا اجراً لغير موفق
    فالجد يدنى كل شيء شاسع * والجد يفتح كل باب مغلق
    فإذا سمعت بأن مجدوداً حوى * عوداً فأثمر في يديه فحقق
    وإذا سمعت بأن محروماً رأى * ماء ليشربه فغاض فصدق
    وأشد خلق الله بالهمّ امرؤ * ذو همة يبلى بعيش ضـيق
    ومن الدليل على القضاء وكونه * بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق
    ولابن الرومي:
    جاهي أدق من الصـراط * فيكم وعزي في انحطـاط
    وتكايسى وتحاذقى * يلجان في سـم الخـياط
    وأنا الشقي بأرضكم * مثل المصور في البساط
    وبلغني أن امرأة أتت بزرجمهر الحكيم فقالت له أيها الحكيم ما بال الأمر يلتام للعاجز ويلتان على الحازم ، قال ليعلم العاجزان عجزه لن يضره وليعلم الحازم إن حزمه لن ينفعه وإن الأمر إلى غيرهما.
    قال أكتم بن صيفي حكيم العرب لبنيه: إياكم وصحبة الأحمق فإنه إلى أن يضركم أقرب منه إلى أن ينفعكم.
    قال الأحنف بن قيس لبعض أصدقائه: اجتنب صحبة الحمقى فانهم لا يستقرون على حال وإياك والعتاب فإنه يفتح باب التغالي، والعتاب خير من الحقد.
    قال بشر بن عمرو اتق الأحمق فليس للأحمق خير من هجرانه.
    قال أبو الحسن علي بن إبراهيم:
    اتق الأحمق إن تصحبه * إنما الأحمق كالثوب الخلق
    كلما رقعت منه جانـباً * صفقته الريح وهنا فانـخـرق
    أو كعير السوء إن أقصدته * رمح الناس وإن جاع نهق
    قال آدم بن عيينة قلب حجر بأرض الروم فإذا عليه مكتوب:
    ولا تصحب أخا الحمق * وإياك وإياه
    فكم من جاهل أردى * حكـيماً حين واخاه
    يقاس المرء بالمرء * إذا ما هو ماشـــاه
    وللقلب على القلب * دليل حين يلـقـــــــاه
    وللناس من الناس * مقاييس وأشـبـــــاه
    من تحامق وليس بأحمق وتجان وليس بمجنون Fasel10
    مختصر: عقلاء المجانين للحسن بن حبيب النيسابوري
    من تحامق وليس بأحمق وتجان وليس بمجنون Fasel10


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 11:21 pm