بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سلاح المؤمن
في الدعاء والذكر
● [ الباب الثالث عشر ] ●
في الأدعية المتعلقة بالصيام
ما يقول عند الإفطار
648 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله )
رواه أبو داود والنسائي والحاكم في المستدرك بلفظ واحد وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري
الظمأ مقصور مهموز
649 وعن عبد الله بن أبي مليكة قال سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول عند فطره اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي
رواه ابن ماجه والحاكم في المستدرك وهذا لفظه
● [ ما يقول إذا أفطر عند قوم ] ●650 عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سعد بن معاذ فقال ( أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليك الملائكة )
رواه ابن ماجه وهذا لفظه ورواه ابن حبان في صحيحه وعنده سعد ابن عبادة بدل سعد بن معاذ
● [ ما يقول إذا حضر الطعام وهو صائم ] ●651 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم فأتته بتمر وسمن قال ( أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم ) ثم قام إلى ناحية من البيت وصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها
رواه البخاري وأبو داود والنسائي
652 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا دعي أحدكم فليجلب فإن كان صائما فليصل وإن كان مفطرا فليطعم )
قال هاشم وهو ابن حسان والصلاة الدعاء
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ورواه النسائي من حديث ابن مسعود وقال فيه وإن كان صائما دعا بالبركة
653 وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا دعي أحدكم إلى وليمة عرس فليجب فإن كان صائما دعا وبرك وإن كان مفطرا أكل )
رواه أبو داود وابن ماجه وأبو عوانة في مسنده الصحيح وهذا لفظه
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الباب الرابع عشر
في الأدعية المتعلقة بالحج والعمرة
● [ الأدعية المتعلقة بالحج ] ●
ما يقول قبل التلبية
654 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين ثم بات بها حتى أصبح ثم ركب حتى استوت به على البيداء حمد الله وسبح وكبر ثم أهل بحج وعمرة وأهل الناس بهما فلما قدمنا أمر الناس فحلوا حتى كان يوم التروية وأهلوا بالحج قال ونحر النبي صلى الله عليه وسلم بدنات بيده قياما وذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة كبشين أملحين
انفرد به البخاري
يوم التروية هو الثامن من ذي الحجة سمي بذلك لأن الناس يتروون معهم من الماء من مكة لعرفة
● [ ما جاء في التلبية ] ●655 عن ابن عمر رضي الله عنهما إن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) رواه الجماعة زاد الخمسة على البخاري وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها لبيك وسعديك والخير بيديك لبيك والرغباء إليك لبيك قال الخطابي معناها سرعة الإجابة وإظهار الطاعة وقال النحويون أصله مأخوذ من لب الرجل بالمكان وألب به إذا لزمه، قالوا ومعنى التثنية فيه التوكيد كأنه قال إلبابا ببابك بعد إلباب ولزوما لطاعتك بعد لزوم وكذلك قوله وسعديك معناه إسعادا بعد إسعاد وطاعة لك بعد طاعة انتهى كلامه
والرغباء بفتح الراء مع المد ويقال بضمها مع القصر وحكى فيها الفتح مثل شكوى ومعناها الطلب والمسألة
656 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان من تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لبيك إله الحق لبيك ) رواه النسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه بلفظ واحد وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
● [ ما يقول في الطواف ] ●657 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعير كلما أتى الركن أشار إليه بشيء عنده وكبر
انفرد به البخاري
658 وعن عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين الركنين ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم ورواه أيضا من حديث عبد الله بن السائب عن أبيه
659 وعن سعيد بن جبير قال كان من دعاء ابن عباس الذي لا يدع بين الركنين والمقام أن يقول رب قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف على كل غائبة لي بخير
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وأخرجه الحاكم في المستدرك مرفوعا وصحح إسناده ولفظه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول فذكره بلفظه وليس فيه بين الركن والمقام
● [ ما يقول على الصفا والمروة ] ●660 عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في حديثه في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } البقرة 125 فجعل المقام بينه وبين البيت وكان أبي يقول ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين { قل هو الله أحد } و { قل يا أيها الكافرون } ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ { إن الصفا والمروة من شعائر الله } البقرة 158 أبدأ بما بدأ الله عز وجل به فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ) ثم دعا بين ذلك فقال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدنا مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا وذكر الحديث
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأخرجه أبو عوانة في مسنده الصحيح وزاد فيه يحيى ويميت
661 وعن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان إذا رقى على الصفا كبر ثلاث تكبيرات فيقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير يصنع ذلك سبع مرات فذلك أحد وعشرون من التكبير وسبع من التهليل ويدعو فيما بين ذلك ويسأل الله ثم يهبط وإنه إذا رقى على المروة صنع مثل ما صنع على الصفا فصنع ذلك سبع مرات حتى يفرغ من سعيه
662 وعنه أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو على الصفا يدعو يقول إنك قلت ادعوني أستجب لكم وإنك لا تخلف الميعاد وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم
رواهما مالك في الموطأ
● [ ما يقول في مسيره إلى عرفة ] ●663 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفات منا الملبي ومنا المكبر
رواه مسلم وأبو داود
● [ ما يقول في عرفة ] ●664 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خير الدعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )
رواه الترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه
665 وعن سعيد بن جبير قال كنا مع ابن عباس بعرفات فقال مالي لا أسمع الناس يلبون فقلت ما يخافون من معاوية فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال لبيك اللهم لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي
رواه النسائي وهذا لفظه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين
الفسطاط من الأبنية وهو السرادق ويقال فيه فسطاط وفستاط وفساط بتشديد السين وضم الفاء وكسرها في الثلاثة نص عليها ابن سيده وقال في العباب وقال الليث الفسطاط مجتمع أهل الكورة وقال ابن التباني في الموعب قال أبو زيد ويجوز فسطاط بالسين وفصطاط بالصاد وقد يقال فساط مثل نشاب ولا يكون جمعه إلا فساطيط
666 وعن أبي مجلز واسمه لاحق بن حميد أنه كان مع ابن عمر فلما طلعت عليه الشمس أمر براحلته فرحلت وارتحل من منى فلما صلى العصر وقف بعرفة فجعل يرفع يديه أو قال يمد قال ولا أدري لعله قال دون أذنيه وجعل يقول الله أكبر ولله الحمد الله أكبر ولله الحمد الله أكبر ولله الحمد لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم اهدني بالهدى ونقني بالتقوى فاغفر لي في الآخرة والأولى ثم يرد يديه فيسكت بقدر ما كان إنسان يقرأ بفاتحة الكتاب ثم يعود فيرفع يديه ويقول مثل ذلك
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
● [ ما يقول عند المشعر الحرام ] ●667 عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا وذكر الحديث
وهو طرف من الحديث المتقدم في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم
● [ ما يقول إلى أن يرمي وحين يرمي ] ●668 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل فأخبر الفضل أنه لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة
رواه الجماعة
669 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ثم يتقدم فيسهل فيقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك فيأخذ ذات الشمال فيسهل ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ويقول هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل
رواه البخاري والنسائي
670 وعن جابر رضي الله عنه في حديثه المتقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة
● [ ما يقول في داخل البيت ] ●671 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في أيديهما الأزلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط ) ثم دخل البيت فكبر في نواحي البيت وخرج ولم يصل فيه
رواه البخاري وأبو داود ولفظه فكبر في نواحيه وفي زواياه الأزلام هي القداح التي عليها علامات للخير والشر والأمر والنهي واحدها زلم وزلم بضم الزاي وفتحها مع فتح اللام فيها
والقداح عيدان السهام قبل أن تريش ويركب فيها النصال ويقال هي حصى بيض والاستقسام هو الضرب بها لإخراج ما قسم لهم وتمييزه بزعمهم
672 وعن ابن جريج قال قلت لعطاء أسمعت ابن عباس يقول إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله قال لم يكن ينهى عن دخوله ولكني سمعته يقول أخبرني أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج فلما خرج ركع في قبل البيت ركعتين وقال ( هذه القبلة ) قلت له ما نواحيها أفي زواياها قال ( بل في كل قبلة من البيت )
رواه مسلم والنسائي وفي روايته فأمر بلالا فأجاف الباب والبيت إذ ذاك على ستة أعمدة فمضى حتى إذا كان بين الأسطوانتين اللتين يليان الباب باب الكعبة جلس فحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره ثم قام حتى أتى ما استقبل من دبر الكعبة فوضع وجهه وخده عليه وحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة فاستقبله بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله والمسألة والاستغفار ثم خرج فصلى ركعتين مستقبل وجه الكعبة ثم انصرف فقال ( هذه القبلة هذه القبلة )
● [ ما يقول عند شرب ماء زمزم ] ●673 عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما جالسا فجاءه رجل فقال من أين جئت قال من زمزم قال فشربت منها كما ينبغي قال وكيف قال إذا شربت منها فاستقبل الكعبة واذكر اسم الله وتنفس ثلاثا من زمزم وتضلع منها فإذا فرغت فاحمد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن آية ما بيننا وبين المنافقين لا يتضلعون من زمزم )
رواه ابن ماجه واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين
قيل سميت زمزم لكثرة مائها يقال ماء زمزم بفتح الزاي وزمزوم بضمها وزيادة واو وزمازم بألف مع ضم الزاي إذا كان كثيرا وقيل بل لضم هاجر عليها السلام لمائها حين انفجرت وزمها إياها وقيل إنه غير مشتق
674 وعن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ماء زمزم لما شرب له فإن شربته تستشفي به شفاك الله وإن شربته مستعيذا أعاذك الله وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه ) قال وكان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم قال اللهم أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء
رواه الحاكم في المستدرك
675 وعن سويد بن سعيد قال رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم واستسقى منه شربة ثم استقبل الكعبة فقال اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ماء زمزم لما شرب له ) وهذا أشربه لعطش القيامة ثم شرب
قال شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي رحمه الله هذا الحديث على رسم الصحيح فإن عبد الرحمن بن أبي الموال انفرد به البخاري وسويد بن سعيد انفرد به مسلم
● [ ما يقول إذا رجع من حجته أو عمرته ] ●676 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده )
رواه الجماعة إلا ابن ماجه وعند الترمذي سائحون بدل ساجدون
قفل معناه رجع وكذلك آيبون راجعون والشرف العالي المرتفع
677 عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه )
رواه الجماعة إلا البخاري
678 وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه )
انفرد به مسلم
679 وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من نفسه صادقا ثم مات أو قتل فإن له أجر شهيد )
مختصر رواه الأربعة واللفظ لأبي داود وقال الترمذي هذا حديث صحيح
قال ابن سيده في المحلى وفواق الناقة يعني بضم الفاء وفتحها رجوع اللبن في ضرعها يقال لا تنتظره فواق ناقة وأقام فواق ناقة جعلوه ظرفا على السعة وفواق الناقة وفواقها ما بين الحلبتين إذا فتحت يدك وقيل إذا قبض الحالب على الضرع ثم أرسله عند الحلب وفيقتها درتها وجمعها فيق وفيق وحكى كراع فيقة الفاقة بالفتح ولا أدري كيف ذلك
680 وعن عمر رضي الله عنه أنه قال اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي ببلد رسولك
انفرد به البخاري
وقد تقدم في أول الباب السادس عن أنس رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنت ملحان فاتكأ عندها ثم ضحك فقالت لم تضحك يا رسول الله قال ( لأناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثلهم مثل الملوك على الأسرة ) قالت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال ( اللهم اجعلها منهم )
● [ ما يقول الإمام لمن يريد الغزو ] ●681 عن بريدة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال ( اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا )
مختصر رواه الجماعة إلا البخاري
682 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( انطلقوا بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } البقرة 195 )
رواه أبو داود
وقد تقدم في الباب السادس من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فاتيته فقلت يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة قال ( اللهم سلمهم وغنمهم ) فغزونا فسلمنا وغنمنا
مختصر رواه ابن حبان في صحيحه
● [ ما يدعى به للخيول في سبيل الله ] ●683 عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فجهد الظهر جهدا شديدا فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بظهرهم من الجهد فتحين بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مضيقا سار الناس فيه وهو يقول ( مروا بسم الله ) فجعل ينفح بظهورهم وهو يقول ( اللهم احمل عليهم في سبيلك فإنك تحمل على القوى والضعيف والرطب واليابس والبر والبحر )
مختصر رواه ابن حبان في صحيحه
( ينفح ) هو بفتح الفاء والحاء المهملة قال ابن فارس نفحت الدابة إذا رمت بحافرها وضربت به ونفحه بالسيف إذا تناوله به من بعيد
● [ ما يدعو به لمن لا يثبت على الخيل ] ●684 عن جرير رضي الله عنه قال كنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري وقال ( اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ) قال فما وقعت عن فرس بعد
رواه البخاري ومسلم والنسائي
● [ ما يدعو به لمن يقاتل ] ●
أو يعمل عملا يعين على القتال685 عن أنس رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة ولم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال ( اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة ) فقالوا مجيبين له
( نحن الذين بايعوا محمدا ** على الجهاد ما بقينا أبدا )
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وفي رواية للبخاري ومسلم فأكرم وفي إحدى روايات البخاري فارحم وفي بعضها فبارك وفي بعضها فأصلح وفي رواية لمسلم فانصر
● [ ما يدعو به إذا أراد لقاء العدو ] ●686 عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال ( أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود وفي رواية للبخاري ومسلم اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم
687 وعن البراء رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز عبد الله
( اللهم لولا أنت ما اهتدينا . ولا تصدقنا ولا صلينا )
( فأنزلن سكينة علينا . وثبت الأقدام إن لاقينا )
( إن الأعداء قد بغوا علينا . إذا أرادوا فتنة أبينا )
يرفع بها صوته
رواه البخاري ومسلم والنسائي وفي رواية للبخاري أيضا والله لولا الله ما اهتدينا
وفي رواية له صمنا بدل تصدقنا
● [ ما يقول إذا رأى العدو ] ●688 وعن أنس رضي الله عنه في حديث خروجهم إلى خيبر قال فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا محمد والله والخميس قال فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الله أكبر الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم { فساء صباح المنذرين } الصافات 177
مختصر رواه الجماعة إلا أبا داود ولفظ مسلم قالها ثلاث مرات
الخميس الجيش
● [ ما يقول عند القتال ] ●قال الله تعالى { ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين } البقرة 250
وقال تعالى { وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين } آل عمران 147
وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } الأنفال 45
689 وعن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين نزل عن بغلته فدعا واستنصر وهو يقول
( أنا النبي لا كذب . أنا ابن عبد المطلب )
اللهم نزل صبرك ... )
مختصر رواه مسلم والترمذي والنسائي
690 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال ( اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حسن غريب وفي رواية للنسائي من حديث صهيب رب بك أقاتل وبك أصاول ولا حول ولا قوة إلا بك أحول أتحرك وأصول أسطو وقيل غير ذلك
691 وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم )
رواه أبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما ولفظه الأربعة سواء وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وفي لفظ لابن حبان كان إذا أصاب قوما
● [ ما يقول إذا أصابته جراحة ] ●692 عن جابر رضي الله عنه أن طلحة رضي الله عنه لما قطعت أصابعه يوم أحد فقال حس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون )
رواه النسائي ورجال إسناده رجال الصحيح
● [ ما يقول إذا انهزم العدو ] ●693 عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استووا حتى أثني على ربي فصاروا خلفه صفوفا قال اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسألك الأمن يوم الخوف اللهم عائذ من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق آمين )
رواه النسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ للنسائي والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وفي رواية للنسائي لما أعطيت
● [ ما يقول إذا رجع من غزوه ] ●694 فيه حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف ثلاث تكبيرات ثم يقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ) وقد تقدم في آخر الباب قبل هذا
أو يعمل عملا يعين على القتال