من طرف فريق العمل الأحد أغسطس 09, 2015 4:11 pm
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
القانون فى الطب لإبن سينا
الكتاب الأول: الأمور الكلية فى علم الطب
الفن الثالث: الصحة والمرض وضرورة الموت
التعليم الثالث : تدبير المشايخ
● [ الفصل الأول : قول كلي في تدبير المشايخ ] ●
جملة تدبيرهم في استعمال ما يرطّب ويسخن معاً من إطالة النوم، واللبث في الفراش أكثر من الشبان، ومن الأغذية والاستحمامات والأشربة وإدامة إدرار بولهم وإخراج البلغم من معدهم من طريق المعي والمثانة، وأن يدام لين طبيعتهم وينفعهم جداً الدلك المعتدل في الكمية والكيفية مع الدهن، ثم الركوب أو المشي إن كانوا يضعفون عن الركوب. والضعيف منهم يعاد عليه الدلك ويُثنى، ويجب أن يتعهد التطيب من العطر كثيراً وخصوصاً الحار باعتدال، وأن يمرخوا بالدهن بعد النوم، فإن ذلك ينبه القوة الحيوانية، ثم يستعمل المشي والركوب.
بّسم الله الرّحمن الرّحيم
● [ الفصل الثاني : تغذية المشايخ ] ●
يجب أن يفرق غذاء الشيخ قليلاً قليلاً، ويغذى في كرتين أو ثلاث بحسب الهضم وقوته وضعفه فيأكل في الساعة الثالثة الخبز الجيّد الصنعة مع العسل، وفي السابعة بعد الاستحمام ما يلين البطن مما نذكره، ويتناول بعد ذلك بقرب الليل الطعام المحمود الغذاء، فإن كان قوياً زيد في غذائه قليلاً، وليجتنبوا كل غذاء غليظ يولد السوداء والبلغم، وكل حاد حريف يجفف مثل الكواميخ والتوابل، إلا على سبيل الدواء، فإن فعلوا من ذلك ما ملا ينبغي لهم فتناولوا من الصنف الأول مثل المالح والباذنجاق والمقدد ولحوم الصيد، أو مثل السمك الصلب اللحم والبطيخ الرقيّ والقثاء، أو فعلوا الخطأ الثاني، فأكلوا الكواميخ والصحناة واللبن، عولجوا بتناول الضد، بل إنما يجب أن يستعمل فيهم الملطفات إذا علم أن فيهم فضولاً، فإذا نقوا غذوا بالمرطبات، ثم يعاودون أحياناً بأشياء من الملطفات مغ الغذاء على ما سنقول فيه. وأما اللبن فينتفع به منهم من يستمرئه ولا يجد عقيبه تمدداً في ناحية الكبد أو البطن، ولا حكّة ولا وجعاً، فإن اللبن يغفو ويرطب. وأوفقه لبن الماعز والأتن. ولبن الأتن من خواصه أنه لا يتجبن كثيراً، وينحدر سريعاً ولا سيما إن كان معه ملح وعسل. ويجب أن يتعهد المرعى حتى لا يكون نباتاً عفصاً، أو حريفاً أو حامضاً أو شديد الملوحة.
وأما البقول والفواكه التي تتناولها المشايخ فى مثل السلق والكرفس، وقليل من الكرات يتناولها مطيبة بالمري والزيت، وخصوصاً قبل طعامهم ليعين على تليين الطبيعة، وإذا استعملوا الثوم في الأوقات وكانوا معتادين له انتفعوا به، والزنجبيل المربّى من الأدوية الموافقة لهم، وأكثر المربيات الحارة، وليكن بقدر ما يسخن ويهضم لا بقدر ما يجفف البدن.
ويجب أن تكون أغذيتهم مرطّبة إنما ينفعل عن هذه من طريق الهضم والتسخين ولا ينفعل إلى التجفيف ومما يستعملونه لتليين طبائعهم ويوافق أبدانهم من الفواكه، التين والإجاص في الصيف، والتين اليابس المطبوخ بماء العسل إن كان الوقت شتاء. وجميع هذا يجب أن يكون قبل الطعام لتليين طبائعهم، وأيضاً اللبلاب المطبوخ بالماء والملح مطيباً بالماء والزيت، وأصل البسفايج إذا جعل شورباجة من الدجاج، أو في مرقة السلق أو في مرقة الكرنب، فإن كانت طبيعتهم تستمر على لين يوماً دون يوم، فعن المسهل والمزلق غنى. وإن كانت تلين يوماً وتحتبس يومين، كفاهم مثل اللبلاب وماء الكرنب ولباب القرطم بكشك الشعير، أو مقدار جوزة أو جوزتين من صمغ البطم. وأكثره ثلاث جوزات، فإنها تلين طبائعهم بخاصية فيه ويجلو الأحشاء بغير أذى. وينفعهم اْيضاً الدواء المركّب من لباب القرطم مع عشرة أمثاله تيناً يابساً والشربة منه كالجوزة. وتنفعهم الحقنة بالدهن فإن فيها مع الاستفراخ تليين الأحشاء وخصوصاً الزيت العذب ويجتنب فيهم الحقن الحارة فإنها تجافف أمعاءهم. وأما الحقنة الرطبة الدهنية فإنها من أنفع الأشياء لهم إذا احتبست بطونهم أياماً. ولهم أدوية ملينة للطبيعة خاصة سنذكرها في القراباذين ويجب أن يكون الاستفراغ في الكهول والمشايخ بغير الفصد ما أمكن، فإن الإسهال المعتدل أوفق لهم.
بّسم الله الرّحمن الرّحيم
● [ الفصل الثالث : شراب المشايخ ] ●
خير شرابهم العتيق الأحمر ليدر ويسخن معاً، وليجتنبوا الحديث والأبيض، إلا أن يكونوا استحموا بعد التناول من الغذاء وعطشوا، فيسقون حينئذ شراباً رقيقاً قليل الغذاء، على أنه لهم بدل الماء، وليجتنبوا الحلو المسدد من الأشربة.
بّسم الله الرّحمن الرّحيم
● [ الفصل الرابع : تفتيح سدد المشايخ ] ●
إن عرض لهم. سدد، وأسهلها ما عرض من شرب الشراب، فيجب أن يفتحوا بالفودنجي والفلافلي وينثر الفلفل على الشراب وإن كانت عادتهم قد جرت باستعمال الثوم والبصل، استعملوها. والترياق ينفعهم جداً وخصوصاً عند حدوث السدد. وكذلك أتاناسيا وأمروسيا، ولكن يجب أن يترطبوا بعده بالاستحمام وبا لتمريخ وبا لأغذية مثل ماء اللحم بالخندروس والشعير. واستعمالهم شراب العسل ينفعهم ويؤمنهم حدوث السدد ووجع المفاصل بعد أن يزاد عليه مع إحساس سدة في عضو أو إحساس استعداده لها ما يخصه كبزر الكرفس، وأصله لأعضاء البول وإن كانت السدة حصوية طبخ بما هو أقوى مثل فطراساليون ، وأن كانت السدد في الرئة فمثل البرشاوشان والزوفا والسليخة وما يشبه ذلك.
بّسم الله الرّحمن الرّحيم
● [ الفصل الخامس : دَلْكِ المشايخ ] ●
يجب أن يكون معتدلاً في الكيف والكم غير متعرض للأعضاء الضعيفة أصلاً، أو المثانة، وإن كان الدلك ذا مرَات، فليدلكوا في المرَات بخرق خشنة، أو أيد مجردة، فإن ذلك ينفعهم ويمنع نوائب علل أعضائهم وينفعهم الحمام مع الدلك.
بّسم الله الرّحمن الرّحيم
● [ الفصل السادس : رياضة المشايخ ] ●
تختلف رياضة المشايخ بحسب اختلاف حالات أبدانهم وبحسب ما يعتادهم من العلل وبحسب عاداتهم في الرياضة، فإن كانت أبدانهم على غاية الاعتدال، وافقهم الرياضات المعتدلة ثم إن كان عضو منهم ليس على أفضل حالاته جعلوا رياضته تابعة لسائر الأعضاء في الرياضة، مثل أن كان رأسه يعتريه الدوار أو الصراع أو انصباب مواد إلى الرقبة، وكان كثيراً ما يصعد فيه بخارات إلى الرأس والدماغ، لم يوافقهم من الرياضات ما يطأطىء الرأس ويدلّيه، ولكن يجب أن يمالوا إلى الارتياض بالمشي والإحضار والركوب وكل رياضة تتناول النصف الأسفل.
وإن كانت الآفة إلى جهة الرجل استعملوا الرياضات الفوقانية كالمشايلة ورمي الحجارة ورفع الحجر.
وإن كانت الآفة في ناحية الوسط كالطحال والكبد والمعدة والأمعاء، وافقهم كلتا الرياضتين الطرفيتين إن لم يمنع مانع.
وأما إن كانت الآفة في ناحية الصدر فلا يوافقهم إلا الرياضة الفوقانية ولا سبيل لهم إلى أن يدرجوا تلك الأعضاء في الرياضة ليقووها بها، وهذا للمشايخ بخلاف ما في سائر الأسنان وبخلاف المشايخ المستهلكين الذي يوافقهم أكثر ما يوافق المشايخ، فإن أولئك يجب أن يقووا الأعضاء الضعيفة بتدريجها في النوع من الرياضة التي توافقها وتليق بها، وأما الأعضاء المريضة فربما راضوها، وربما لم يرخص لهم في ذلك أعني إذا كانت حارة أو يابسة أو فيها مادة يخاف أن تميل إلى العفونة وليس بها نضج.
● [ تم التعليم الثالث وهو ست فصول ] ●
القانون فى الطب لإبن سينا
الكتاب الأول: الأمور الكلية فى علم الطب
منتدى حُكماء رُحماء الطبى . البوابة